استقالة ليبرمان.. انتصار سياسي لحماس وقرار محير للإحتلال

استقالة ليبرمان.. انتصار سياسي لحماس وقرار محير للإحتلال
الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٣٣ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إعلان وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن استقالته من منصبه، فضلا عن أنه دعا إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

العالم - فلسطین 

وقالت الصحيفة، إن استقالة وزير الحرب الإسرائيلي جاءت احتجاجا على قبول الحكومة الإحتلال بهدنة لإنهاء يومين من القتال مع الفصائل الفلسطينية في غزة، وردا على موقف "إسرائيل" تجاه الهجمات الأخيرة التي استهدفتها من قبل القطاع.

وأضافت الصحيفة أن ليبرمان قدم استقالته رغبة منه في النأي بنفسه عن الكتلة الحاكمة، التي فقدت شعبيتها حسب اعتقاده. في الأثناء، وصف ممثلو حركة حماس الفلسطينية استقالة الوزير الإسرائيلي بأنها انتصار سياسي لغزة.

وأفاد ليبرمان قائلا: "كان يتوجب علينا إنهاء المسألة مع غزة. إن الهدنة ستخلق لنا العديد من المشاكل على الجبهات الأخرى".

في المقابل، صرح الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سامي حمدان عواد أبو زهري، أن استقالة ليبرمان بمثابة "انتصار سياسي لغزة". ووفقا له، فإن استقالة أفيغدور ليبرمان تعتبر اعترافا ضمنيا من إسرائيل بهزيمتها وفشلها في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي والمستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بيني بريسكين، أن "سبب الاستقالة يتمثل في نشوب خلافات داخل مجلس وزراء الأمن السياسي الإسرائيلي، التي باتت جلية للعيان بعد تفاقم الوضع في غزة. ولم يتمكن أفيغدور ليبرمان من تنفيذ خطته في اتخاذ تدابير حاسمة وواسعة النطاق للقضاء على حركة حماس، التي يعتبرها منظمة إرهابية، معتبرا أن الإجراءات التي اتخذها الجانب الإسرائيلي عشية إعلان الهدنة غير كافية".

علاوة على ذلك، يرى بريسكين أن آراء مجلس وزراء الأمن السياسي كانت متضاربة للغاية عشية اتخاذ قرار الهدنة، ولكن في نهاية المطاف، تمت الموافقة على اقتراح نتنياهو، نظرا لتلقيه دعما كبيرا من باقي أعضاء الحكومة.

وأشارت الصحيفة إلى تصاعد وتيرة الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة في الفترة الأخيرة، وتحديدا في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر على خلفية دخول قوات الأمن الإسرائيلية لمدينة خان يونس في قطاع غزة. ونتيجة لتبادل إطلاق النار، توفي سبعة ناشطين تابعين لحركة حماس، فضلا عن مقتل ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي وإصابة ضابط آخر. وفي اليوم التالي، أي في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، استأنفت حماس وبعض الحركات الفلسطينية الأخرى القصف على الأراضي المحتلة.

ونقلت الصحيفة عن البيان الذي أصدرته الحركات الفلسطينية في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر أن "الجهود التي بذلتها مصر أدت إلى وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة والعدو الصهيوني. وستلتزم الحركات الفلسطينية بذلك شريطة أن يقوم العدو الصهيوني بالأمر ذاته". والجدير بالذكر أن أسباب الخلافات القائمة بين ليبرمان ووزراء آخرين، عديدة، ما يعني أنها لم تنشب جراء إعلان الهدنة فقط.

في الحقيقة، لم يؤيد ليبرمان قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن دفع رواتب المسؤولين الذين عملوا لحساب حكومة حماس في قطاع غزة، حيث استنكر إدخال السفير القطري، محمد العمادي، 15 مليون دولار إلى حماس في غزة عبر نقطة تفتيش إسرائيلية.

من جهته، يرى بيني بريسكين أن ضعف شعبية الحكومة الإسرائيلية الحالية يخدم مصالح ليبرمان ويخلق أمامه وحزبه فرصا جيدة للفوز بنسبة عالية من الأصوات في الانتخابات المقبلة.

وأشارت الصحيفة إلى خيبة أمل ناخبي الحزب الحاكم الإسرائيلي بسبب الأحداث الواقعة في الجنوب، على غرار إطلاق حركة حماس الفلسطينية أكثر من 400 صاروخ على إسرائيل، وعودة إسرائيل الى الاتفاقيات التي تم التوصل إليها سنة 2014، وذلك بحسب ما أفادت به عضو الكنيست عن حزب الاتحاد الصهيوني، كسينيا سفيتلوفا.