بالتفاصيل.. صحيفة تركية تنشر أجزاءً من التسجيلات الصوتية لمقتل خاشقجي

بالتفاصيل.. صحيفة تركية تنشر أجزاءً من التسجيلات الصوتية لمقتل خاشقجي
الإثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٣:١٨ بتوقيت غرينتش

خرجت، اليوم الإثنين، تفاصيل ومعطيات جديدة حول جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، بناء على التسريبات التي يواظب الإعلام التركي على نشرها، استناداً إلى ما تملكه أنقرة من تسجيلات حول الجريمة التي وقعت في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية السعودية في مدينة إسطنبول.

العالم - السعودية 


وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "خبر تورك" إنها حصلت على معلومات حول تسجيلين صوتيين يوثقان تفاصيل للجريمة، الأول مدته سبع دقائق والثاني أربع، ويتضمنان تفاصيل عملية قتل خاشقجي، وجرى إطلاع الجانب الأميركي على مضمونهما.

وبحسب المعلومات، فإن التسجيلات تتضمن استقبال خاشقجي من قبل أربعة من أفراد فريق الاغتيال عقب دخوله القنصلية في الوحدة A، حيث أمسكوا به من يده عقب دخوله فوراً، ما استدعى رد فعل من قبله بالقول "دعوا يدي، ماذا تظنون أنكم فاعلون"؟ ويستمر التسجيل لمدة سبع دقائق في هذه الوحدة، وهي وحدة التأشيرات (الفيزا)، وهو التسجيل الذي يشهد حصول مشادات بين خاشقجي وقاتليه.

وبعد ذلك، ينقل الأشخاص الأربعة خاشقجي من البوابة الداخلية إلى الوحدة B، وهنا تستمر المشادات اللفظية، مع حصول عراك واشتباط وسماع أصوات ضرب. وفي التسجيل الثاني البالغة مدته أربع دقائق، تظهر أصوات سبعة أشخاص سعوديين مختلفين.

"التسجيلات تتضمن استقبال خاشقجي من قبل أربعة من أفراد فريق الاغتيال عقب دخوله القنصلية في الوحدة A، حيث أمسكوا به من يده عقب دخوله فوراً، ما استدعى رد فعل من قبله بالقول "دعوا يدي، ماذا تظنون أنكم فاعلون؟"

وبحسب التحليلات تم التوصل إلى أن هؤلاء الأشخاص هم: الأشخاص الأربعة في الوحدة ألف، والشخص الخامس هو المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، ماهر المطرب، أما الشخص السادس فهو القنصل محمد العتيبي. ولم يتم التحقق من صوت الشخص السابع، كما يتم الحديث في التسجيلات أن المطرب خاطب خاشقجي بقوله حال دخوله القنصلية "خائن ستدفع الثمن". وبحسب المعطيات، فإن الضرب والتعذيب الذي تعرض له خاشقجي لا يمكن وصفه.

كما أوضح الموقع أنه في الوحدة C في المبنى كان مركز الاتصالات والتحكم، ومنه أجريت 19 مكالمة، منها أربع مكالمات مع مستشار ولي العهد الخاص، وقائد الذباب الإلكتروني، سعود القحطاني. ومع التدقيق بصوت المتحدث مع القحطاني، وصوت من صرخ لخاشقجي بأنه خائن، مع تسجيل المطرب في المطار أثناء عمل جوازات السفر، فإنها تتطابق جميعها، فيما أول مكالمة أجريت كانت بعد دخول خاشقجي للمبنى بـ13 دقيقة.

ولفت تقرير الموقع إلى قول المسؤولين الأتراك إنه بعد هذه الـ11 دقيقة من الضرب والتعذيب، يسود صمت طويل لمدة ساعة و50 دقيقة، ويعتقد أن فريق الاغتيال شغل أجهزة التشويش، وبعد الصمت، تعود الأصوات لثلاثة مسؤولين سعوديين قرب الدرج؛ يطلب الأول قفل الوحدة A. والثاني يبدو أنه خبير معلومات يعمل على تصفير أجهزة المراقبة والاحتفاظ بالبيانات، وبحسب التحقيقات التركية في القنصلية، فإنه جرى طمس تسجيلات 19 كاميرا مراقبة في القنصلية قبل وصول خاشقجي.

ومن الأصوات التي ترصد بحسب المسؤولين الأتراك، كلمات لمصطفى المدني، المهندس البالغ من العمر 57 عاماً، ولعب دور الشبيه بخاشقجي، وهو يرتدي ملابس الصحافي المقتول، حيث يقول إنه من المخيف ارتداء ملابس من تمّ قتله قبل 20 دقيقة. وبعدها يقول إن حذاء خاشقجي ضيق على قدميه، ولأنه لن يميز أحد الحذاء يقرر الخروج بحذائه، ويوافقه الباقون لشبهه لخاشقجي، وبعدها يحصل على التعليمات بأن يسير في أربعة شوارع ويستقل بعدها تاكسي لمنطقة السلطان أحمد ويتخلص من الملابس هناك، ويعود للقنصلية لاحقا، وهو ما طبقه بشكل كامل، وبعدها يخرج الفريق من الوحدة B بسيارة فان مظللة إلى منزل القنصل، وبعدها بـ47 دقيقة، يغادر القنصل بسيارته القنصلية، ويبقى في المنزل ثلاثة أيام دون المغادرة.

حيث قال «الدوبلير» الذي ارتدى ملابس خاشقجي: «الرجل الذي قتلناه قبل 20 دقيقة أرتدي ملابسه الآن! هذا شيء تقشعر منه الأبدان».

وأضاف: «إن حذاء خاشقجي ضيِّق، لذلك سأرتدي حذائي أنا، وهذا لا يثير الانتباه».

وبعد أن تجهّز، سألهم عن مدى مطابقة هيئته لخاشقجي، فقالوا له إنه يشبهه تماماً، وأعطوه  بعض التعليمات، وهي: «أولاً: عليك السير لأربعة شوارع، ثم اركب تاكسي واذهب إلى السلطان أحمد، وتخلص من ملابسك، وعد إلينا لنلتقي في القنصلية».

(حرييت)
إلى ذلك، نشرت صحيفة "حرييت" التركية اليوم أيضاً على موقعها الإلكتروني، تفصيلاً جديداً نقلاً "عما كشفته آخر التحقيقات التركية"، ويفيد بأن فريق الاغتيال حاول إجبار جمال خاشقجي
على إرسال رسالة إلى ابنه صلاح، الذي كان يقيم في السعودية، ويخضع لمنع سفر. وقال أعضاء القريق لخاشقجي إن عليه أن يكتب رسالة لابنه "وإلا تمّ أخذه إلى السعودية"، لكن الصحافي السعودي رفض، ما أدى إلى الشجار الذي انتهى بعملية الخنق. لكن الصحيفة لم تشر إلى فحوى الرسالة التي كان يرغب فريق الاغتيال بنقلها من خاشقجي إلى ابنه.