ملخص...مع الحدث: داعيات قضية بن سلمان على صناع القرار الاميركي

الجمعة ٣٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٣١ بتوقيت غرينتش

تستمر قضية محمد بن سلمان بالتفاعل داخل اروقة صناع القرار الاميركي، دفاع مستميت من ترامب واركان ادارته في مواجهة مشاريع الكونغرس لادانة ولي العهد السعودي وتقييد العلاقة مع الرياض.

فكيف تتفاعل قضية بن سلمان داخل الولايات المتحدة؟ اي تداعيات ستتركها على علاقة البيت الابيض بالكونغرس؟ لماذا تفشي ادارة ترامب حقيقة علاقة الرياض بتل ابيب؟ هل لاستمالة اللوبي الصهيوني للدفاع عن بن سلمان؟

اكدت الباحثة في العلاقات الدولية ليلى نقولا، ان علاقة الولايات المتحدة الاميركية مع السعودية ليست مع ابن سلمان بالتحديد وانما هي علاقة استراتيجية، حيث تشكل الاستثمارات السعودية داخل اميركا جزءاً كبيراً خاصة لدى شركات السلاح.

وقالت نقولا في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان لوبي السلاح في الولايات المتحدة هو لوبي وازن ومهم، بالاضافة الى ان علاقة الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ممتازة وهو يتكل عليه لتسويق صفقة القرن، مشيرة الى ان ترامب يأخذ من هذه العلاقة الكثير. 

واوضحت نقولا، ان ابن سلمان يعاني من ضعف حالياً نتيجة للظروف التي يمر بها، يستغله ترامب جيداً لتمرير مشاريعه، كمشروع احتواء ايران واسعار النفط والقضية الفلسطينية، حيث وعد ابن سلمان ترامب بان يحل هذه القضية بمعنى انه سيقضي عليها.

ولفتت الى ان ترامب يفكر بعقلية التجار الذين يشترون شركات مفلسة ومن بعد تعويمها يبيعونها، او بالعكس اشترى ترامب شركات وعندما أفلست تخلى عنها، مشيرة الى ان عقلية ترامب بالتعامل ابن سلمان بهذه الطريقة بمعنى ان ترامب يستثمر الى اقصى حد موقع ابن سلمان وما يستطيع ان يقدمه له، واذا شعر ترامب في يوم من الايام ان ابن سلمان لم يعد يقدم اي شيء وسوف يغرقه معه، فسوف يتخلى عنه.

واكدت نقولا، ان ابن سلمان كلما ضعف كلما قدم اكثر لادارة ترامب، ولفتت الى ان ترامب سيأخذ من ابن سلمان ما يستطيع وعندما ينتهي من الاخذ سيرميه.

وحول تداعيات قضية ابن سلمان على صناع القرار الاميركي والصراع الدائر بين البيت الابيض والكونغرس، اكد الخبير في المعهد الاميركي للسياسات الخارجية مايك لين، ان العديد من اعضاء الكونغرس قرروا انهم يريدون ان يكون لهم دور في السياسات الخارجية للولايات المتحدة من اجل لجم سياسة ترامب الخارجية.

وقال لين: ان 60 شخصاً من اعضاء الكونغرس قدموا مشروع قانون يلزم الرئيس الاميركي كيفية التعامل فيما يتعلق بالسياسات الخارجية وموضوع السعودية والحرب على اليمن، الا انه لم يتم التصويت على هذا القانون وتم تأجيله الى الاسبوع القادم.

واوضح لين، ان هناك خلافات داخل الكونغرس وربما يكون هناك تصويت ايجابي على هذا القانون، مشيراً الى ان مجلس النواب يجب ان يضع نفس القانون والتصويت عليه، لانه قد يرفض التصويت على قانون الكونغرس.

