مع الحدث - مسؤولية ابن سلمان في مقتل خاشقجي والتداعيات - الجزء الاول

الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٤٩ بتوقيت غرينتش

ماذا لو تأكدت مسؤولية ابن سلمان في قرار اغتيال خاشقجي؟ ما النتائج المترتبة التقييم وكالة الاستخبارات الاميركية بهذا الشأن؟ هل اثبات تورط ولي العهد يقوي نفوذ ترامب في المملكة، أم يعقده؟ كيف اصبح الوضع الجديد داخل القصر الملكي بعد التفاعل الدولي للقضية.

واكد الباحث والكاتب السياسي محمد مرتضى، ان موقف الادارة الاميركية كان منذ اللحظة الاولى على غير عادته في تبرئة ولي العهد السعودي محمد بن سليمان في قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وقال مرتضى في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": غالباً ما نرى الادارة الاميركية في الملفات المتعلقة ببعض الدول، تتعامل معها مباشرة باتهامات سريعة بالقفز على النتائج واصدار احكام سريعة كما حصل فيما يسمى بالملف الكيمياوي في سوريا او غير ذلك، لكن عندما وصل الامر الى السعودية وخاصة علاقة ترامب مع الرياض وقضية صفقات الاسلحة وتحصيل الاموال، كانت ردة فعل الادارة الاميركية بطيء وخجول، بل ويطالب بعدم التسرع واجراء التحقيقات، وفي نفس الوقت تصدر تصريحات تدعو لتبرئة ابن سلمان.

واوضح مرتضى، في ظل التناقض والتسرع في تبرئة ابن سلمان، لم يخف ترامب عادة الاسباب الداعية لتبرئته، وكان يقول دائماً ان بلاده لا تستطيع قطع العلاقات مع السعودية والتراجع عن صفقات الاسلحة التي تدر عليه بمليارات الدولارات وزعم انها تؤمن مئات من فرص العمل.

ورأى مرتضى ان الادارة الاميركية تواجه الان موقفاً محرجاً بعد تقرير الاستخبارات الاميركية الذي نشرته صحيفة الواشنطن بوست، يؤكد تورط ولي العهد السعودي باغتيال خاشقجي، مشيراً الى انه لا يمكن ان نسيان ان هناك صراعاً ما بين ترامب والاستخبارات الاميركية منذ سنتين اثر انتخاب ترامب رئيساً للبلاد.

ولفت الى انه من الصعب التنبؤ بما قد يفعله ترامب، لكن من الواضح ان تقرير الاستخبارات الاميركية الذي استند الى اتصال هاتفي والذي يشير بوضوح الى اتهام مباشر لبن سلمان، ولا يمكن التنصل منه بسهولة.

من جانبه، اكد رئيس المعهد الاميركي للسياسات الاستراتيجية مايك لين، ان تقرير الاستخبارات الاميركية حول تورط ولي العهد السعودي باغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، حالياً لم يتم التأكد منه رسمياً، وايضاً لم يتم توصيف هذا التقرير بانه دقيق.

وقال لين: ان تقرير الاستخبارات الاميركية سوف يعقّد علاقات الرئيس دونالد ترامب وسلوكه على صعيد السياسة الخارجية، مشيراً الى انه ورغم ان الادارة الاميركية لا تتعاطى مع المحكمة الدولية لكن عليها ان تتعاطى الان مع دبلوماسية دولية ورأي عام دولي، ولكن بنفس الوقت في المحاكم الاميركية فان الحقائق كما نعرفها لن تكون كافية لادانة محمد بن سلمان باصداره الاوامر بجريمة قتل خاشقجي.

وعزا لين السبب في ذلك، عدم العثور على جثة الضحية ولا تربط الادلة المباشرة حتى الان ببن سلمان، بل ان التقرير يرتكز على وجود الكثير من الادلة وايضاً على استنتاج من قبل الاجهزة الاستخباراتية بان مثل هذا العمل لم يكن ليحصل لو لم يتورط محمد بن سلمان بنفسه.

