في ذكرى أول تفجير .. حكاية صمود إدارة المركبات في حرستا

في ذكرى أول تفجير .. حكاية صمود إدارة المركبات في حرستا
الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

خمس سنوات مرت على التفجير الأول الذي استهدف مبنى إدارة المركبات العسكرية في الجيش العربي السوري، بمدينة حرستا، تاريخ 17/11/2013، والذي أسفر عن ارتقاء العديد من الشهداء.

العالم - مقالات وتحليلات

تقع إدارة المركبات العسكرية شمال شرقي دمشق في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية وتمتد على مساحة 4000 متر مربع، تتألف من ثلاثة أقسام رئيسية، قسم الإدارة والقسم الثاني هو المصنع 646 أو ما يعرف بالرحبة، والقسم الثالث هو المعهد الفني العسكري.

ويقع المصنع على تماس مباشر مع منطقتي حرستا وعربين، أما المعهد الفني العسكري فيقع في الجهة الشرقية من الإدارة، يتصل مع عربين جنوبا ومديرا شرقا ومسرابا شمال شرق بساتين حرستا شمالا.

وكانت جميع المناطق المحيطة بالإدارة تحت سيطرة المسلحين بمختلف تسمياتهم “لواء درع العاصمة”، و “جبهة النصرة”، و”جيش الإسلام”، “فيلق الرحمن”، “حركة أحرار الشام”، و” لواء فجر الأمة” الارهابيين.

وتمكنت عناصر الجيش العربي السوري المتواجدة في إدارة المركبات، بكافة أقسامها، من صد جميع الهجمات المتكررة والمكثفة على الإدارة، ولعل أبرزها التي كان يسبقها تفجير إرهابي سواء كان بعربة مفخخة أو عبر الأنفاق.

وقال مصدر ميداني لتلفزيون الخبر في دمشق، متحدثاً عن التفجيرات التي استهدفت الإدارة لعدة سنوات من التخطيط من قبل المسلحين، وبدأ بالتفجير الأول الذي وقع منذ خمس سنوات.

وأضاف المصدر:” قبل أيام من التفجير كنا نسمع أصوات حفر بشكل واضح أثناء الليل أكثر من أوقات النهار، وعندما أعلمنا المرؤوسين، أجابنا حينها اللواء أحمد شعبان رستم : لن نغادر الإدارة وسأكون أول الشهداء.”

وتابع المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، “بتاريخ 17/11/2013 وعند قرابة الساعة الثانية ظهراً على ما أذكر كان معظم الضباط والعساكر في المبنى الذي تم تفجيره، هذا البناء يحتوي المطعم وبهذا التوقيت يكون الجميع على الغداء في المطعم، وقع الانفجار عن طريق نفق حفر تحت البناء ما أدى إلى انهياره بشكل كامل “.

وأوضح المصدر الميداني في حديثه لتلفزيون الخبر، “أسفر التفجير عن ارتقاء الكثير من الضباط الأكاديميين والضباط الحربيين وصف الضباط والمجندين والمتطوعين، من بينهم العماد شرف أحمد رستم الذي قال: أنه سيكون من أول الشهداء، وكأنه كان يشعر بقرب شهادته”.

وبعد التفجير انتشر على مواقع “المعارضة”، بيان جاء فيه أن ” مسلحي “لواء درع العاصمة” أعلنوا تبنيهم للتفجير وجاء في البيان “بعد جهد طويل وعمل شاق من مقاتلي اللواء قاموا بحفر الأنفاق تحت مباني إدارة المركبات وتفجيرها، وقد استغرق العمل في حفر الأنفاق أكثر من 6 أشهر”.

كما “نشر “لواء درع العاصمة” تسجيلًا مصورًا يظهر الانفجار الضخم وانهيار المبنى بشكل كامل، وسحابة كبيرة من الدخان والغبار التي ملأت سماء المنطقة”.

وتابع المصدر “في 2017-01-18 كان التفجير الثاني، الذي استهدف إدارة المركبات في حرستا، حينها تم تفجير بناء على مدخل الإدارة في منطقة حرستا، وتلا التفجير هجوم للمسلحين وتم صده”.

وحصل “التفجير عبر قيام المسلحين بحفر نفق بطول 300 متر تمت خلاله عملية تفخيخ وتفجير النفق الذي يصل إلى أسفل البناء على باب الإدارة”.

