شاهد.. فيلم مرعب يجسد تقطيع خاشقجي

الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٨ بتوقيت غرينتش

لاتزال جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي البشعة يوم 2 أكتوبر الماضي و خاشقجي قتل بقنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من الشهر الماضي والتي تلقي استنكارا دوليا كبيرا تؤرق السلطات السعودية ويوما بعد يوم تثبت الادلة الدامغة التي تنشرها وسائل الاعلام تورطهم في الجريمة.

العالم - السعودية

وقد بثت قناة RTS السويسرية الناطقة بالفرنسية، برومو دعائي لفيلم قصير أعدته عن حادثة اغتيال خاشقجي.

وأظهرت القناة التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون السويسري، لقطات إعلانية من الفيلم لتفاصيل جريمة مقتل خاشقجي.

أبرز هذه اللقطات كانت قيام الممثل الذي مثل دور قاتل خاشقجي بعملية التقطيع للجثة ثم استماعه للموسيقى، السيناريو الذي ورد بالراوية التركية تفريغا للتسجيلات التي بحوزة المحققين.

يشار إلى أن قناة إر تي أس هي قناة سويسرية ناطقة بالفرنسية تابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون السويسري، تم تأسيسها في الأول من سبتمبر 1997 تحت اسم إلى أن تمت إعادة تسميتها في 2012، هي قناة عامة موجهة للسويسريين المتحدثين باللغة الفرنسية.

وقالت مصادر في مكتب المدعي العام التركي إن النيابة العامة أوقفت عملية البحث عن جثة خاشقجي، بعد أكثر من شهر على قتله في قنصلية بلاده في إسطنبول.

وقالت تلك المصادر إن كل نقاط المراقبة والبحث عن جثة خاشقجي التي وضعتها السلطات التركية أصبحت لا قيمة لها، بعد وصول المحققين الأتراك إلى قناعة تامة بأن الجثة تم التخلص منها بإذابتها بالكامل بواسطة أحماض كيميائية.

وأفادت المصادر ذاتها أن الكيميائي أحمد الجنوبي وخبير السموم خالد الزهراني كانا ضمن فريق التحقيق السعودي المشترك الذي تشكل الشهر الماضي مع فريق تحقيق تركي، للبحث في مصير خاشقجي، وأنهما قاما بطمس الأدلة على مدى سبعة أيام

لماذا اقترحت تركيا محاكمة المشتبه بهم بقتل خاشقجي في أراضيها؟

واقترح مسؤول تركي كبير، اليوم الأربعاء، أن يُحاكم المشتبه بهم بقتل خاشقجي أمام محكمة تركية، على أن تراقب منظمات حقوق الإنسان الدولية هذه المحاكمة.

وأعدت السلطات التركية طلب تسليم 18 مشتبهًا بهم في القضية محتجزين في السعودية، منهم فريق سعودي مؤلف من 15 رجلًا، قالت تركيا إنهم وصلوا إلى إسطنبول قبل مقتل خاشقجي بوقت قصير، ونفذوا هذه المهمة.

وتقول تركيا إنه يجب محاكمة المشتبه بهم أمام محكمة تركية؛ لأن الجريمة وقعت على أرض تركية، حتى وإن كانت داخل مقر لبعثة دبلوماسية سعودية، وفق رويترز.

وقالت الرياض إن محاكمتهم ستتم في السعودية.

كندا تنسق مع تركيا في قضية مقتل خاشقجي

وأعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند في تصريح للصحفيين أن بلادها وتركيا ستواصلان التعاون في قضية مقتل خاشقجي.

ونقلت قناة تلفزيون "Global News" عن رئيسة الدبلوماسية الكندية قولها: تحدثت الاثنين مع زميلي مولود تشاووش أوغلو، وزير خارجية تركيا وناقشنا كيف يمكن لكندا وتركيا أن تواصلا العمل في هذا الشأن"، ولم تكشف الوزيرة المزيد عن التفاصيل عن المحادثة.

وكان رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو قد صرح للصحفيين أمس الأول بأن أجهزة الاستخبارات التركية والكندية على اتصال وثيق في قضية اغتيال خاشقجي، مضيفا أن أجهزة بلاده الاستخباراتية استمعت بالفعل إلى التسجيلات الصوتية التي قدمتها تركيا حول هذه القضية، ما جعل منه أول مسؤول رفيع يؤكد ما كانت أعلنته أنقره من أنها سلمت تسجيلات صوتية لمقتل خاشقجي لعدد من الدول منها السعودية والولايات المتحدة وألمانيا.

واشنطن تستبعد فرض عقوبات على السعودية 

واستبعدت الخارجية الأميركية، اليوم الأربعاء، فرض عقوبات على السعودية بسبب جريمة قتل خاشقجي، لكنها قالت إن الإجراءات التي تم اتخاذها بحق بعض المسؤولين بالمملكة لم ولن تنتهي بإلغاء التأشيرات ومنع دخول بعضهم.

