بعد انتصارات غلاف غزة، ماذا ستفعل إسرائيل في سوريا؟!

بعد انتصارات غلاف غزة، ماذا ستفعل إسرائيل في سوريا؟!
الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٣٦ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تستمر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في إطلاق الصواريخ والقذائف والراجمات على مستوطنات غلاف غزة، ماذا ستفعل إسرائيل في سوريا؟!

العالم_تقارير

يبدو أن القيادة الإسرائيلية تسعى إلى تعويض خسارتها الإستراتيجية بعد انتصار الجيش السوري وحلفائه على حرب السنوات الثماني ضد سورية فقررت الانتقال من «مهمة الدور الوظيفي» في الإستراتيجية الأميركية إلى دور «الدولة التي توظف أسلحتها وبرامجها العسكرية» لمصلحة دولة في المنطقة ضد دولة أخرى بتنسيق أميركي.

سوريا هي احد الأهداف التي تنوي اسرائيل توظيف اسلحتها و برامجها العسكرية فيها و الذي بات أمر صعب تحقيقه بوجود عناصر رادعه منها :

موقف روسيا الرادع لاسرائيل في سوريا 

موقف روسيا و مخالفتها و عندما قدمت وزارة الدفاع الروسية رؤيتها لحادثة الطائرة "إيل 20"، التي أسقطها الدفاع الجوي السوري. وألقي اللوم بصورة نهائية على سلاح الجو الإسرائيلي، الذي، وفقا للخبراء الروس، لم تكتف طائراته إف 16 بعدم التحذير من الضربات ضد البنية التحتية السورية، إنما واحتمت، عن عمد، بـ"إيل 20"، فعرضتها لنيران أنظمة الدفاع الجوي السورية. حتى إن زيارة وفد عسكري إسرائيلي إلى موسكو لم تفد في تخفيف عواقب الحادث.

وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، علقت لـ" كوميرسانت" على تصريحات وزارة الدفاع الروسية، بدعوتها جيشي البلدين إلى "التصرف باتزان ومسؤولية وحكمة" من أجل الحفاظ على التنسيق في سوريا.

اسرائيل، لا تستبعد أن "تقطع (روسيا) أجنحتها" في سوريا، بإغلاق موسكو المجال الجوي أمام الطائرات العسكرية الإسرائيلية، أو التقييد الشديد لإمكانية القيام بعمليات عسكرية.

وفي الصدد، قال مصدر إسرائيلي مقرب من الدوائر العسكرية: "لم يعد مهما من على حق ومن مذنب. الأهم من ذلك، لهجة وزارة الدفاع، والإجراءات التي ستتخذها روسيا في سوريا"، مشيرا إلى أن هناك بين النخبة في البلاد من لا يزال لديه الثقة في إمكانية إقناع موسكو ببراءة إسرائيل.

وفي معرض تعليقه على إسقاط الطائرة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق إن "الرد سوف يهدف في المقام الأول إلى توفير مزيد من الأمن لقواتنا، ومنشآتنا في سوريا" و"سيلاحظ الجميع هذه الخطوات".

ومن هذه التدابير، تزويد سوريا ببطاريات إس-300... "سببا جديا لامتناع سلاح الجو الإسرائيلي عن مهاجمة سوريا وسيتم تغطية المجال الجوي السوري ... بـ "300"  الفعالة للغاية، ولتلافي احتمال حدوث أي طارئ، فإن وراء كل تقدير سوري سيقف ضباط روس".

لكن الجانب الأمريكي اعتبر حصول سوريا على "إس-300" تصعيدا خطيرا في المنطقة.

بعد إعلان روسيا منح السلطات السورية منظومة الدفاع الجوي "إس-300"، وجهت دمشق تساؤلا إلى السعودية وأمريكا. وجاء التساؤل في إطار رد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، على أسئلة الصحفيين، خلال حضوره المنتدى الإعلامي على هامش مهرجان الإعلام السوري الثاني، والذي نقلته صحيفة " الوطن السورية".

وتساءل المقداد : "كيف يحق للولايات المتحدة والسعودية، أن تمول وترسل إرهابييها من كل أنحاء العالم، ولا يحق للدولة السورية أن تستعين بأصدقائها". وتابع بقوله: "اللعبة الأمريكية، انكشفت والتضليل والخداع انتهى، وسوريا انتصرت".

وقال المقداد في تصريح له حول حصول سوريا على منظومة "إس-300": "العلاقات السورية الروسية، تطورت بشكل عميق ومخلص في إطار الحرب على الإرهاب، ومارست القيادة الروسية دورا بناء في تنفيذ قرارات المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، ونحن نعتقد بأن الجهد الذي بذلته روسيا في إطار مكافحة الإرهاب والعدوان هو جهد مخلص، ولذلك نحن لا نتفاجأ بكل التطور الذي تشهده العلاقات السورية الروسية لأننا طرف واحد في محاربة الإرهاب الدولي".

