حارس بن سلمان: "جاء يوم حسابك يا خائن"

حارس بن سلمان:
الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

تفاعلت قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، مع الكشف عن تفاصيل نشرتها وسائل إعلامية تركية حول أجزاء من تسجيلات صوتية لما جرى في القنصلية السعودية في إسطنبول، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

العالم - السعودية

حارس بن سلمان لخاشقجي: "جاء يوم حسابك يا خائن"

وأشارت التسجيلات إلى أن أربعة أشخاص من فريق الاغتيال استقبلوا خاشقجي في أحد أقسام القنصلية مختص بالمعاملات الإدارية، وجذبه أحدهم من يده.

وقد اعترض خاشقجي على الشخص الذي جذبه قائلا «من تظن نفسك ولماذا تفعل هذا؟»، ثم حدث شجار وصراخ، قبل أن يؤخذ إلى قسم مختص بمعاملات منح التأشيرات.

وأوضحت التسجيلات أنه بمجرد دخول خاشقجي باشره أعضاء الفريق بالشتائم، وقال له ماهر عبد العزيز المطرب – أحد الحراس الشخصيين لولي العهد السعودي- بأن صرخ في وجهه «يا خائن جاء يوم حسابك»، ليبدأ ضربه وتعذيبه قبل أن تبدأ عملية القتل.

ورصدت التسجيلات وجود ثمانية أصوات، تم التعرف منها على ماهر المطرب والقنصل السعودي محمد العتيبي، إضافة إلى صوت خاشقجي.

وتحدثت التسجيلات أيضا عن بعض ما جرى بعد عملية القتل، حيث قالت إن حوارا دار بين مصطفى المديني (الشخص الذي أوكلت له مهمة ارتداء ثياب خاشقجي والخروج من مبنى القنصلية) وعنصر آخر، قال فيها المديني «إنه لأمر مرعب ومخيف أن أرتدي ثياب شخص قتلناه قبل دقائق»، بعدها باشر بارتداء ثياب خاشقجي فوجد أن حذاءه لا يناسب قدمه، فأشار من كان معه في الغرفة إلى أن يرتدي حذاء رياضيا، وأن هذا لن يلفت انتباه أحد، وبعد ارتدائه الحذاء خرج من الباب الخلفي، وأجمع الفريق حينها – بحسب التسجيلات-على أنه يشبه خاشقجي بشكل كبير.

وفي السياق، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن علاقات ولي العهد السعودي، بمستشار البيت الأبيض، جاريد كوشنر، فضلا عن صفقات السلاح، هي السبب وراء موقف الرئيس دونالد ترامب من قضية خاشقجي.

وجدد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام هجومه على بن سلمان على خلفية القضية. وفي مقابلة في برنامج على قناة أن بي سي الأمريكية، وصف غراهام بن سلمان بأنه «معتوه وغير عقلاني وكرة مدمرة في الشرق الأوسط».

برلين توقف جميع صادرات الأسلحة للسعودية

إلى ذلك، وفي تطور يعكس مدى تدهور العلاقات بين ألمانيا والسعودية، قررت برلين وقف جميع صادرات الأسلحة للسعودية على خلفية مقتل خاشقجي على أيدي سعوديين في القنصلية السعودية في إسطنبول.

وأشارت وزارة الاقتصاد الألمانية، في بيان، إلى أن قرار مجلس الوزراء يفرض حظرا على تقديم تراخيص جديدة لتصدير الأسلحة إلى الرياض، كما يوقف سريان التراخيص التي تم منحها سابقا، بحسب ما نشرت صحيفة «فيلت» الألمانية. وأوضح البيان أنه «لن يتم تسليم أية أسلحة إلى السعودية».

فيما شمل القرار أيضا إعداد قائمة سياسية سوداء لمسؤولين سعوديين لمنعهم من دخول الأراضي الألمانية، وهو ما يعد أول إجراء أوروبي ملموس للبدء بعقوبات ضد الحكومة السعودية.

ترامب: سنظل شريكا راسخا للسعودية

قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء "قد يكون من الوارد جدا" أن ولي العهد السعودي "كان لديه علم بمقتل خاشقجي" لكن رغم ذلك الولايات المتحدة ستظل شريكا راسخا للسعودية لضمان مصالحها بالمنطقة.

وتابع ترامب: الكونغرس حر في الذهاب باتجاه مختلف بشأن السعودية لكنني سأدرس فقط الأفكار التي تتسق مع الأمن الأمريكي.