وقال المصدر “إن التفجير أسفر عن سقوط المبنى مخلفا عددا من الشهداء والكثير من الجرحى”، مشيرا إلى أن” هدف المسلحين كان إحداث التفجير ومن بعده قيامهم بالتسلل واستغلال حالة الفوضى التي تحصل نتيجة التفجير للهجوم إلى داخل الإدارة ولكن تم التصدي للمهاجمين، وتم إفشال مخططهم”.

وتابع المصدر “بعد عدة أشهر وتحديداً بتاريخ 2017-11-14 كان التفجير الثالث الذي استهدف الإدارة، وتبع هذا التفجير هجوم ضخم، حينها استشهد اللواء وليد خواشقي نائب مدير إدارة المركبات وعددا من الضباط والعناصر”.

وأضاف المصدر” كان الهجوم من محور مديرا و مزارعها باتجاه نقاط عسكرية في محيط الإدارة، وتم عبر تفجير سيارة مفخخة في محيط الإدارة، تلاه هجوم بأعداد كبيرة لمسلحي “جبهة النصرة” و”فيلق الرحمن” و “أحرار الشام” عبر عدة أنفاق تم حفرها بوقتٍ سابق.”

ولفت المصدر إلى أنه “وبالتزامن مع التفجير والهجوم على الإدارة، كانت وحدات من الجيش تتصدى لعملية تسلل إلى مساكن الشرطة، حيث كان المسلحون يحاولون التمدد على أي اتجاه لتوسيع نقاط سيطرتهم وزيادة الضغط على إدارة المركبات، لكن كنا دائما نتصدى لأي هجوم يقومون به”.

وتابع المصدر الميداني حديثه لتلفزيون الخبر “تفجير آخر كان بتاريخ 2017-12-29، و كغيره من التفجيرات تلاه هجوم على عدة نقاط، وبدأ عبر تفجير عربة مفخخة يقودها الانتحاري السعودي “أبو دجانة الجزراوي”.

وأضاف المصدر أن الجيش خلال تصديه قام باتباع أسلوبهم حيث تم تفجير نفق تابع لمسلحي “حركة أحرار الشام”، يقع في الجهة الشمالية لمحور إدارة المركبات بحرستا”.

وأشار المصدر إلى أن “الإدارة تعرضت في الهجوم الأخير لحصار استمر لعدة أيام بالتزامن مع استمرار عمليات الهجوم والقنص المكثف والهاون، وأذكر بتاريخ 7/1/2018 تم التصدي لهجوم من جهة المصنع وتدمير عربة BmB وإعطاب دبابة، بالتزامن مع التصدي لهجوم من جهة المعهد بثلاثة دبابات وعربة”.

وأوضح المصدر أنه بتاريخ 8/1/2018 دخلت القوات القادمة لفك الحصار إلى داخل الإدارة.

وتابع المصدر، بعد عشرين يوما أي بتاريخ 28/1/2018 حدث هجوم جديد على الإدارة باستخدام عربة مفخخة، قرابة الساعة الثامنة والنصف صباحاً، تم تفجيرها من قبل عناصر الجيش قبل وصولها إلى هدفها، بالإضافة لقتل أعداد كبيرة من المهاجمين الذين يتبعون لـ “جبهة النصرة” و “فيلق الرحمن” و “أحرار الشام” الارهابيين.

ونوه المصدر إلى أنه “طيلة الأيام الفاصلة بين تواريخ الهجوم على الإدارة كنا نتعرض بشكل يومي للقنص من قبل المسلحين المتواجدين في الأبنية المحيطة بالإضافة لاستهداف الإدارة بقذائف الهاون.”

وقال المصدر الميداني “إن الأنفاق التي كان يحفرها المسلحون باتجاه الإدارة هي على عمق يتجاوز الثلاثين مترا”، منوها إلى “قيامهم بحفر خندق محيط بالبناء الذي استهدفه التفجير الأول على عمق 16 مترا وفجروا البناء، حيث بلغ عدد الأنفاق التي حفرت إلى داخل سور الإدارة قرابة 40 نفقا.”

يشار إلى أنه تم بتاريخ 21/3/2018 التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج مسلحي حرستا برفقة عوائلهم إلى إدلب وبقاء من يرغب بالتسوية، وفي اليوم التالي تم تنفيذ الاتفاق، وبتاريخ 23/3/2018 أعلنت حرستا خالية من المسلحين.

علي خزنة - أوقات الشام