نتناهو المهزوم.. نحو سياسة أكثر تشدداً

نتناهو المهزوم.. نحو سياسة أكثر تشدداً
الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٢ بتوقيت غرينتش

استطاع رئيس حكومة الإحتلال الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بفعل دعايته التي اعتمدت على عنصر التخويف من التغلب على الأزمة الأكثر سخونة، المتمثلة بتهديد زعيم "البيت اليهودي"، نفتالي بينت، بالانسحاب من الحكومة إذا لم يحصل على حقيبة الحرب، خلفاً لوزير الحرب المستقيل، أفيغدور ليبرمان.

العالم - تقارير

وتبين خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده نفتالي بينت، ووزيرة العدل عن حزبه، أيليت شاكيد، أن نتنياهو تمكن عملياً من الوصول إلى الشخص المفتاح القادر على التأثير على بينت وثنيه عن الاستقالة من الحكومة، والتراجع عن الإنذار بالاستقالة، والاستعاضة عن ذلك بإبداء الاستعداد، تحت مسمى المسؤولية وعدم التهرب منها، للوقوف إلى جانب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ومنحه الثقة مجدداً بانتظار إحداث التغيير المأمول في سياسة الحكومة، نحو سياسة أكثر تشدداً حيال المقاومة وحركة "حماس" في قطاع غزة، والتراجع عن سياسة "التهاون" في الضفة والقدس المحتلتين.

وفي هذا الاطار باتت 16 عائلة فلسطينية في مخيم شعفاط بلا مصدر رزق ، بعدما أقدمت سلطات الاحتلال صباح اليوم الاربعاء على هدم محال تجارية في حي رأس خميس المتاخم للمخيم شمال مدينة القدس.

وقال سكان مقدسيون إن عمليات التدمير والهدم التي تنفذها جرافات الاحتلال تجري وسط حصار عسكري مشدد فرضته قوات الاحتلال على محيط المنطقة، إضافة الى إغلاق الحاجز العسكري القريب من مدخل المخيم أمام مركبات المواطنين، ووسط انتشار واسع لجنود الاحتلال، في حين ما زال التوتر سيد الموقف في المخيم.

من جهته قال خضر الدبس، عضو لجنة الدفاع عن مخيم شعفاط : "وصلت قوات كبيرة من الشرطة وشرطة حرس الحدود ترافقها جرافات تابعة للبلدية الاحتلال، وأغلقت منطقة رأس خميس، قبل أن تباشر عملية الهدم". وأضاف: "طبقا لقرارات بلدية الاحتلال، فإن الهدم طال أكثر من 16 محلا تجاريا، أقيمت قبل أكثر من 10أعوام، بداعي البناء غير المرخص ونية البلدية توسيع الشارع".

وقال الدبس: " القرارات الاسرائيلية نصت على هدم المحال التجارية خلال 12 ساعة وهو ما تسبب بحالة ارباك، فمن ناحية فإن أصحاب المحال التجارية لم يتمكنوا من اللجوء الى محاكم الاحتلال لوقف قرارات الهدم، ومن ناحية أخرى فإنهم سارعوا الى إخلاء المحال من البضائع كي لا تهدم سلطات الاحتلال المحال على ما فيها من بضائع".

وأشار الدبس إلى أن حي رأس خميس، متاخم لحدود مخيم شعفاط للاجئين، وهو المخيم الوحيد داخل حدود القدس الشرقية وفق التعريف الاسرائيلي، موضحا ان ما يجري الآن لا ينفصل عما أعلنه رئيس بلدية الاحتلال في القدس، نير بركات، بإبعاد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) واستبدال خدماتها بخدمات مزعومة من قبل البلدية".

واستنادا الى الدبس، فإن عدد سكان رأس خميس يصل إلى نحو 15 ألف نسمة، في حين يبلغ عدد سكان مخيم شعفاط نحو 23 ألف نسمة. والسكان في المنطقتين هم في غالبيتهم من حملة الهويات التي تصدرها سلطات الاحتلال للفلسطينيين في القدس، وبموجبها فهم مقيمون وليسوا مواطنين.

وقال الدبس: " الهدف من الهدم هو طرد السكان المقدسيين، من مدينتهم، وفي المقابل جلب المزيد من المستوطنين إلى المدينة من خلال الاستيطان ومصادرة الأملاك الفلسطينية في المدينة لصالح المستوطنين".

وفي وقت سابق أعلن رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو، أنه سوف يتم قريبا هدم قرية الخان الأحمر الواقعة شرق القدس المحتلة.

تصريحات نتنياهو جاءت خلال اجتماعه مع أعضاء حزب الليكود، حسبما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في موقعها الإلكتروني.

نتنياهو قال في الاجتماع "إن قرية الخان الأحمر البدوية التي تمت إقامتها بشكل غير مشروع سيتم هدمها قريبا.إعلان الهدم يأتي رغم قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الشهر الماضي بتأجيل هدم القرية، في إطار البحث عن حلول بديلة قبل الإخلاء الجبري.

هذا ويعيش في تجمع الخان الأحمر نحو 270 بدويا فلسطينيا، لكنهم جزء من أكثر من عشرين تجمّعا مماثلا ينتشر على منطقة يطمع الاحتلال الإسرائيلي في ابتلاعها لتمتد فوقها القدس الكبرى على ألف كيلومتر مربع هي خُمس مساحة الضفة الغربية.

في الختام .. ان تراجع زعيم "البيت اليهودي"، نفتالي بينت، عن الانسحاب من الحكومة ومنح الثقة مجدداً لنتنياهو جاء بضمانات حصل عليها من الاخير بإحداث تغيير مأمول في سياسة الحكومة، نحو سياسة أكثر تشدداً حيال المقاومة وحركة "حماس" في قطاع غزة، والتراجع عن سياسة "التهاون" في الضفة والقدس المحتلتين، وما الهدم الذي جرى في مخيم شعفاط والتهديدات بهدم الخان الاحمر الا تطبيق عملي لهذه الضمانات.