يوم التضامن مع فلسطين.. والجمعة الـ36 لمسيرات العودة

السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٤٤ بتوقيت غرينتش

إستشهد 221 فلسطينيا وجرح أكثر من 24 الفاً بفعل قمع قوات الاحتلال منذ إنطلاق "مسيرات العودة" لحد الان. الحصيلة مرتفعة جدا لكنها لم ولن تنال شيئا من عزيمة الشعب الفلسطيني الذي لا زال متمسكا بثوابته وحقه في العودة ورفع الكامل عن الحصار الظالم لقطاع غزة.

العالم - تقارير

شارك آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، أمس، في الجمعة الـ 36 لمسيرات العودة، التي دعت لها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، تحت عنوان "جمعة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني" للتأكيد على مظلومية الشعب الفلسطيني وحقه في العودة الى وطنه.

وأكدت الهيئة استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار بأدواتها السلمية حتى تحقيق الاهداف التي انطلقت من أجلها وفي مقدمة هذه الاهداف كسر الحصار عن قطاع غزة داعية إلى دعم الجرحى وتوفير العلاج الكافي وفتح الدول العربية مشافيها للجرحى وتسهيل سفرهم عبر معبر رفح البري.

وأكد خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي ومنسق الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار في تصريح صحفي على ضرورة المحافظة على مسيرات العودة وكسر الحصار بأدواتها السلمية، مؤكداً أهمية أخذ كل الاحتياطات لحماية المتظاهرين من قمع العدو الصهيوني وتفويت الفرصة على الاحتلال وقناصته.

ودعا الدول العربية والإسلامية أن تأخذ قرارها بكسر الحصار عن غزة ودعم صمود الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وفي كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني.

وطالب منسق الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار كافة دول العالم والأمم المتحدة بوقف تسليح الاحتلال الصهيوني الذي يواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

هذا واحتفلت الأمم المتحدة باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي صادف الخمیس حيث شهدت البلدان الإسلامية والمناطق المختلفة من العالم فعاليات ونشاطات كثيرة لإحياء هذا اليوم لتذكير شعوب العالم أجمع بالمآسي والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، من قتل وتهجير وسلب للحقوق، وحقه في تقرير المصير، والاستقلال والسيادة، وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها.

وقالت الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين (فيدار) في بيان: إن الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فرصة لنعيد تذكير العالم بجزء من جرائم الاحتلال الصهيوني خلال هذه السنة، وطغيانه ضد شعب يعاني لسنوات عديدة من تبعات احتلال ظالم يصول ويجول ليقتل ويحرق ويعتقل دون محاسبة أو متابعة في تحد سافر لكل المواثيق والقوانين والأعراف.

وشهدت ساحة التحرير وسط العاصمة السورية إحياءً جماهيريا ًحاشداً أطلقت خلاله صرخات دعم لفلسطين من خلال منبر سوري ضم النقابات المهنية والشعبية أسوة بالعديد من العواصم العربية والعالمية.

وفي نفس السياق، سلم ممثلون عن الفصائل الفلسطينية رسالة الى ممثل الامين العام للامم المتحدة في رام الله تطالبه بتطبيق قرارات الشرعية الدولية والتي تنص على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والعودة الى أراضيهم بناء على القرار مئة وأربعة وتسعين. وشهدت مدينة رام الله وقفة إحياء للمناسبة العالمية بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وتجمعت قيادات من الفصائل الفلسطينية على أبواب مقر الأمين العام للامم المتحدة تطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في يوم اُقر عالميا لذلك لكنه ظل كباقي ايام الفلسطينيين مليئ بالمعاناة والعدوان دون حتى إلتفاتة من المجتمع الدولي.

وفي لبنان دان الرئيس اللبناني العماد ​ميشال عون​ تعليق القرار رقم 194 الصادر عن ​الامم المتحدة​ والذي أكد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى أرضهم.

وفي رسالة تضامنية بعث بها بإسم الجمهورية اللبنانية الى السيد شيخ نيانغ، رئيس لجنة الامم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف.

وحذّر عون من تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ واجباته تجاه ​القضية الفلسطينية​ واعتماده لسياسة​ الكيل بمكيالين، معتبرا ان من شأن ذلك ان يؤدي الى استمرار الحروب المشتعلة في ​الشرق الاوسط​ نتيجة لإنعدام العدالة.

