نوافذ – ازدواجية المعايير الغربية في تحديد مفهوم الارهاب

الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٢٩ بتوقيت غرينتش

افسد وتكبر وخرب، هووليد عقليات فاسدة، ونفوس متكبرة وقلوب قاسية، طابعه عدواني ظلامي، لاوازع في استخدامه لوسائل التأثير والتخريب والأذى، نفسيا وفكريا، جسديا وروحيا، هو الارهاب واضح لا لبس فيه.

ويأتي من يحدث اشكالا في مفهومه ويدخل التباسا واختلافا في النظرة اليه، فمقارعة الاستكبار ارهاب، وحق الشعوب في تقرير المصير ارهاب، وما دام للحرية انتسابك، فكل ما تفعله نوع من الارهاب.
اختلاف جوهري في مفهومه ومعياره، في طرحه ومعالجته وتحليله، حيث لا تعريف واضحا وشاملا ومانعا له، ما يعني خلط اوراق وقلب مفاهيم واستباحة مبادئ، هو ظاهرة القرن بامتياز، وهو مادة دسمة تتفن وسائل الاعلام في تناولها وتغطيتها، ومناقشتها.
وقال عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية كميل حبيب ان تعريف الارهاب قائم على صعوبة كبيرة، مشيرا الى ان القانون الدولي لا يتضمن تعريفا واضحا للارهاب وذلك لوجود تناقضات كبيرة تعتري التعريف.
واضاف حبيب بانه يجب التميز بين الارهاب الداخلي و الارهاب الخارجي، ومابين الارهاب و الجريمة المنظمة، وما بين الارهاب والمقاومة، مشيرا ان السبب وراء عدوم وجود تعريف واضح لارهاب هو ان الدول الغربية المؤيدة لاسرائيل لا تريد ان يتضمن تعريف الارهاب اي شيء عن ارهاب الدولة.
من جانبها اوضحت المحامية مريم الشامي ان الارهاب ليس بجديد وانما عرفته البشرية منذ القدم، مشيرا الى ان الامم المتحدة بقيت عاجزة عن صياغة تعريف ثابت عن الارهاب نتيجة التجاذبات السياسية بين الدول.
بدوره قال الباحث الفلسطيني وليد محمد علي ان مجلس الامن والامم المتحدة والمؤسسات الدولية التي شكلت بدأت تترنح في يومنا هذا، موضحا ان هذه المؤسسات شكلتها الدول المنتصرة بعد الحرب العالمية الثانية، وهذه الدول لا تعترف بالمساوة البشرية.
واضاف ان هذه الدول لا تريد ان تضع قانونا واضحا للارهاب، لانه في حال اقراره سوف ينطبق على الجميع بما فيه تلك الدول.
من جانبه قال الكاتب السياسي هادي قبيسي ان الدول الغربية تستخدم مفهوم الارهاب بشكل مبطن ومزدوج، حيث يتم توظيف حركات ارهابية تحت عنوان مكافحة الارهاب، موضحا بانه يتم اخذ القيادات الارهابية الى السجون لتدريبهم وتجنيدهم وضبط حركتهم حول العالم ضمن قانون مكافحة الارهاب، ليعاد تصديرهم وتجنيدهم وتنظيمهم وارسالهم الى مناطق مختلفة لاداء وظائف استراتيجية اميركية وغربية مختلفة.

ضيوف الحلقة:
عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية كميل حبيب
المحامية مريم الشامي
الباحث الفلسطيني وليد محمد علي 
الكاتب السياسي هادي قبيسي

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3907711