من هو "المطرب" الآمر بعملية اغتيال خاشقجي؟

من هو
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٤٠ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلاً عن ثلاثة أشخاص على صلة بالتحقيقات في مقتل خاشقجي، أن الضابط السعودي ماهر المطرب (أحد المتهمين الـ21، والآمر بعملية الاغتيال رغم عدم إعلان ذلك رسمياً) اتصل هاتفياً من إسطنبول بمساعد لوليّ العهد السعودي، طالباً منه إبلاغ رئيسه أن "المهمّة أُنجزت"، وهو ما يؤكد وصول الخبر لبن سلمان الذي أكد في في تصريحات نفتها الرياض لاحقاً أن خاشقجي غادر القنصلية ولا علاقة لرجاله بالأمر.

العالم - السعودية 

وماهر عبد العزيز المطرب كان واحداً من بين 21 شخصاً، أعلنت الرياض توقيفهم، للاشتباه بهم في ارتكاب جريمة قتل الصحفي السعودي، ورفضت النيابة السعودية، إعلان اسمه واكتفت بـ"قائد المهمة"، لكنها أعلنت المطالبة بإعدامه مع 4 آخرين.

بعد أيام من نشر صور المشتبه فيهم على وسائل إعلام مختلفة، انفردت صحيفة "صباح" التركية بنشر صورة ملتقطة بكاميرا مراقبة، قالت إنها لتحرّكات "المطرب" أثناء الدخول إلى القنصلية والخروج منها.

كما "نشرت نيويورك تايمز" صوراً، قالت إنها لأحد المتهمين بقتل خاشقجي، ويُدعى ماهر عبد العزيز المطرب، برفقة وليّ العهد السعودي خلال زيارته واشنطن، في مارس 2018، ومدريد وباريس، في أبريل 2018.

"المطرب"، (وُلد 1971)، ويعمل برتبة عقيد في الاستخبارات السعودية، وسبق أن عمل بالسفارة السعودية في لندن سنتين، وبعدها غادر وحلّ محله المقدّم راجح البقمي مديراً لمكتب الاستخبارات في السفارة.

وعن علاقته بالجريمة، فإن المعلومات تقول إنه جاء ضمن الفوج الأول من فريق الاغتيال، وتشير ترجيحات إلى أن مهمّته كانت التحقيق مع خاشقجي؛ نظراً إلى طبيعة عمله في جهاز الاستخبارات.

هذا الرجل، كما جاء في تقرير الصحيفة، يُعتبر مقرّباً من بن سلمان، وهو من بين الأشخاص الذين حدّدت السُّلطات التركية أنهم ضمن المشتبه فيهم.

وبحسب تقرير لشبكة "CNN" الأمريكية، فقد نقل عن مصدر موثوق قوله: "إن الضابط رفيع المستوى مقرّب من الدائرة الداخلية لولي العهد السعودي".

وتحدثت وسائل إعلام تركية مؤخراً، عن أن "المطرب أجرى 19 اتصالاً مع السعودية يوم قتل خاشقجي؛ منها 4 مع مكتب سكرتير بن سلمان"، مؤكّدة أنه "منسّق العملية"، وأنه "تم استئجار الطائرتين باسمه".

شبكة "BBC" البريطانية، وفي إطار ما وصفته بتفاصيل مثيرة عن "المطرب"، قالت إنه أحد أعضاء الفريق المكون من 15 سعودياً والمشتبه بتورطهم في مقتل خاشقجي (أعلن لاحقاً أنهم 21 متهماً).

ونقلت عن مدرب أوروبي أشرف على تدريب "المطرب" على القرصنة التكنولوجية، قوله إنه قُدّم إليه بصفته "عميلاً في الاستخبارات الأمنية".

التدريب، حسب "BBC"، شمل عدة مواضيع مثل إصابة أجهزة كمبيوتر الشخصيات المستهدَفة، بفيروسات لغرض التجسس، والحصول على معلومات عن تلك الشخصيات.

وهذه المعلومات تشمل كل شيء عن الشخصية، من تحديد أماكنها ومحادثاتها من خلال التنصّت بميكروفون الجهاز نفسه، وكشف صورها وملفاتها وبريدها الإلكتروني وشبكة اتصالاتها، وكل شيء متعلّق بها.

وحسب المصدر نفسه، فإن "المطرب قضى أسبوعين عام 2011 يتلقّى التدريب على استخدام التكنولوجيا، حتى تستطيع الحكومة السعودية تنفيذ هجمات على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بمواطنيها".

وكان المشتبه فيه، خلال التدريب الذي جرى في مجمع عسكري بضواحي الرياض، كما يقول المدرب، "يأتي ويذهب، وكنا نطلق عليه الوجه المظلم؛ لأنه كان دائم العبوس، لقد كان يلتزم الصمت دائماً".

ومضى: "إنه لم يكن بارعاً في الجانب الفني. فقد قُسم الفريق إلى مجموعة تقوم بعمليات الاستخبارات، وأخرى كانت تُجري أعمال الرصد الرقمي، وأعتقد أنه (المطرب) كان ينتمي إلى المجموعة الأولى أكثر من الثانية".