مساع دولية لحل الازمة في اليمن.. فهل ستنتهي قريبا؟

مساع دولية لحل الازمة في اليمن.. فهل ستنتهي قريبا؟
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٠ بتوقيت غرينتش

أعلن مارتن غريفيث المبعوث الأممي لليمن أن منظمة الأمم المتحدة تلقت تأكيدات بحضور الاطراف المتحاربة في اليمن أي مؤتمر تعقده للتوصل لحل سلمي للأزمة المتفاقمة في اليمن.

العالم - تقارير

وقال غريفيث إن الأمم المتحدة ستعقد بشكل عاجل مؤتمرا للأطراف المتحاربة في السويد بعدما أظهر التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية وانصار الله استجابة للحضور والإلتزام بالتوصل لحل سلمي.

وتقف اليمن على حافة أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم منذ عقود حيث يعاني الملايين من نقص الغذاء والماء والإمدادات الطبية.

وقال غريفيث في كلمته امام مجلس الأمن الدولي "تلقيت تأكيدات من الاطراف اليمنية المختلفة بأنهم على اتم استعداد للحضور والمشاركة في المؤتمر وأنا أصدقهم بشكل كامل".

ويخطط غريفيث للسفر إلى العاصمة اليمنية صنعاء لمناقشة الاستعدادات للمؤتمر قبل أن يسافر مع وفد صنعاء إلى السويد لحضور المؤتمر.



وقال المبعوث الدولي إلى اليمن، إن جلسة المشاورات بين الأطراف اليمنية المقرر عقدها في السويد ستركز على وثيقة جديدة يقوم بإعدادها، مؤكدا أن المشاورات والحوارات التي جرت سابقاً ستكون أرضية للوثيقة الجديدة.

وأضاف: "بعد استماعي لطلبات الأطراف في الشهرين الماضيين يمكنني القول إن هذه الجولة التي سنقوم بها تتماشى مع تطلعات المجلس... وبطبيعة الحال كل نقاش وكل حوار جرى في السابق أصبح أرضية للوثيقة التي نعدّها من أجل الخروج من الأزمة. وآمل أن يقبل الأطراف بأرضية مبدئية للنقاش وليس بالضرورة تفاصيل الوثيقة، وهذا ما سنركز عليه في الأسابيع المقبلة".

الى ذلك أعلنت بريطانيا، أمس الجمعة، أنها ستحث مجلس الأمن الدولي على تأييد التوصل إلى هدنة إنسانية في اليمن.



وأفادت المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، بأنها ستطرح على مجلس الأمن الاثنين القادم مسودة قرار تتضمن خمس طلبات قدمها مارك لوكوك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، التي تحث إحداها على التوصل لهدنة حول البنية الأساسية والمنشآت التي تعتمد عليها عملية المساعدات واستيراد المواد التجارية، مضيفة أن هدف القرار هو وضع دعوة لوكوك "موضع التنفيذ".

وتشمل الطلبات الـ4 الأخرى لمسودة القرار المذكور حماية إمدادات المواد الغذائية والسلع الأساسية، وزيادة وسرعة ضخ العملة الأجنبية في الاقتصاد من خلال البنك المركزي اليمني، وزيادة التمويل والدعم الإنساني، وانخراط الأطراف المتحاربة في محادثات سلام.

من جانب اخر تواصل المعارك في محيط مدينة الحديدة، رغم ما أعلنت عنه دول تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، بوقف العمليات العسكرية هناك.

وكانت حدة المعارك في االحديدة قد تراجعت بعد نحو أسبوعين من الاشتباكات العنيفة في شرق وجنوب المدينة. وتتميز المدينة بالمرفأ الحيوي الذي يقع على سواحلها، وتمر من خلاله غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة في بلد يواجه نحو نصفه سكانه (27 مليون نسمة) خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة.

أما حركة "أنصار الله" فنفت أن يكون التحالف السعودي قد أوقف عملياته العسكرية في الساحل الغربي"، وكشفت أنه "مستمر في التحشيد وترتيب صفوفه لتصعيد جديد".



وقال المتحدث بإسم الحركة محمد عبد السلام في تغريدة له "في كل جولة من جولات العدوان على اليمن، التصعيد يبدأ ويخف أو يتلاشى أغلبها بدون إعلان تهدئة، وإنما نظرا لطبيعة المعركة على الأرض، ويحاول تحالف العدوان تقديم الموضوع، أنه بناء على ضغوط دولية أو إنسانية، وهذا افتراء، فالحقيقة هو الاستعداد لجولة جديدة، يحتاج التجهيز لها وقتاً إضافياً كالعادة."

وأضاف أنه "لم تكن هناك دقة في عكس هذا الواقع، وتطور إلى الحديث عن وقف الحرب، رغم أن كل ما في الأمر هو هدنة مؤقتة بسبب زيارة الوفد الأممي إلى الحديدة".

وأعتبر أن التحالف "مارس خدعة وتصرف بذكاء، وسرب تصريحات لوكالة "رويترز"، قال فيها أن العمليات توقفت في الحديدة".

وتابع أن التحالف "سرب تصريحات متناقضة عبر قادة ميدانيين يمنيين، تقول أن المعركة ستتواصل، لكن الأرجح أن الحديث عن وقف شامل للحرب في اليمن ما يزال مستبعداً".

وفي الامم المتحدة دعا رئيس برنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيسلي، الجمعة، العالم للعمل فورا على وقف الحرب في اليمن وإنقاذ اقتصاده وتلافي موت سكانه بسبب الجوع، لأن هذا مخجل للبشرية.

وقال بيسلي، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن الجمعة: "اليمن على شفا كارثة، لذا يجب أن نعمل معاً، ويجب على المجتمع الدولي استخدام جميع قواه لإنهاء الحرب وإنقاذ اقتصاد اليمن".

ووفقا له، يتعين على العالم استخدام جميع تكنولوجياته ومعارفه لتغيير الوضع في اليمن.



وأضاف: "ينبغي على المنظمات الإنسانية، مثل برنامج الأغذية العالمي، الحصول على الموارد والتمكن من إنقاذ الأرواح، وإلا، أيها السيدات والسادة، سيكون علينا أن نقف أمام خيار: أي طفل سيتمكن من الأكل للبقاء على قيد الحياة، وأي طفل لن يتمكن من ذلك ولن يعيش؟ ومن سيعيش من الأطفال ومن سيموت؟.. كلمات (مفجع) و(مأساوي) لا تغيّر أي شيء في الوضع في اليمن، يجب على البشرية جمعاء أن تخجل، لأنه في ظل كل الثروة وكل المعرفة والتكنولوجيا التي يملكها العالم اليوم، لا يجب أن يكون هناك طفل واحد يذهب للنوم جائعا".

وأشار بيسلي إلى أنه زار اليمن مؤخرا ولم ير "لا ابتسامة ولا ضحكة" عندما "دغدغ أطفالا في الحفاضات".

وأضاف أن برنامج الأغذية العالمي يغذي حاليا حوالي 8 ملايين شخص شهريا في اليمن، موضحا "في الوقت الحالي، لدى برنامج الأغذية العالمي ما يكفي من الحبوب لتوفير الغذاء لـ 6.8 مليون شخص خلال شهرين".

وأعلن بيسلي: "بالإضافة إلى ذلك، بدأ برنامج الأغذية العالمي في استخدام ميناء في سلطنة عمان المجاورة كخيار إضافي لتوصيل الغذاء، لأن ميناء الحديدة الرئيسي في اليمن صار موقعا لقتال شرس من أجل الاستيلاء عليه".