ولفت الى ان هناك اموراً أهم بالنسبة لمجلس النواب فيما يتعلق بموضوع العقوبات على ايران والسعودية، اضافة الى المشاكل بين الرئيس الاميركي والكونغرس، وفي حال ربح ترامب هذا الامر يجب على الكونغرس ان ينتظر للسنة القادمة حتى يجتمع الكونغرس بالمجلس النيابي وطرح هذا القانون، والى حين ذلك الوقت سيعمل ترامب كما يحلو له، حسب تعبيره.

وقال الخبير في المعهد الاميركي للسياسات الخارجية: ان هناك بعض النقاط السلبية بعلاقة ترامب مع الكونغرس فيما يتعلق بسياسته مع السعودية، مشيراً الى ان الكونغرس اخذ هذا الامر الى التصويت، ولكن تم رفضه، مضيفاً ان العديد من اعضاء الكونغرس يرون ان هناك سلبيات ستؤثر على بلادهم على المدى البعيد نتيجة علاقة ترامب ببن سلمان.

واكد لين، ان بعض اعضاء الكونغرس عن ولايتي تينسي واريزونا تخلو عن مقعدهم والتقاعد واتى محلهم اعضاء اكثر تحدياً لترامب، مشيراً الى انه اكثر من 95 بالمئة من السياسة الخارجية هي بيد البيت الابيض وليست للكونغرس او المجلس النيابي، معتبراً انه من الامر الصعب جداً للكونغرس كي يتحدى ترامب.

وحول حقيقة افشاء العلاقة بين الرياض وتل ابيب، اكد الخبير بالشؤون الاسرائيلية تحسين الحلبي، ان الجديد في السياسة الاميركية التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب انه لا يريد ان تستمر العلاقات بين بعض الدول العربية وتل ابيب من تحت الطاولة.

وقال الحلبي: حينما زار نتنياهو، سلطنة عمان، كشف مركز ابحاث "متفيم" الاسرائيلي بالعبرية، ان هذه العلاقات بين عمان وتل ابيب كانت موجودة منذ السبعينات، ولكنها كانت سرية.

واوضح الحلبي، ان سياسة ترامب تفرض على هذه الدول كالسعودية وعمان وغيرها ان ترقى بهذه العلاقة الى الشكل العلني التدريجي الذي يصل الى مستوى التطبيع العلني بقوانينه وقواعده الدبلوماسية.

واضاف، ان ترامب يهيمن على عدد من الملوك والامراء ويستطيع ان يفرض عليهم مثل هذه العلاقة، مشيراً الى رئيس الوزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقدم لترامب دوماً مقترحات بهذا الشأن، وكأن نتنياهو كما يقول احد المحللين الاسرائيليين، يتطلع الى تعويض ما خسرته اسرائيل لاكبر قاعدة دعم اسلامية من دولة اسلامية نتيجة انتصار الثورة الاسلامية في ايران.

واكد الخبير بالشؤون الاسرائيلية، ان نتنياهو يتطلع ان يجعل من السعودية هذا البديل عن خسارة الجمهورية الاسلامية في ايران، كي تكون القاعدة الاساسية التي تستند اليها اسرائيل كما تشير كل تصريحات ترامب.

واعتبر الحلبي، ان الادارة الاميركية لو تخلت عن محمد بن سلمان، فهذا لن يغير نظام الحكم عند العائلة المالكة، بل سيأتي بولي عهد آخر، وتستمر العلاقة ربما بأقل من هذا الابتزاز الاميركي بالشكل الواسع لكنها ستستمر، لانها علاقة استراتيجية، ولهذا لا ترغب الادارة الاميركية التخلي عن ابن سلمان لانه كلما ضعف النظام السعودي كلما زاد ابتزاز ترامب ونتنياهو معاً.

ضيوف الحلقة:

الباحثة في العلاقات الدولية د. ليلى نقولا

الخبير بالشؤون الاسرائيلية تحسين الحلبي

الخبير في المعهد الاميركي للسياسات الخارجية مايك لين

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3923926

https://www.alalam.ir/news/3923941