مع الحدث - سوريا ودلالات العودة العربية لدمشق - الجزء الثاني

الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٤٤ بتوقيت غرينتش

كيف تقرأ العودة العربية التدريجية الدبلوماسية والتجارية لدمشق؟ ماذا يعني تقاطع مواقف السعودية والامارات والكويت والاردن ومصر بهذا الشأن؟ هل وصلت رسالة الاسد بان المواقف الشعبية هي بوصلة العلاقات بين الدول؟ ما اهمية فتح نوافذ دمشق التجارية على دول الجوار وتثبيت شرعيتها الدولية؟

واكد الكاتب والمحلل السياسي سركيس ابو زيد، ان العودة العربية التدريجية نحو دمشق سببها العامل الحاسم وتغيير موازين القوى في سوريا، موضحاً ان موازين القوى تغيرت لمصلحة الدولة بعد ان استعادت قسما كبيرا من الاراضي السورية خاصة تحرير محيط دمشق واصبح آمناً.

وقال ابو زيد في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان معظم الاطراف التي كانت تعارض الدولة السورية اصبحت بحالة ضعف ووهن وتراجع، ولم تعد تشكل قوة تستطيع الدول العربية او غيرها الرهان عليها لتغيير النظام.

واوضح ابو زيد، ان الدول العربية في السابق كانت تنتظر سقوط النظام، لكنه لم يحصل، وعندما استطاعت الدولة باستعادة قوتها وسيطرتها، بدأت هذه الدول تعمل من اجل تطبيع العلاقات ومد الجسور مع الحكومة السورية، ولكن للاسف هذه المبادرات جاءت بعد مواقف غربية حاسمة بهذا الاتجاه.

كما اعرب عن اسفه بانه بدلاً من ان يكون هذا الموضوع ضمن نطاق عربي لحل المشاكل العربية والجامعة العربية، انتظرت هذه الاطراف العربية الموقف الاميركي عندما صرحت واشنطن في اكثر من مناسبة بان تغيير الاسد والنظام غير وارد، اضافة الى التراجع الاوروبي عن هذا الموضوع، ولهذا بعد هذه التغييرات بدأت حركة التطبيع العربية الى دمشق.

من جانبه، اكد النائب في مجلس الشعب السوري صفوان قربي، ان تغيير موازين القوى في سوريا قد فرض الدولة السورية صوتها القوي وايقاعها على معظم الجغرافيا السورية.

وقال قربي: ان الدول الغربية والعربية والاقليمية اقنعت بأن الدولة السورية تجاوزت المحنة وتطوي آخر صفحات الحرب، واصبح مشروع اسقاط الاسد وتغيير النظام في غياهب النسيان.

واضاف النائب السوري، ان هذه العودة العربية سواء على المستوى الدبلوماسي والتجاري مع الدولة السورية قد اتت متأخرة وبعد ايحاءات غربية لجس النبض، معتبراً ان الوفود البرلمانية الغربية والعربية التي تزور دمشق حالياً تمثل صوت الشعوب رغم انه لا يتناغم مع اصوات الحكام الذين يكون قرارهم السياسي مضبوطا بايقاع غربي.

واوضح قربي، ان هذا التحرك العربي والخليجي لا يأتي بدون ضوء اميركي، كالبحرين والكويت والاردن والامارات، مبيناً الى ان قوة الدولة السورية هو من فرض هذا التحرك.

بدوره، اعتبر عضو مجلس الاعيان الاردني السابق جهاد المومني، ان مجلس النواب الاردني سلطة تشريعية مستقلة تستطيع ان تتصرف وفق نظامها الداخلي ووفق الدستور، مثيل اقامة العلاقات التي يشاؤون بالرغم من عدم وجود مثل هذه العلاقات بين الحكومات.

وقال المومني: ان زيارة الوفد الاردني الى دمشق تندرج في هذا الاطار، رغم الجدل الواسع الذي حصل، مشيراً الى انه شخصياً سأل منظم هذه الزيارة عن سببها، وهل ترتب اي التزامات على مجلس النواب الاردني، فأجابه ان هذا وفد من النواب هم انصار دمشق بمعنى من اصحاب المواقف المؤيدة لسوريا، ذهبوا الى سوريا من اجل اعادة بناء مد الجسور كانت قد انقطعت بسبب الحرب في سوريا.

واشار الى ان الاردنيين من يعارض بشدة مثل هذه العلاقات حالياً الى حين ان يكون هناك علاقات بين الدولتين او بين الحكومتين اساساً، مؤكداً ان هذه المعارضة لا تعني شيئاً بالنسبة لهؤلاء النواب بهذا الوفد، رغم المعارضة الشديدة من فئة واسعة ولكن بنفس الوقت لهم مؤيدون وانصار في الاردن.

ورأى عضو مجلس الاعيان الاردني السابق، انه لا يستبعد ان تكون زيارة الوفد الاردني قد حصلت على موافقة من نوع ما، ربما جرى التنسيق ليكون في البداية وفد شعبي يتطور فيما بعد الى ابعد من ذلك، وقال: ان الاردن يتدرج في اعادة بناء العلاقات، وفي السابق كانت العلاقات بين الاردن وسوريا كانت جيدة، عازياً سبب قطع العلاقات بين البلدين تواجد التنظيمات الارهابية على الحدود بين البلدين.

واكد مؤمني، ان الاردن كان من جزء من منظومة عربية واسعة قاطعت الحكومة السورية في بداية الحرب على سوريا.

 

ضيوف الحلقة:

الكاتب والمحلل السياسي سركيس ابو زيد

النائب في مجلس الشعب السوري د. صفوان قربي

عضو مجلس الاعيان الاردني السابق جهاد المومني

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3908186