تجسس بالجملة.. الجميع متورط في قضية خاشقجي وإتهامات عدة تطرح عليهم

تجسس بالجملة.. الجميع متورط في قضية خاشقجي وإتهامات عدة تطرح عليهم
الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٠٠ بتوقيت غرينتش

جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، تدين السعودية وتركيا والولايات المتحدة سواء في القضية نفسها أو بقضايا آخرى.

العالم  - مقالات وتحلیلات

فهذه الجريمة تحتم علينا أن نوجه أسئلة كثيرة لتركيا على رأسها كيف حصلت أنقرة على التسجيلات لواقعة القتل أن لم تكن تتجسس على القنصلية السعودية؟ إذا تركيا تخرق أهم مبدأ من مبادئ العلاقات الدبلوماسية بين الدول. ولماذا لم تمنع تركيا الجريمة من الحدوث طالما كانت تستمع وتسجل كل ما يدور في الغرف المغلقة للقنصلية؟

إذاً تركيا متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر بجريمة قتل خاشقجي الذي أريد منه أن يكون أداة لإثراء الحرب بين الأخوان المسلمين والوهابية أو بين العثمانين الأتراك والدولة السعودية الثالثة، فقد بدأت هذه الحرب منذ دولتهم الاولى والتي إنتهت قبل قرنين تماما أي في عام 1818 على يد إبراهيم باشا، وأريد لخاشقجي السعودي الجنسية وتركي الأصل، أن يكون أداة حرب جديدة بين الإثنين.

هذا الأمر لن نخوض فيه كثيرا بل يجب علينا أن نوجه سؤالا مهما لأنقرة إلا وهو إن كانت تتجسس على قنصلية المملكة وتعلم كل صغيرة وكبيرة فيها وجميع من كانوا بداخلها سعوديين، فمن باب أولى أنها تتجسس على مواطنيها الأتراك، ومعنى ذلك أن انقرة كانت على علم مسبق بقرار مرافق السفير الروسي لديها أندريه كارلوف، بقتله، فمن يتجسس على السعودي يستطيع أن يتجسس أو أن يوجه مواطنه التركي خصوصا إن كان يعمل بالأمن مثل المرافق للسفير الروسي، ومعنى ذلك أن أنقرة متورطة بقتل السفير الروسي لديها قبل عامين.

يجب علينا أيضا أن نوجه سؤالا لا يقل أهمية عما سبق، ألا وهو إذا كانت أنقرة تعلم ما يجري في القنصلية السعودية، فهي من باب أولى تعلم كيف دخل مئات الآلاف من الإرهابيين الأجانب إلى سوريا، وتعلم أيضا كيف كانت "داعش" تمول نفسها، وتعلم مصير آلاف الأسرى والمفقودين السوريين بالمناطق التي يسيطر عليها مسلحين يتبعون لها.

أما الولايات المتحدة فمسؤوليتها ليست أقل من تركيا أبدا، فلولا الدعم اللامنتهي للرياض ولولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تحديداً ما كانت لهذه الجريمة لتحصل.

ولكن خلال التحقيقات قامت واشنطن بجلب تسجيلات لاتصالات السفير السعودي لديها خالد بن سلمان، والتي أجراها قبل أربعة أو خمسة أشهر خصوصا التي أجراها مع خاشقجي، وهنا السؤال إذا السفير تجلب مكالماته ويتم تسجيلها، فما بالكم بالأشخاص العاديين مثلنا؟ إذا أين حرية الفرد التي تكفلها الاعراف الدولية وتخترقها واشنطن متى تريد؟ والسؤال الأهم إذا كانت واشنطن تستطيع أن تجلب مكالمات دبلوماسي لديها، فلماذا لا تعلم من يقوم بالهجمات الكيميائية في سوريا لإتهام دمشق بها؟ وهل الولايات المتحدة لا تعلم من مول ودعم وساند "داعش" والقاعدة في سوريا؟ وهل إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، لا تعلم ماذا فعلت الإدارة التي سبقتها في سوريا وليبيا والعراق؟

الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي أيد قتل وتقطيع وإذابة سوريا، ربما لم يكن يعلم أن جريمة قتله ستدين الدول التي تدافع عنه والدولة التي قتلته، بالقضية السورية.

* إبراهيم شير