وأضاف ترامب أن إلغاء أمريكا العقود الدفاعية مع السعودية سيفيد روسيا والصين، موضحا أن أجهزة المخابرات الأمريكية تواصل تقييم المعلومات بشأن مقتل خاشقجى.

وزير الدفاع التركي يفجر مفاجأة في قضية خاشقجي

أجرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC مقابلة مع خلوصي أكار، وزير الدفاع التركي، خلال زيارته إلى كندا، حول تطورات قضية مقتل خاشقجي.

وحول ما يقال بشأن اتهام المخابرات الأمريكية "سي.آي.إيه" الأمير محمد بن سلمان، وهل تعتقد الحكومة التركية صحة ذلك، قال الوزير التركي"كما تعلمون، لقد نفذ 18 شخصا هذه العملية، وهم محتجزون الآن في السعودية، وطالبت تركيا بإعادتهم كي تجري محاكمتهم في محاكمها. وكما تعلمون أيضا لدينا بعض الأدلة، وشاركناها مع دول حلف الناتو، مثل إنجلترا وفرنسا وأمريكا وكندا وألمانيا".

وعما إذا كانت الحكومة التركية مطمئنة لتحقيقات السعودية في قضية خاشقجي، أجاب: "هناك 18 شخصا مشتبها بهم في هذه الجريمة، ومن زاوية الملاحقة القضائية فإن محاكمة هؤلاء ينبغي أن تتم في تركيا، لأن هذه الجريمة وقعت على أراضينا".

وعندما سألته المحاورة عما إذا كان يقصد بالأدلة التسجيلات الصوتية، فقال: "تسجيلات صوتية، وأدلة أخرى". لكنه ذكر أن سلطات بلاده لن تنشرها في الوقت الحالي، لكن ربما تنشرها فيما بعد، حسب الأوضاع وتطورات القضية.

وعندما سألت المحاورة وزير الدفاع بشكل مباشر عما إذا كانت الحكومة التركية تتهم الأمير محمد بن سلمان، قال: "لدينا الآن بعض الأدلة على ذلك، وهي ليست بأيدينا فقط، كما ذكرت لكم".

الجبير: بن سلمان ليس المقصود

قال وزير الخارجية السعودي، أن السلطات التركية أكدت للرياض، أن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان ليس هو المقصود بالتصريحات التركية التي تتهم شخصية رفيعة بإصدار الأمر بتصفية خاشقجي.

واضاف الجبير ان السعودية ترفض بشكل قطعي أي "مزاعم " بشأن ولي العهد سواء كانت من خلال تسريبات أو غيره.

وأردف الوزير الجبير، أن قيادة المملكة العربية السعودية، ممثلة بالملك سلمان وولي العهد، خط أحمر، ولن نسمح بمحاولات المساس بقيادتنا أو النيل منها، من أي طرف كان، وتحت أي ذريعة كانت، فالمساس بقيادة المملكة هو مساس بكل مواطن ومواطنة.

"المحمدان" متورطان بقتل خاشقجي

استبعد رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" التركية، الإعلامي إبراهيم قراغول، أن يتولى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سدة الحُكم خلفاً لوالده الملك سلمان، وذلك بعد أن أنهت جريمة اغتيال خاشقجي، على يد فرقة اغتيال تابعة له، حلمه في أن يُصبح ملكاً، على حد تعبيره.

وقال قراغول، في تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين": إن جريمة اغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية "ستبقى عاراً يلاحق ولي العهد السعودي طوال حياته، وسيكتب التاريخ ارتكابه لهذه الجريمة التي هزت العالم من بشاعتها. لذلك يستحيل أن يكون ملكاً للسعودية".

أدلة على تورط بن سلمان

وتابع القول: "لدى تركيا أدلة على تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكل مؤشرات التحقيق التي أجرتها السلطات التركية تشير إلى ذلك، ولن يستطيع الإفلات من مسؤولية جريمة اغتيال خاشقجي"، معقباً أن "تركيا تعمل بهدوء في هذه القضية وتديرها باقتدار عال، وهي تقوم بنشر المعلومات بحسب قراءتها لتطورات القضية، وبحسب تجاوب السلطات السعودية معها في الكشف عن القتلة الحقيقيين".

لكنه توقع أن تنشر التسجيلات الصوتية الخاصة بلحظة قتل جمال خاشقجي خلال هذا الأسبوع، ذلك أن النقاشات الدولية حول صدور تعليمات ترتيب هذه الجريمة "الوحشية" وارتكابها جعلت من ظهور أدلة جديدة "أمراً لا مفر منه".

