ضيف وحوار: هل ستمر "صفقة ترامب"؟

الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٥٠ بتوقيت غرينتش

صفقة ترامب او صفقة القرن كما سميت بدأ الحديث عن امكانية البوح باسرارها خلال الاشهر المقبلة، لكن كثيرا من السياسين الفلسطينيين يرون بان هذه الصفقة قد باحت عن نفسها وذكرت عناصرها منذ اليوم الاول منذ ان قام دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة للاحتلال الاسرائيلي ومن ثم بعد ان قام بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس المحتلة.

 لكن تبقى الظروف الدولية والاقليمية تتحكم بالمستقبل لهذه الصفقة التي كما قال كثيرون ما لم يوافق الفلسطينيون عليها فلن تمر، لان القرار النهائي فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني يبقى بيد الفلسطينيين لا بيد غيرهم حتى ولو حاولت بعض الاطراف العربية وبعض الاطراف الاقليمية والدولية الضغط عليهم سيبقى القرار النهائي بيد الفلسطينيين.

وبما ان القرار الفلسطيني بيد الفلسطينيين وبما ان هذا القرار لن يمرره احد الا صاحب القرار الفلسطيني، فان سؤال دائما يدور في اروقة صنع القرار في العالم وايضا على مستوى الاقليم، من هو القادر على التوقيع؟ ومن هو القادرعلى القبول بصفقة ترامب؟. لكن الابلغ من ذلك ما قاله الكثيرون ان ياسر عرفات قبل ان يغادر من الدنيا باربعة اعوام وعندما عاد من كامب ديفيد وضع صقفا للتنازل الفلسطيني لن يستطيع احد ان ينخفض عنه.

وقد اكد مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الخارجية والدولية الدكتور نبيل شعث ضيف برنامج  ( ضيف وحوار) الذي يبث على (قناة العالم) ان ليس هناك قوة تواجه فلسطين الا قوة العدو الصهيوني الذي يحتل البلاد وان الشعب الفلسطيني صمد في مواجهة هذه القوة ولكن الصهاينة حاولوا الاطاحة بهذا الشعب فلم يبق منه سوى نصف مليون عام 48 والباقي قتل او هجر واصبح من اللاجئين، ولكن الان يبلغ تعداد الفلسطينيين حوالي 6.5 مليون في الداخل و 6.5 مليون في الخارج صامدون على اراضيهم ولديهم دولة معترف بها من 138 دولة في العالم ولديهم اقتصاد مستقل وارادة حديدة بانه لن تباع القدس ولن تباع فلسطين لا باموال ترامب ولا بضغوطه ولا بصفقته المرفوضة بكاملها.

 واعتبر ان هذا ما قاله الرئيس الفلسطيني لدول العالم برفضه لهذه الصفقة وتسميته لها بالصفعة وايضا الاعلان عن رفض اي عملية سلام تحكمها الولايات المتحدة.

وحول ما يراه البعض بان الرئيس الفلسطيني ابومازن استعجل باخراج الولايات المتحدة من الوساطة وان الموقف كان يحتاج لدراسة اكثر قال شعث، اننا قمنا بالدارسة والدارسة اظهرت لنا ضرورة الاستمرار في رفض امريكا ولاستمرار في هذا الموقف الصلب الواضح.

واوضح ان الدراسة تقوم على عدة عناصر العنصر الاول: هل الشعب الفلسطينيي مستعد للمواجهة؟ الاجابة نعم مستعد ومتحد بكل فصائله في استعداده للمواجهة سواء مواجهة ترامب اوالاسرائيليين .

العنصر الثاني: هل الولايات المتحدة ستبقى حاكمة لهذا العالم؟ اعتبر ان قدرة الولايات المتحدة تتدهور تدريجيا على الحكم الاحادي لهذا العالم الذي نتج في العام 1991 عندما انهار الاتحاد السوفيتي. وان الولايات المتحدة ارتكبت اخطاء فادحة وبالاخص في المنطقة سواء في افغانستان اوضد ايران وضد العراق وسوريا وكل مكان مما ادي الى احتلالها للعراق وازمة الشرق الاوسط بكاملها، الاخطاء التي كلفت الولايات المتحدة ايضا.

واردف ان العالم ليس واقف فالاوروبيين نمت قوتهم والروس لم يعودوا ايام بوريس يلتسن، والصين اصبحت عملاق اقتصادي، ايران اصبحت قوة، تركيا اصبحت قوة، الهند اليابان العالم يتغير ويتحول وهزيمة ترامب في الانتخابات النيابية الاخيرة اشارة لبدء تدهور موقفه في الولايات المتحدة.

واشار الى ان ارتكاب الولايات المتحدة للاخطاء الفادحة سمح للنمو الطبيعي للدول الاخرى واستعدادها لان تصبح على الاقل منافسة للولايات المتحدة وهذا ما يمكن قراءته من التغيرات في مجلس الامن والتغيرات بالجمعية العامة ونسب النمو الاقتصادي. ونوه ان هذا ليس السبب الوحيد في الرفض، فالسبب الثاني هو انه اذا اعلن عن قبول عام او عن الانتظار عندما تاتي التفاصيل لمناقشتها بموضوعية سيكون باعث لتشجيع الاخرين بالمنطقة والامة ان يقولوا ان الفلسطينيين راضين ولكن خجولين.

المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق..

ضيف الحلقة:

مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الخارجية والدولية الدكتور نبيل شعث