وردا على سؤال خلال المؤتمر الصحافي اليومي لوزارة الخارجية الأميركية، عما إذا كان السعوديون متعاونين مع الولايات المتحدة بشأن تحقيقات خاشقجي، قالت هيذر نويرت: "يمكنني أن أخبركم أن وزير الخارجية مايك بومبيو تحدث مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأجرى محادثة معه، وأكدنا فيها على أهمية خضوع كافة المتورطين في مقتل خاشقجي للمساءلة".

وأضافت أن بومبيو أشار إلى أن "حكومة الولايات المتحدة تقوم بتجميع بعض بياناتها الخاصة ومراجعة تلك الحقائق".

وتابعت بالقول: "نحن نحصل على معلومات من مجموعة متنوعة من المصادر، تماما كأي حكومة".

وأكدت نويرت أن واشنطن كانت واضحة مع الحكومة السعودية حول توقع الشفافية والمساءلة والسرعة في تحديد ما حدث لخاشقجي.

وأشارت إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي التي قال فيها "إننا سنحاسب المسؤولين".

وقالت نويرت إن بومبيو "قام بإلغاء عدد من التأشيرات قبل بضعة أسابيع، كما أننا نحظر على بعض المسؤولين السعوديين دخول الولايات المتحدة. ولكن كان الوزير واضحا أيضا في القول إن الأمور لن تنتهي عند هذا الحد".

وأضافت: "لا نتوقع فرض عقوبات، ولكن لم تنته إجراءاتنا ولن تنتهي بإلغاء التأشيرات ومنع بعض المسؤولين السعوديين من القدوم إلى الولايات المتحدة".

وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ألغت واشنطن تأشيرات دخول 21 سعوديا قالت إنهم على صلة بمقتل الصحافي السعودي.

وحينئذ، قال بومبيو إنّ إلغاء التأشيرات "ليس الكلمة الأخيرة للولايات المتحدة في هذا الملف".

على النقيض، أعلن السيناتور الجمهوري بوب كوركر، الثلاثاء، أن مجلس الشيوخ قد يصوت خلال أسابيع على تشريع لمعاقبة السعودية بسبب الحرب في اليمن وجريمة قتل خاشقجي، ضمنه احتمالية تمرير إجراءات لمنع مبيعات الأسلحة للرياض. 

والإثنين، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ العقيد السابق في المخابرات السعودية، ماهر عبد العزيز مطرب، أجرى اتصالا بأحد المسؤوليين السعوديين عقب مقتل خاشقجي وقال له "أخبر سيّدك أن المهمة انتهت". 

وقالت الصحيفة إن المكالمة التي أجراها مطرب، وهو أحد السعوديين الـ15 الذين قدموا إلى إسطنبول لاغتيال خاشقجي، دارت باللغة العربية. 

وفُسّرت أن المقصود بكلمة "سيدك" الواردة بالحوار عبر الهاتف هو بن سلمان رغم النفي السعودي لأي تورط للأخير في الجريمة. 

إلى ذلك، قال بوب باير، ضابط الاستخبارات الأميركية السابق، إن واشنطن خفّفت "عن عمد" ردّها على مقتل خاشقجي.

وفي حوار تلفزيوني أجرته معه شبكة "سي إن إن"، الثلاثاء، أشار باير إلى أن الإدارة الأميركية تساعد في التغطية على مقتل الصحافي السعودي.

وقال بهذا الصدد: "نحن نتجاهل دائمًا ما يجري في السعودية، والطريقة التي تُدار بها السعودية اليوم".

وفي تعليقه على تصريح سابق للرئيس دونالد ترامب، وصف فيه قتلة خاشقجي بأنهم "مجموعة مارقة"، فنّد باير ذلك بالقول: "السعوديون ليس لديهم عمليات مارقة على الإطلاق، هذا الأمر لم يحدث أبدًا"، مبينًا: "الفرص التي يمكن تخمينها بنسبة مائة في المائة أنّ (ولي العهد) محمد بن سلمان هو من أمر بذلك (قتل خاشقجي)".

ووصف باير ولي العهد السعودي بـ"الاستبدادي"، مشيرًا إلى أنّ "الخدمات الأمنية، وبقية أركان الدولة (في المملكة) تحت سيطرته".

وفي السياق ذاته، أوضح ضابط الاستخبارات السابق، أنّ البيت الأبيض "لا يجد مخرجًا للسعودية (من أزمة خاشقجي)".

وتابع: "لدينا سيكوباتي (شخص مولع بالسيطرة) يجلس في الرياض يسيطر على الدولة، ولم يفعل أي أمير هذا على الإطلاق في تاريخه"، كما لفت إلى تخوف البيت الأبيض من انفجار السعودية، على خلفية سياسات بن سلمان.

واستطرد: "السعودية بركان، والبيت الأبيض قلق من أن ينفجر هذا البلد، ماذا سنفعل بعد ذلك (في حال انفجاره)".

وبعد إنكار دام لـ18 يوما، أقرت الرياض رسميا، في 20 أكتوبر/تشرين الأول، بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعوديا للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة.

وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، بينما أكدت النيابة العامة التركية أن خاشقجي قتل خنقا فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، "وفقا لخطة كانت معدة مسبقا"، وأكدت أن الجثة "جرى التخلص منها عبر تقطيعها".  

ألمانيا: الملف الاستخباري لمقتل خاشقجي بيد البرلمان

وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت إن التبادل الاستخباراتي مع تركيا بشأن مقتل خاشقجي أصبح بيد البرلمان  (البوندستاغ).

وفي مؤتمر صحفي في برلين اليوم الأربعاء، أوضح زايبرت أن محتوى التبادل الاستخباراتي بين تركيا وألمانيا بشأن مقتل خاشقجي ليس لأحد الحق في التعليق عليه سوى اللجان المختصة في البوندستاغ.

وفي ما يتعلق بتداعيات تلك الجريمة، أشار المتحدث الألماني إلى أن برلين تدرس مع الشركاء الأوروبيين إيجاد موقف موحد تجاه حظر تصدير السلاح إلى السعودية.

كما قال زايبرت إن الحكومة دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار بمدينة الحديدة اليمنية، والإسراع ِ في عقد مفاوضات سياسية بين الأطراف برعاية أممية.

وحول تعامل برلين مع ملف تصفية الصحفي السعودي، أفاد مراسل الجزيرة عيسى طيبي بأن تولي اللجنة المشرفة على أجهزة الاستخبارات بالبوندساتاغ ملف خاشقجي يعد نقلة نوعية لملف التبادل الاستخباري الألماني التركي بشأن تسجيلات أنقرة التي توثق مقتل الصحفي.

وأوضح أن انتقال الملف من السلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة إلى السلطة التشريعية ممثلة بالبرلمان يعد تطورا نوعيا، ومن شأن ذلك أن يبقي القضية حية.

كما قال إن نقل الملف للسلطة التشريعية يعني أن الحكومة لن ترضى بعامل المصالح أو الوقت لنسيان تلك القضية، مشيرا إلى أن المتحدث باسم الحكومة أكد بعطلة نهاية الأسبوع الماضي تبادل المعلومات بشأن مقتل خاشقجي بين الاستخبارات الألمانية والتركية.

إجراء سويسري ضد السعودية على خلفية مقتل خاشقجي

وعلق البرلمان السويسري الثلاثاء التصديق على اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي مع المملكة السعودية، مرجعا الإجراء إلى "جريمة القتل الوحشية" لخاشقجي.

وذكرت الخدمة الإعلامية للجمعية الاتحادية السويسرية (البرلمان) -في بيان صحفي- أن 23 من النواب صوتوا خلال اجتماع المفوضية الاقتصادية بالبرلمان، لصالح تجميد التصديق على اتفاقية الازدواج الضريبي مع الرياض، مقابل امتناع نائب واحد عن التصويت.

وحسب هذا البيان فقد أرجأ المشرعون السويسريون اتخاذ قرار نهائي بشأن هذه الاتفاقية انتظارا لتقدم الحكومة العام القادم بإستراتيجية جديدة تجاه السعودية، بعد إجراء مراجعة شاملة لعلاقتها مع هذا البلد العربي الذي يحتل المرتبة الـ 15 كشريك تجاري لسويسرا.

ومقابل تعليق التصديق على الاتفاقية الضريبية مع السعودية، صدق أعضاء البرلمان على اتفاقيات مماثلة مع زامبيا والإكوادور والبرازيل وبريطانيا.

وكانت السعودية قد صدقت في فبراير/شباط الماضي على الاتفاقية التي تمنع الازدواج الضريبي على الدخل والثروات بين مواطنيها ومواطني سويسرا في بلديهما.

قتل خاشقجي تمت باوامر من جهات سعودية عليا

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إن جريمة قتل خاشقجي تمت بأوامر من جهات سعودية عليا، وإنه يتعين الكشف عمن أصدر تلك الأوامر.

وقال المتحدث عمر جليك خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء في أنقرة "لا يمكن تنفيذ جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي دون أمر من جهات عليا، والعالم بأسره يبحث حاليا عن جواب لسؤال: من أعطى هذا الأمر؟".

وشدد المتحدث على ضرورة الحصول على إجابات من الجانب السعودي للكشف عن المسؤول الحقيقي عن اغتيال خاشقجي، وعن مكان الجثة.

وأضاف أن قتلة خاشقجي معروفون، وأن على السلطات السعودية تسليمهم إلى تركيا لمحاكمتهم.

وفي سياق متصل، أدان المتحدث بشكل "واضح وصريح" تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية قضية خاشقجي.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قد اتهم الرئيس التركي بممارسة "لعبة سياسية" بشأن مقتل جمال خاشقجي، ورد عليه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بالقول إن هذا الاتهام "وقاحة كبيرة"، وإن الوزير الفرنسي قد تجاوز الحدود.

وشدد الرئيس التركي في تصريحاته الأخيرة بشأن مقتل خاشقجي على أن أمر القتل صادر عن السلطة العليا في السعودية، وقال إنه أخبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بذلك حين التقاه يوم الأحد الماضي في باريس.