هل سيعود داعش الى العراق مجدداَ؟

هل سيعود داعش الى العراق مجدداَ؟
الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

القلق يساور السلطات العراقية بشأن عودة عناصر تنظيم داعش الإرهابي الى البلاد بحيث حذر رئيس الوزراء العراقي الجديد عادل عبد المهدي حول احتمال عودة الدواعش، فيما تستمر عمليات مداهمة لأوكار فلول داعش على الحدود العراقية السورية، من قبل قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي لتطهير الخط الحدودي ومنع عودة التنظيم.

العالم - تقارير

ونفذت خلايا تنظيم داعش النائمة في العراق في الأشهر الأخيرة غارات وكمائن ضد قوات الأمن العراقية وضد المدنيين، لا سيما في محافظات الأنبار وكركوك وصلاح الدين وتخشى السلطات من احتمال استنئاف الهجمات بصورة منظمة ومبرمجة.

وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في مؤتمر صحافي في بغداد أن تنظيم داعش يسعى لاستعادة السيطرة على الأراضي التي كان يحكم قبضته عليها في الجانب العراقي بين عامي 2014 و2017.​

وتابع عبد المهدي أن القوات العراقية تقوم بواجباتها لإجهاض أي محاولات من التنظيم المتشدد للتسلل عبر الحدود.

داعش .. تحدي أمني لحكومة عبدالمهدي

لجأ تنظيم داعش منذ الهزيمة العسكرية التي مني بها في العراق العام الماضي، إلى أساليب تكتيكية جديدة شملت التفجيرات وشن هجمات على قوات الأمن خصوصا في محافظتي نينوى وديالى.

ويخوض رئيس الحكومة العراقية الجديدة، عادل عبد المهدي، حراكاً متسارعاً لضبط الوضع الأمني في البلاد، بعد سلسلة خروقات سجلت في عدد من المحافظات، بينما أكدت مصادر أنّه يجري حوارات واجتماعات مكثفة مع القيادات الأمنية لوضع خطة متكاملة لإنهاء بقايا تنظيم "داعش".

وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة إنّ "رئيس الحكومة باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، بدأ حراكاً مكثفاً لمتابعة الملف الأمني خلال الأيام الأخيرة"، مبيناً أنّه "عقد اجتماعات مع غالبية القيادات الأمنية في مختلف الصنوف، كما عقد اجتماعات أيضاً مع قيادات الحشد الشعبي، وبحث معها الملف الأمني".

وأضاف أنّه "طلب من القيادات الأمنية وضع دراسة شاملة للوضع الأمني في عموم البلاد، وفق المعطيات وتحديد الثغرات الأمنية وأماكن جيوب وخلايا داعش"، مبيناً أنّ "عبد المهدي شدّد على القيادات باتخاذ إجراءات حازمة في الوقت الحالي، وبدأ التحرك العسكري نحو أي ثغرة تشكل خطراً على البلاد".

عبدالمهدي يتعهد بمحاربة الإرهاب

في الوقت الذي يشهد الملف الأمني في عدد من المحافظات العراقية، تراجعاً ملحوظاً حيث أثار قلق أهالي المحافظات، خاصة التي تمّ تحريرها، أخيراً، من قبضة تنظيم "داعش", تواصل القوات العراقيه المشتركة عملياتها في مجال محاربة الإرهابيين وتستمر فى ملاحقة الخلايا النائمة.

وأعلنت قوات الحشد الشعبى في العراق في الأيام الأخيرة عن إحباط محاولات تسلل لعناصر تنظيم "داعش" الإرهابى في محافظة ديالى شرقي البلاد.

وتتواجد قوات الحشد الشعبي بقوة فى المناطق المحددة لها بمحافظة نينوى وعلى الشريط الحدودي، بحسب ما تقتضيه الضرورة الأمنية وبالتنسيق مع سائر الأجهزة الأمنية.

وتعهد رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي في مؤتمر صحافي بإجراء سلسلة من اللقاءات مع الجهات الأمنية، للاطلاع على الوضع العام بالبلاد، قائلاً: "نطمئن شعبنا بأنّ أجهزتنا الأمنية لها السيطرة على الوضع الأمني، وعلى الحدود بشكل كامل".

وتابع أنّه "من الطبيعي أن يحاول داعش استعادة بعض نفوذه ليس في العراق فقط، بل في مناطق أخرى خصوصاً في دير الزور بسورية، وهي محاولات لاستعادة أنفاسه والعبور إلى الجانب العراقي"، مؤكداً أنّ "قواتنا ترصد ذلك بشكل جيد، وهناك سيطرة على جميع القواطع، والأمن مسيطر عليه بالكامل".

ولفت في السياق إلى أنه "لم نتسلم طلباً من مجلس النواب بخصوص تغيير القيادات الأمنية، وأنّ هذا الموضوع يجب أن يخضع لدراسة جدية"، وشدّد: "لدينا تقييمات مستمرة للقيادات الأمنية، ووضعنا خطة لإعادة التقييم في كافة القيادات العسكرية، وإذا كان طلب مجلس النواب يجري مع ما تتطلبه الحالة الأمنية فسنقوم بذلك، لأنّ الطلب سيعزز هذا التوجه".