خطأ كبير

واعتبر أن من أصدر الأوامر لاغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده واختياره تنفيذ جريمتهم داخل الأراضي التركية "ارتكب خطأ كبيراً؛ لأن تركيا لن تقبل إلا أن بالكشف عن الشخص الذي أمر بتنفيذ تلك الجريمة، وأن ينال عقابه وجزاءه العادل".

وفيما يتعلق بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته النيابة العامة السعودية، والذي وجه الاتهام لبعض المشاركين في عملية الاغتيال دون ذكر اسم أي واحد منهم بشكل صريح، اعتبر الإعلامي التركي أنها "محاولة يائسة للتستر على من أمر بقتل جمال خاشقجي بهذه الطريقة".

الروايات السعودية 

وأشار قراغول، إلى تعدد الروايات السعودية لهذه القضية على مدى أكثر من 40 يوماً، وتبرير ذلك بزعم تلقيهم معلومات مضللة من قبل فرقة الاغتيال.

واعتبر أن سبب ذلك يعود إلى أنه "كلما وُضع السعوديون بالزاوية بمعلومات جديدة وحاسمة تنشرها تركيا عن قضية خاشقجي؛ اضطرت الرياض للخروج بشيء جديد ورواية تتماشى مع الأدلة والمعلومات التي تنشرها أنقرة".

وقال: "كانت الإدارة السعودية ترفض كل شيء في البداية، لكن بمرور الوقت صارت تعترف في كل بيان بالجريمة أكثر وتقبلها، وسترون أنهم سيعترفون بالمزيد في البيان التالي؛ فكلما ظهرت الأدلة فإنهم سيخطون خطوة نحو الوراء وسيضطرون إلى قبول التهمة".

واعتبر أنه "في نهاية المطاف سيكشف النقاب عن علاقة ولي العهد السعودي بالجريمة، وسيظهر أنه هو من أصدر التعليمات، وأنه ليس المحرّض بل صاحب أمر القتل". وتابع: "هم ينفذون مخططاً يهدف للتستر على الجريمة والتضحية ببعض الأسماء لإنقاذ ولي العهد، إلا أن ذلك لن يفيد مع الدلائل التي تملكها تركيا".

 الجنائية الدولية

وكشف رئيس تحرير صحيفة "يني شفق"، كبرى الصحف التركية، لـ"الخليج أونلاين"، النقاب عن أن وزارة الخارجية بدأت حالياً الإعداد لرفع قضية اغتيال خاشقجي إلى المحكمة الجنائية الدولية، بسبب عدم تعاون السعودية بشكل حقيقي للكشف عن مرتكبي الجريمة الحقيقيين، وسعيها إلى التستر على آخرين، وقال: "ستقدم حينها تركيا كل ما لديها من أدلة لإنهاء هذه القضية بالطريقة الصحيحة، والكشف عن جميع الضالعين في الجريمة".

ولفت الانتباه إلى أن الجهود التي يبذلها النائب العام السعودي "لا ترمي للكشف عن الحقيقة، بل لتبرئة ولي العهد وإنقاذه، ولهذا فالمسؤولون السعوديون يبذلون جهداً كبيراً على المستوى الدولي في هذا الصدد، وينفذون عملية تستر بهذه الطريقة على مستوى القضاء كذلك".

ورأى قراغول أنه "لو كان هناك نية للكشف عن الحقائق لقبلت السعودية بمحاكمة هؤلاء الأشخاص في تركيا أو أي محكمة دولية. ولحسن الحظ أن الأدلة بين يدي تركيا لا الإدارة السعودية؛ فتركيا تنتهج في هذا الصدد طريقة في غاية الذكاء بشكل تدريجي".

ولدى سؤاله عن إمكانية نشر السلطات التركية المقاطع الصوتية التي بحوزتها في وسائل الإعلام وتداعيات ذلك، قال قراغول إن ذلك من شأنه أن يعيد القضية إلى الواجهة على مستوى العالم، خصوصاً أن هذه التسجيلات ستعيد القضية كما لو أنها وقعت الآن.

الملك سلمان يتجاهل قضية خاشقجي

لو أصرت الرياض على "المماطلة" وعدم الكشف عمن أمر بتنفيذ جريمة اغتيال خاشقجي داخل الأراضي التركية؛ فإن ذلك- بحسب قراغول- "سيضع الملك سلمان في موقف صعب بصفته متستراً على مجرم، خصوصاً إن نُشرت جميع الأدلة من تسجيلات وصور، على الرغم من أنه تم إطلاع المسؤولين السعوديين على هذه التسجيلات"، معتبراً أن الحل الوحيد في هذه القضية يكمن في التشاور والتشارك مع تركيا لحلها "دون مماطلة" أو تستر على أحد.

