في ادلب... كل الاحتمالات مطروحة!

في ادلب... كل الاحتمالات مطروحة!
الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

تواصل الجماعات المسلحة خرق وقف إطلاق النار بمنطقة خفض التوتر فى محافظة إدلب التي  اشتد ساعدها مع تكرار خروقاتها للهدنة وتمردها على اتفاق "سوتشي" الموقع في سبتمبر هذا العام.

العالم - سوريا

وفي هذا السياق، جددت المجموعات الإرهابية خرقها للاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب عبر تسللها حيث اشتبك الجيش السوري مع مجموعة إرهابية مما يسمى "أجناد القوقاز" حاولت التسلل باتجاه إحدى النقاط العسكرية على محور قريتي الخوين - الزرزور بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأوقع غالبية أفرادها بين قتيل ومصاب.

وافاد مراسل قناة العالم عن مصدر محلي إلى أن وحدات الجيش وجهت ضربات مركزة بالمدفعية الثقيلة على خطوط إمداد المجموعة الإرهابية المتسللة، ما أسفر عن تدمير عدد من السيارات الآليات.


 

خروقات الجماعات الارهابية تضع اتفاق سوتشي على المحك:

ومن الواضح ان الخروقات الأخيرة والتي طالت مواقع الجيش السوري في ريف حلب الغربي، وريف حماة الشمالي، إضافة لريف اللاذقية الشرقي نسفت ميدانياً كل تعهدات إتفاق "سوتشي"، مما دفع مصدرا في الجيش السوري القول أن هذا الاتفاق يلفظ أنفاسه الأخيرة مع استمرار خروقات التنظيمات الإرهابية بالرغم من المساعي الدولية لرعاية الاتفاق الذي أصبح اليوم على المحك في ظل غليان الميدان.

وتعرضت منطقة مثلث الأرياف الثلاثة (حماة، اللاذقية، إدلب) عند سهل الغاب لعملية تسلل غادر قادها عشرات التركستانيين، حيث بدؤوا الهجوم من بلدة "السرمانية" نحو كمائن ونقاط الجيش السوري القريبة من بلدة "الفورة" المتاخمة لريف اللاذقية، ما أدى لارتقاء عدد من جنود الجيش السوري، فيما سقط عشرات المسلحين بين قتيل ومصاب خلال اشتباكات الفجر والتي دامت لساعات.

وتعاني أيضاً جبهة ريف اللاذقية الشرقية من سقوط قذائف وصواريخ يطلقها المسلحون من مواقعهم في بلدة "كباني"، كما تشهد جبهات ريف حماة الشمالي قرب اللطامنة وفي ريف حلب الغربي عند معبر "أبو الضهور" التصعيد نفسه.

وينتشر عند مثلث أرياف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي واللاذقية عدد كبير من الفصائل والتنظيمات الإرهابية متعددة المشارب، يدين بعضها بالولاء للقومية التركية، وآخرين لتنظيم جبهة النصرة وبعضها الآخر ينتمي لتنظيم "داعش"، بينما تدين تنظيمات بعض التنظيمات بالولاء المباشر لقيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان.

ويشكّل التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية"، وقد لعبوا إلى جانب المقاتلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غرب سوريا.

وعرف الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام بقربه العقائدي من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، ويقدر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في "شينغ يانغ" الصينية، وتُعتبر تركيا الداعم السياسي الأبرز لهم.

وأخيرا، قام تنظيم جبهة النصرة بتسهيل دمج مقاتلين من "داعش" يتحدرون من آسيا الوسطى في تلك المنطقة، وذلك ضمن صفوف (الحزب الإسلامي التركستاني).

وزيرا الدفاع الروسي والتركي يبحثان الوضع في إدلب:

وقد طرحت هذه الخروقات نفسها في لقاء وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لنظيره التركي خلوصي اكار لدرجة ان شويغو اعتبر ان الأوضاع في سوريا تتطلب تدخلا عاجلا من أنقرة وموسكو.

وقال شويغو خلال لقائه نظيره التركي: "سعيدون بأن نرحب بكم في سوتشي. كنا مضطرين لدعوتكم لأن الأوضاع المترتبة في سوريا تتطلب منا قرارا فوريا ومناقشة القضايا الراهنة. تلك الوتيرة التي توصلنا إليها بعد توقيع الوثائق في سوتشي حول إدلب، تتطلب دعما وحل المسائل المتبقية دون خفض الوتيرة".

وفي نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت الخارجية الروسية في بيان، أنه "لا تزال جماعات الإرهابيين والمتطرفين في إدلب تحاول تنفيذ استفزازات واسعة النطاق باستخدام الأسلحة الكيميائية والمواد السامة، وينضم نشطاء من منظمة "الخوذ البيضاء" الإنسانية الزائفة والمشؤومة، المتخصصة في تصوير أحداث (تحاكي شن هجمات كيميائية) بسهولة إلى مثل هذه الجهود".

الاوضاع المتوترة في سوريا نتيجة ممارسات الجماعات الارهابية تجعل كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة والخاسر الاكبر هو الشعب السوري الذي تدمرت بلاده وسالت دماؤه ودماء الجيش ابناء وطنه على هذا التراب... فليكن الله مع سوريا.