تعزيز التدابير الأمنية على الحدود مع سوريا

وعززت القوات العراقية على مدى الأسابيع الماضية انتشارها في المناطق الحدودية مع سوريا بعد سلسلة هجمات شنتها عناصر داعش ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في المنطقة.

وبعد يومين من إعلان "قوات سوريا الديمقراطية" تعليق عملياتها ضد "داعش" في شرق الفرات بسبب الهجمات التركية الأخيرة على مواقعها في المناطق الحدودية، عززت القوات العراقية مواقعها عند الحدود السورية، تحسبا لهجمات محتملة.

وحذر قائد عمليات الأنبار في الجيش العراقي، اللواء قاسم المحمدي، من أن عناصر "داعش" متواجدون داخل الأراضي السورية على بعد خمسة أو ستة كيلومترات فقط عن حدود العراق.

وانتشرت قوات عراقية من الجيش والحشد الشعبي في المناطق الحدودية وعلى امتداد جسر بري في المنطقة الصحراوية حيث ثبتت أسلاكا شائكة ورفعت الأعلام العراقية.

وسيرت هذه القوات دوريات لعربات مدرعة بين المواقع العسكرية عند الحدود، فضلا عن انتشار جنود مسلحين يصوبون بنادقهم نحو الحدود السورية بالتزامن مع تحليق مروحيات عسكرية تنقل تعزيزات إضافية إلى المنطقة.

وتتخذ هذه الخطوات بالقرب من المعبر الحدودي بين منطقتي القائم العراقية والبوكمال السورية، الذي أعلنت بغداد ودمشق في الشهر الماضي عن قرب افتتاحه.

وأعلنت قوات الحشد الشعبي العراقي مؤخراَ أنها أحبطت تسللا لعناصر من تنظيم "داعش" على الحدود، وتعاملت مع أهداف تابعة للتنظيم داخل العمق السوري. وجاء في الموقع الرسمي للحشد: «بناء على معلومات استخبارية دقيقة عالجت القوة الصاروخية للحشد الشعبي أهدافا مهمة لداعش داخل العمق السوري.

وذلك في الوقت الذي نشرت فيه الدفاع العراقية قوات من النخبة والضفادع البشرية على الحدود العراقية ـ السورية؛ لتأمينها وللحد من عمليات تسلل الإرهابيين إلى العراق، لاسيما بعد ولادة تنظيم حراس الدين الإرهابي في سوريا.

وبدأت القوات الخاصة في الانتشار لتنفيذ مهام قتالية خاصة في العمق السوري لمنع عبور الإرهابيين من سوريا إلى العراق مع إعادة نصب الأسلاك الشائكة ووضع ثكنات وأبراج مراقبة على طول الحدود المشتركة.

وفي 5 نوفمبر الجاري، حذر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» من أن الظروف قد تكون مهيأة لعودة ظهور داعش فى سوريا والعراق، حتى مع اندلاع أعمال عنف جديدة بين القوات التركية والقوات المدعومة من الولايات المتحدة التي تقاتل المسلحين فى المنطقة.

وخسر تنظيم داعش في عام 2017 كل الأراضي التي سيطر عليها تقريبا بعدما اقتحم سوريا والعراق، لكن بدون تحسينات فى الأمن والاستقرار والحكم فى البلدين، فإن التنظيم قد يصعد مجددا حسبما ذكرت مجلة «فورين بوليسي» نقلاَ عن التقرير الصادر من المفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية.

وانخفض عدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب، الذين كانوا يتدفقون إلى العراق وسورية بشكل حاد وبمعدل 1500 مقاتل في الشهر. لكن لا يزال تنظيم (داعش) يجتذب حوالي 100 مقاتل أجنبي جديد إلى المنطقة كل شهر، كما قال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في اجتماع لقادة الجيش في تشرين الأول/ أكتوبر.

وخلص معهد دراسة الحرب في واشنطن، في تحليل حديث، إلى القول: “في مسارها الحالي، يمكن لـ(داعش) استعادة قوتها الكافية، لإطلاق تمرد متجدد يهدد مرة أخرى بالتفوق على قوات الأمن المحلية، في كل من العراق وسورية”.

يبدو ان أميركا التي تدعي بمحاربة داعش من خلال دعمه من قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي تعتمد بشكل رئيسي على وحدات الحماية الكردية إلى جانب تشكيلات عربية، يسهل عودة إرهابيي داعش الى العراق وبصدد اخلال الأمن في البلاد مع عودة الارهابيين.

والسؤال الذي يطرح هنا هو أنه هل يعود داعش الى العراق مجدداَ ويرتكب جرائم فظيعة مثل ما ارتكب خلال السنوات الأخيرة؟ أم ينجح العراق في منع تسلل عناصر التنظيم الى البلاد؟!