مؤتمر باليرمو.. هل يحل الأزمة الليبية؟

مؤتمر باليرمو.. هل يحل الأزمة الليبية؟
الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٤٣ بتوقيت غرينتش

اختتم المؤتمر الدولي حول ليبيا أعماله في مدينة باليرمو في جزيرة صقلية الإيطالية، وسط مقاطعة القائد العسكري الليبي اللواء خليفة حفتر رغم تواجده في المدينة. الأطراف الليبية المشاركة في المؤتمر الدولي الذي استمر يومين، اكدت ضرورة تحمل المؤسسات الشرعية مسؤولياتها من أجل إجراء انتخابات نزيهة بأسرع وقت ممكن، مع ضمان توفر جميع شروطها.

العالم - تقارير

وشددت الأطراف الليبية المشاركة في مؤتمر باليرمو في مسودة البيان الختامى للمؤتمر على ضرورة تحمل المؤسسات الشرعية مسؤولياتها من أجل إجراء انتخابات نزيهة وعادلة بأسرع وقت ممكن، مع ضمان توافر جميع الشروط الفنية والتشريعية والسياسية والأمنية، والدعم من المجتمع الدولي، مؤكدة ضرورة اعتماد دستور من أجل تحقيق السيادة.

ولفت البيان إلى أن اتفاق الصخيرات المسار الحيوى الوحيد للوصول إلى الحل السياسي، مشيرا الى دعم الاطراف الليبية الكامل لخطة الأمم المتحدة وجهود المبعوث الخاص غسان سلامة، مؤكدا دعم الحوار برعاية مصر لبناء مؤسسات عسكرية وأمنية فاعلة تحت الرقابة المدنية. 

ومن جهة اخرى قال رئيس الوزارء الايطالي، جوزيبي كونتي، ان "نظمت إيطاليا هذا المؤتمر لأنها لا تريد أن تقدم دعمها في إطار الأمم المتحدة لعملية الاستقرار في ليبيا. الطريق نحو هذا الهدف معقد ولا طرق مختصرة أو معجزات فيه".

اولى العقبات كانت اعلان القائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر عدم المشاركة رغم وصوله الى مدينة باليرمو بجزيرة صقلية حيث يقام المؤتمر ولقائه كونتي موضحا ان حضوره الى باليرمو يهدف الى عقد سلسلة لقاءات مع رؤساء دول الجوار لمناقشة آخر المستجدات.

لكن صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية افادت بأن سر عدم مشاركة حفتر مرتبط بوجود ممثلين تابعين لجماعات متطرفة.

ونفى مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية خليفة العبيدي، مشاركة المشير خليفة حفتر في مؤتمر باليرمو، مشيرا إلى محادثات حفتر، مع رؤساء دول الجوار والطوق لبحث آخر المستجدات المحلية والدولية.

وعوض غياب حفتر ممثلان له واقتصر حضورهما على مراقبة التطورات أكثر من النقاش حول السياسات فيما اعتبرت اطراف ليبية مشاركة أن توحيد المؤسسة السياسية هو الأساس لتوحيد المؤسستين الأمنية والعسكرية ودعوا إلى استكمال تطبيق الترتيبات الأمنية، كما وردت في اتفاق الصخيرات للمصالحة.

وكشف رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف عن نهج بلاده المتبع تجاه حل الأزمة الليبية والجهود الروسية في هذا السياق و صرح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بأن لقاء رئيس الوزراء الروسي، دميتري ميدفيديف، مع كل من المشير خليفة حفتر، ورؤساء مصر وتونس وعدد من القادة، استمر لأكثر من ساعتين.

اما نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، اعلن انسحاب بلاده من مؤتمر باليرمو حول ليبيا، معربا عن خيبة أمله الكبيرة وقال أقطاي، في بيان صدر قبيل اختتام مؤتمر باليرمو، الثلاثاء: "نعلن انسحاب تركيا من المؤتمر بخيبة أمل عميقة. للأسف لم يتمكن المجتمع الدولي من التوحد هذا الصباح وأضاف أقطاي: "الأزمة الليبية لا يمكن حلها طالما استمرت بعض الدول في اختطاف العملية السياسية لمصالحها الخاصة. هؤلاء الذين تسببوا في الأزمة الحالية برمتها لا يمكن أن يساهموا في حلها".

في حين شهد المؤتمر انسحاب بعض المشاركين متهمين المبعوث الاممي الى ليبيا غسان سلامة بعدم التزام الحياد.

وقال مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا انه "يمكن اجراء انتخابات ما بين 22 من اذار / مارس و 22 من حزيران يونيو المقبلين لكن يتعين اولا ان نسأل الليبيين خلال مؤتمر وطني اوائل العام المقبل هل تكون الانتخابات الاولوية للانتخابات الرئاسية ام التشريعية القانون الذي على اساسه ستجري الانتخابات".

مؤتمر باليرمو الدولي الذي شهد انقسامات حتى قبل بدايته بين الاطراف الليبية من جهة والدول المنخرطة في النزاع من جهة أخرى، يشكل محاولة جديدة برعاية الامم المتحدة والدولة المستضيفة لإطلاق عملية انتخابية وسياسية بهدف إخراج ليبيا من الوضع الحالي.