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو صرح، إنه بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، تم تزويد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي "إس-300" خلال أسبوعين، وهي قادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كم.

كما أعلن شويغو عن إطلاق الجيش الروسي التشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أي هجوم مستقبلي على سوريا.

قال الخبير فى الشؤون الروسية، عماد الطفيلى، إن تسليم موسكو للمنظومات الصاروخية للدفاع الجوى "إس-300" إلى سوريا، يمثل بداية تحول جديد فى تغيير قواعد الاشتباك فى الصراع الراهن فى سوريا. و أن روسيا لم يعد لديها خيارا آخر سوى تسليم الجيش السورى هذه المنظومات الدفاعية، التى تحتاجها سوريا للدفاع وحماية نفسها من الاعتداءات الإسرائيلية والغربية الممتكررة عليها.

وشدد الخبير فى الشؤون الروسية، على أن وجود المنظومة الدفاعية المتطورة ستمنع أى اعتداء خارجى على سوريا وستجعلها بمأمن من الضربات الإسرائيلية والغربية، موضحا أن الروس لن يسمحوا بتوجيه أى تهديد أو عدوان على سوريا بأى شكل من الأشكال.

قال فيتشسلاف ماتوزوف، رئيس جمعية الصداقة العربية الروسية، أن تسلم روسيا منظومة الدفاع الجوى إس -300  ليس فقط لخلق التوازن بين القوى فى المنطقة، بل منح الفرصة للقوات الروسية لصد أى ضربة عسكرية أمريكية على مواقع الجيش السورى.

ومن جانبه، أوضح الخبير العسكرى السورى، العميد محمد عيسى ، أن تسليم موسكو لمنظومة الدفاع الجوى إس- 300 يعنى إغلاق المجال الجوى السورى أمام الطيران المعاد، مشيرًا إلى أن الضباط السوريين يمكنهم قيادة منظومة الدفاع الجوى إس -300.

 كان لتزويد دمشق بمنظومات"إس-300 فافوريت" ردودا غير مسبوقة في صحافة إسرائيل، التي تبارت في تقييم هذه الخطوة، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية، أو تغيير موازين القوى.

وأبرزت الصحافة العبرية استثمار إسرائيل سنوات من الاتصالات الكثيفة مع روسيا، لمحاولة منعها من تزويد سوريا بمنظومة "إس-300"، ليأتي القرار الروسي المعاكس، كأحد أسوأ كوابيس تل أبيب

 كتب عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس:"بقرار روسيا تزويد سوريا بمنظومة إس-300 فإن على إسرائيل أن تفكر مرتين قبل الشروع بضربة قادمة". 

تحاول إسرائيل تغطية مخاوفها من هذا التطور بأن سوريا غير مؤهلة أصلا للحصول على منظومة إس-300. وادعى عاموس يادلين، الذي ترأس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) ما بين عامي 2006 و2010: أن "توفير منظومة إس-300 لن يؤدي أولا وأخيرا سوى إلى زيادة مخاطر المشغلين السوريين غير المؤهلين ضد طائرات سلاح الجو الروسي كما هو الأمر ضد الطائرات الإسرائيلية والأمريكية وطائرات الحلفاء والطائرات المدنية".

على خلفية حرب غزة… هل تهاجم إسرائيل سوريا

طرح موقع إلكتروني استخباراتي إسرائيلي سؤالا يتعلق بمدى نجاح إسرائيل في استهداف سوريا من عدمه بعد العملية العسكرية الجارية على قطاع غزة.

وأفاد الموقع الإلكتروني الإسرائيلي “ديبكا”، بأن الجيش الإسرائيلي لن يدخل في عملية عسكرية موسعة في قطاع غزة، رغم استمرار إطلاق صواريخ وقذائف فلسطينية من القطاع على مستوطنات غلاف غزة، وسقوط قتلى وجرحى إسرائيليين، وإنما يفضل بنيامين نتنياهو، تأجيل الحرب في غزة، ليوم أو شهر أو سنة، المهم أنه يؤجل تلك الحرب، على أن يكون الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد، الدائم، لأية عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.

وذكر الموقع الإلكتروني الاستخباراتي العبري أن إسرائيل لا يمكنها مهاجمة أية أهداف في الداخل السوري، نتيجة لرفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طلب إسرائيل معاودة الهجوم الإسرائيلي على سوريا. وذلك بالتوازي مع العمل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأورد الموقع الاستخباراتي العبري، وثيق الصلة بجهاز “الموساد” الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التقى مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية، باريس، ورفض الأخير طلب نتنياهو بالسماح للمقاتلات الإسرائيلية بمهاجمة أهداف في قلب الأراضي السورية.

وتساءل الموقع الاستخباراتي، قائلا: “إنه في الوقت الذي تستمر الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في إطلاق الصواريخ والقذائف والراجمات على مستوطنات غلاف غزة، ماذا ستفعل إسرائيل في سوريا؟