وأشار قراغول إلى أنه في حال لم تعزل الإدارة السعودية ولي العهد، حتى في ظل هذه الظروف، فإن المملكة "ستواجه مصاعب كبيرة للغاية".

ورأى الصحفي التركي المعروف أن هذه الجريمة وتداعياتها ستؤدي إلى "تغيرات جذرية في التاريخ السياسي للمنطقة وميزان القوى، لا سيما داخل المملكة العربية السعودية؛ ذلك أننا نشهد عملية تصفية حسابات شرسة من خلال هذه الجريمة، ولا شك أن هذا الأمر سيؤدي إلى نتيجة ما، وسينجم عنه تغيرات خطيرة".

 ما دور الإمارات؟

رئيس تحرير "يني شفق" ربط ما يحصل في قضية خاشقجي بدولة الإمارات وولي عهدها محمد بن زايد، وقال: إن "فضائح ولي العهد السعودي وسيده محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، ستظهر في المنطقة تدريجيّاً من خلال هذه الجريمة، وستوضع أمامهما عملياتهما السرية وشبكاتهما لارتكاب الجرائم، وتموليهما للإرهاب والعمليات الظلامية التي يقومان بها داخل تركيا وخارجها، والإساءات التي يتسببان بها لهذا البلد".

يأتي ذلك بالتزامن مع ما كشفته الصحيفة من ضلوع محمد دحلان، مستشار ولي عهد أبوظبي، بالمشاركة في جريمة اغتيال خاشقجي، عبر مهمة إخفاء دلائل الجريمة، إذ إن فريقاً مرتبطاً بدحلان وصل إلى تركيا قادماً من لبنان قبل يوم واحد من الاغتيال.

واعتبر قراغول أن محمد بن سلمان هو "ذراع" لولي عهد أبوظبي، وهما "يلعبان لعبة غير جيدة ضد تركيا"، مشيراً إلى أن قضيىة اغتيال خاشقجي ستمتد لبن زايد، ولن يبقى الموضوع واقفاً عند بن سلمان.

وقال "نعلم جيداً أنهم يسعون لإشعال فتيل حرب إقليمية لتنفيذ سيناريوهات انقلاب جديد في تركيا لفرض المخططات الأمريكية – البريطانية – الإسرائيلية على المنطقة، لقد أعادوا إقامة الجبهة التي وقفوا في خنادقها أمام الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى".

مشدداً على أن "وليَّي العهد السعودي والإماراتي هما الممثلان الإقليميان لهذه الجبهة. فمن دمروا المنطقة قبل مئة عام ينفذون الآن كذلك مخطط هدم جديداً، وهدفهم الأساسي هذه المرة كذلك هو تركيا".

السعودية تواجه إعصارًا سياسيًّا اسمه خاشقجي

في حين خرج الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على الملأ من مجلس الشورى السعودي ليعلن عن تغير في الموقف السعودي تجاه اليمن ومتجنبًا التطرق لقصة جمال خاشقجي وهي قصة القرن على ما يبدو.

ومن المفروض أن يجتمع ترامب مع وزير خارجيته مايك بومبيو لاتخاذ موقف من قضية خاشقجي وسط التسريبات الإعلامية التي تشير بأصابع الإتهام صراحةً إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

السعودية تحاول أن تُمارس حياتها الإعتيادية وهي تعرف أن عليها أن تواجه إعصارًا سياسيًّا. فالرأي العام العالمي قد تشكل ضدها وجريمتها كشفت وفضحت وبثت على أجهزة الإعلام التي تناولتها بالتحليل والتفسير.

بالتأكيد السعودية في موقف لا تحسد عليه وتحاول درء المصيبة. فقريبًا ستعقد قمة خليجية في الرياض بوساطة كويتية لرأب الصدع في البيت الخليجي في محاولة ربما للمصالحة مع قطر. وها هو الملك السعودي يتحدث عن مصالحة مع اليمن تحت مظلة الأمم المتحدة.

 جاء ذلك في مجال استعراض الملك السعودي سياسة بلاده في الداخل والخارج دون أن يتطرق للخاشقجي. من الممكن القول إن السعودية بدأت تحسن الإختيار وهي تدرس حركاتها لأنها تعرف إنها في عنق الزجاجة. فمن الأفضل أن يضع الخليجيون أحقادهم جانبًا ويتصالحون ويعيدوا الوزن والهيبة لمجلس التعاون الخليجي، لكن ما مدى نجاح ذلك عمليًا، فإن ذلك قد يتوقف على موقف السعودية من الإخوان وموقف الإخوان من السعودية بعد أن نعتتهم بالإرهاب. هذا عدا عن دعم اسرائيل لابن سلمان.

