بانوراما الليلة.. زيارة الرئيس العراقي الى طهران وأهميتها

الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

تحظى زيارة الرئيس العراقي برهم صالح الى ايران بأهمية إستراتيجية سواء من حيث توقيتها وتزامنها مع الحظر الاميركي الاخير على ايران او من حيث دورها في توطيد العلاقات بين البلدين الجارين سياسيا واقتصاديا وتجاريا وحتى اجتماعيا.

العالم - بانوراما

الرئيس العراقي الجديد برهم صالح يحط في العاصمة الايرانية طهران في زيارة لاول دولة اسلامية غير عربية، حاملا معه ملفات عدة لبحثها مع المسؤولين الايرانيين. 

قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي اكد خلال استقباله الرئيس العراقي على انه يجب مواجهة الاعداء الذين لايريدون عراقا قويا وآمنا. واضاف ان الطريق الوحيد لمواجهة المؤامرات هو حفظ وتقوية الوحدة بين المكونات العراقية من عرب واكراد وشيعة وسنة. كما اشار اية الله خامنئي الى ان بعض الدول في المنطقة وخارج المنطقة لديهم ضغينة وكره نسبة للاسلام وللعراق. ويحاولون التدخل في الامور الداخلية للعراق، ويجب الوقوف بقوة في وجههم.

وبعد اجتماع ثنائي بين الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره العراقي، اكد روحاني على استمرار العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، وامكانية رفع مستوى العلاقات الاقتصادية الى عشرين مليار دولار في القريب العاجل.

وقال حسن روحاني الرئيس الايراني: "اليوم العلاقات الاقتصادبة بين البلدين تبلغ نحو اثني عشر مليار دولار، ويمكننا من خلال الجهود الثنائية زيادة هذا الحجم إلى عشرين مليار دولار في المستقبل القريب. وتباحثنا اليوم حول التعاون في مجال الكهرباء والغاز والمشتقات النفطية والانشطة المتعلقة بالتنقيب عن النفط واستخراجه"

وبدوره، قال الرئيس العراقي برهم صالح، إن بلاده لن تنسى الدعم الإيراني لمحاربة صدام والإرهاب في العراق، مشيرا الى ان الجمهورية الإسلامية لعبت دورا كبيرا في هزيمة الإرهابيين من خلال الدعم المقدم للعراق.

أمينُ المجلسِ الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني اكد خلال لقائه صالح بأن مخططات الولايات المتحدة لزعزعة العلاقات الودية بين العراق وايران لن تؤدي الى نتيجة. فيما اشار صالح أن بلاده لن تسمح لأي بلد أو جماعة أن تستغل العراق لضرب مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية. 

الزيارة الهامة هذه، تاتي استكمالا للعلاقات القوية بين البلدين، فالرئيس روحاني الذي اعتبر امن العراق هو امن ايران ونمو العراق هو نمو ايران، دعا الى تحقيق المزيد من تعزيز العلاقات الوثيقة بين الشعبين والوصول الى علاقات اوثق بين البلدين سياسيا واقتصاديا.
وفي الوقت الذي فرضت فيه واشنطن اجراءات حظر جديدة على طهران، يرى مراقبون ان زيارة صالح الى الجمهورية الاسلامية وتصريحاته تدل على ان العراق سيقف مع الشعب والحكومة الايرانية ضد هذه الاجراءات. 

العلاقات بين طهران وبغداد تعززت بشكل كبير بعد سقوط نظام صدام، حيث قفزت العلاقة بينهما إلى مستوى متقدم في ظل حكومة إبراهيم الجعفري. كما شهدت تطورا ملحوظا خلال حكومة نوري المالكي، والحكومة الماضية برئاسة حيدر العبادي.

وفي وقت سابق صرح مسؤولون عراقيون بان العراق اتفق مع ايران على مبادلة المواد الغذائية العراقية بامدادت الطاقة والغاز الإيرانية. ويستورد العراق مجموعة كبيرة من السلع من إيران تشمل الأغذية والمنتجات الزراعية والأجهزة المنزلية السيارات. وتساهم الطاقة أيضا في الحجم الكلي للتجارة الثنائية بين البلدين.