واوضح رئيس المعهد الاميركي للسياسات الاستراتيجية، ان ترامب سوف لن يستخدم المساحة المتاحة له، لاجبار ولي العهد على الاعتراف بالذنب وارتكابه الجريمة، الاّ في حال كانت هناك صلة مباشرة.

واضاف مايك لين، اذا قارنا الوضع مع محكمة اميركية يجب التحدث عن مستوى كبير من الثقة، ولكن لا توجد مثل هكذا ادلة مباشرة، وشدد على ان ترامب سيستخدم عدم وجود ادلة دامغة من اجل اعطاء بعض المجال لبن سلمان من اجل المناورة.

ورأى لين، ان ترامب بالرغم من ذلك، لن يقدم على الغاء صفقات الاسلحة باعتبار انه لايواجه ظروفاً تجبره على ذلك، مشيراً الى ان ترامب طوال الوقت لم يقلل من شأن السعودية كدولة حليفة في المنطقة، لانه يعتبرها مهمة بالنسبة له، خاصة ان العديد من معاوني ترامب هم حلفاء للسعودية، ولذا سيحاول اغتنام هذه الفرصة من اجل التأثير بشكل اكبر على نظام ابن سلمان لتحقيق سياساته فقط.

وتابع لين يقول: في حال لم يستجب ابن سلمان لمطالب ترامب فان الاخير سيحاول ممارسة الضغط عليه بشكل اكبر كي يستجيب ولي العهد السعودي لهذه المطالب، مثلاً خفض الحرب على اليمن وغيرها من الخطوات.

بدوره، رأى رئيس منظمة يمن للدفاع عن الحقوق والحريات علي الديلمي، ان قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي ترتبط بمصالح اميركية حيث تركز الولايات المتحدة وبشكل اساسي على ذلك.

وقال الديلمي: ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يصرح دوماً على ان علاقته مع السعودية استراتيجية وان صفقات الاسلحة تدر عليه الكثير من الاموال، مؤكداً ان الادارة الاميركية تعد طبخة على نار هادئة بحيث يتم تغيير المعادلة الداخلية للمملكة والتي قامت السعودية بنفسها بتغيير ولي العهد وتنصيب محمد بن سلمان مكانه.

واوضح الديلمي، ان الوضع في السعودي مستمر في هذا الاتجاه خاصة بعد عودة الامير احمد بن عبدالعزيز الى المملكة، معتبراً ان تسريبات وكالة الاستخبارات الاميركية هي بمثابة اعداد مثل هذه الطبخة على نار هادئة وبتدريج بحيث تركز العائلة المالكة بان مصالح آل سعود سوف تتضرر وبالتالي يجب ان تكون هناك تسوية داخل المملكة، ورأى ان هذه التسوية تشمل بابعاد محمد بن سلمان بعد ان قام بدوره، باشعال الحرب في اليمن وايضاً كان البقرة الحلوب واستنزاف الكثير من الاموال لصالح الولايات المتحدة الاميركية.

وحول مطالبة الصحافة الاميركية بتشكيل محكمة دولية حول جريمة اغتيال خاشقجي فيما لم يتم التطرق الى حرب اليمن، قال الديلمي: ان هذه المطالب سوف لن تسويقها، وانما ستتم فقط تسوية داخلية في السعودية بتنحية محمد بن سلمان لعودة الامور الى سابق عهدها وبنفس السياسات، باعتبار ان وتيرة الحرب على اليمن مازالت كما هي، الاوضاع الانسانية الكارثية هي نفسها.

واوضح الديلمي، ان اليمنيين كانوا يأملون من مجلس الامن الدولي اصدار قرار  بوقف الحرب، لكن ماحصل انه تم تأجيل المجلس، لافتاً الى ان هناك مماطلة ودور اميركي سعودي في التحشيد والهجوم على اليمن في كافة الجبهات.

 

ضيوف الحلقة:

الباحث والكاتب السياسي د. محمد مرتضى

رئيس منظمة يمن للدفاع عن الحقوق والحريات علي الديلمي

رئيس المعهد الاميركي للسياسات الاستراتيجية مايك لين

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3901741