أما الملف الشائك في اليمن، فالرأي العام العالمي والدول الغربية يحاولان الضغط على السعودية التي خرجت بتصريحات قد تبشر بإنهاء الحرب في اليمن. حتى ترامب قال إنه يريد إنهاء الحرب في اليمن، لكن على إيران أن توقف الحرب أيضًا.

هل تراهن السعودية على ترامب لإخراجها من مأزق الإتهام الصريح؟ ترامب قالها صراحة أكثر من مرة إن السعودية حليفة وهناك تجارة ومصالح بينها وبين الولايات المتحدة. لكن في نفس الوقت، هناك الكونغرس الذي بإمكانه أن يتخذ قرارًا بشأن مقتل جمال خاشقجي. عدا عن أن وكالة الإستخبارات الأمريكية التي سربت معلومات خلاصتها تفيد بأن الآمر بالقتل هو محمد بن سلمان. لذلك لا يمكن لترامب أن يتجاوز مؤسسات الدولة ولا الرأي العام الأمريكي. ولن تهدأ الصحافة الأمريكية وبخاصة الواشنطن بوست قبل أن تعرف الحقيقة الكاملة.

ففي حين ان قضية خاشقجي هي قضية خاسرة للسعودية، إلا أن هناك قضايا قد تكون رابحة للسعودية إذا عرفت كيف تدير دفة الأمور، ففي الشأن اليمني، سيكون من الأفضل السعي لإنهاء الحرب الإستنزافية والكارثية في اليمن.

السعودية بدأت تتوجه نحو الداخل لرص الصف والقضاء على البطالة وإنعاش السوق والتنمية. هذه خطوة في الإتجاه الصحيح المصالحة الخليجية وإعادة الاعتبار لمجلس التعاون الخليجي أولوية الآن للسعودية. قد تسعى السعودية للإستجابة للدعوات بإطلاق سراح سجناء الرأي. وكانت السعودية هددت أمريكا بمواجهتها اذا ما حاولت النيل من سيادتها. الأيام بيننا.

حليف أردوغان للسعودية: ما الفرق بينكم وبين القاعدة؟

وهاجم رئيس حزب الحركة القومية التركي، دولت باهجلي، الحكومة السعودية، مؤكداً أن كافة الأدلة تُثبت تورّط ولي العهد، محمد بن سلمان، في مقتل خاشقجي.

وأوضح باهجلي، في كلمة له أمام كتلة حزبه النيابية، اليوم الثلاثاء، أنّ "الخناق بات يضيق على ولي العهد السعودي"، مشيراً إلى أنّ "السعودية فقدت مصداقيتها أمام العالم".

واعتبر رئيس حزب الحركة القومية المتحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان، أنّ ما قامت به تركيا، على مدار الأيام الماضية، جعل النظام السعودي يعترف بتلك الجريمة الوحشية، ولو أنّ تركيا لم تقم بإدارة هذه القضية لما اعترفت السعودية بشيء.

كما وصف باهجلي تعامل الحكومة السعودية مع قضية مقتل خاشقجي بـ"الأسلوب الإرهابي"، حيث تساءل قائلاً: "كيف يُعقل أن تسلك دولة من المفترض أنّ لها سيادة على الأراضي المقدّسة أساليب الإرهابيّين؟ وما الفرق إذن بين النظام السعودي وعقلية أسامة بن لادن، أو تنظيم القاعدة؟".

وفي ذات السياق انتقد الزعيم السياسي التركي بشكل لاذع تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، والتي اعتبر فيها أن "تسييس قضية خاشقجي ستساهم في تقسيم العالم الإسلاميّ".

وقال باهجلي: "هذا الوزير بالنسبة لي رجل يخلط، لأن المقتول معلوم، والمشتكي معلوم، ومشهد الجريمة معلوم، والجناة معلومون أيضاً، هل بقي شيء مخفي إذن؟ هل بقي شيء يُمكن التستّر عليه؟".

وتساءل باهجلي: "خاشقجي في حال كان مواطناً مجرماً بنظر السعودية أليس من المفترض أن تتم إحالته إلى المحكمة؟"، مستهجناً الطريقة الوحشية التي قام بها النظام السعودي بقتل الصحفي خاشقجي.