وأقیمت فعالية تضامنية مع الشعب الفلسطيني بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ایضا، بمناسبة (اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني) الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 ديسمبر 1977 والقرارات اللاحقة التي اتخذتها الجمعية العامة بشأن قضية فلسطين بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ومشاركة عدد من المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية وسفراء الدول الأجنبية المعتمدين لدى مصر والمنظمات العربية والدولية.

وفي هذه الاثناء طالبت منظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي بالبدء في عملية التصحيح التأريخي، وتحمّل مسؤولياته تجاه الفلسطينيين..

وعبّر المئات من الناشطين حول العالم ايضا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الأعزل، والذي يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يفرض احتلاله لأرض فلسطين منذ عام 1948، بعد قتل وتهجير أهلها من مدنهم وقراهم الأصلية.

وشكّل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطينى فرصة لتذكير العالم أجمع بالمآسي والظلم الذي تعرض له شعبنا الفلسطيني، من قتل وتهجير وسلب للحقوق، وحقه في تقرير المصير، والاستقلال والسيادة، وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها.

28 إصابة بالرصاص الحي في جمعة "التضامن مع الشعب الفلسطيني"

قالت وزارة الصحة الفلسطينية مساء أمس الجمعة: إن 28 مواطناً أصيبوا برصاص الاحتلال بينهم صحفي، في الجمعة الـ 36 لمسيرات العودة وكسر الحصار.

وأوضحت الوزارة، أن سيارة اسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني تعرضت لقنبلة غاز بشكل مباشر، أدت لتحطم زجاجها الأمامي شرق غزة. 

وكان المواطنون توافدوا اليوم إلى الحدود الشرقية لقطاع غزة، للمشاركة في جمعة "التضامن مع الشعب الفلسطيني"، تلبية لدعوة الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة.

الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد 5 قرارات بغالبية ساحقة لصالح القضية الفلسطينية

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، مساء الجمعة، بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت بغالبية ساحقة 5 قرارات لصالح القضية الفلسطينية.

وقالت الوكالة الرسمية إن أبرز القرارات التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في الجلسة الخاصة، "قرار خاص يتعلق بالقدس المحتلة"، طالبت الدول الأعضاء بالجمعية العامة بعدم الاعتراف بأي إجراءات تتخذها إسرائيل في المدينة المقدسة، والحفاظ على وضعها الحالي ورفض كل ما حصل خلال الفترة الماضية، لا سيما بعد نقل الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها إليها، إضافة لـ"قرار يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية".

وأضافت أنه تم اعتماد ثلاثة قرارات أخرى تأتي ضمن استمرار عمل لجان متعلقة بفلسطين في الأمم المتحدة، وهي "لجنة تختص بمتابعة البرنامج الإعلامي الذي يتعلق بتدريب فلسطينيين في الأمم المتحدة على التغطية الإعلامية وتغطية فعاليات"، و"استمرار عمل لجنة شعبة حقوق الفلسطينيين في الأمانة العامة"، و"استمرار عمل اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف".

واعتبر مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير "رياض منصور" أن المجتمع الدولي بتصويته على القرارات الخمسة يؤكد وقوفه ودفاعه عن القضية الفلسطينية، رغم ما تبذله الإدارة الأمريكية من جهود في المحافل الدولية لمقاومة ذلك.

ما هي رسالة مسيرات العودة؟

مسيرات العودة مشروع وطني طموح ويشكل حالة إجماع فلسطيني غير معهود من مدة، ولكنه كذلك يعيش تحديات صعبة في مستوى قدرته على التأثير لصالح الحق الفلسطيني، ومن ذلك درجة الجاهزية لغزة التي حملت عبء المرحلة الخطرة، والمفترق الصعب الذي تحياه القضية الفلسطينية، وفي ظل تنكر لغزة وأهلها، ولكن بقي التحدي قائماً في قدرة غزة على الحشد الجماهيري بمئات الآلاف، واستحداث فعاليات، وإرباك الاحتلال بمفاجآت، مع الحفاظ على درجة عالية من السيطرة والضبط والتحكم، واكتمال الصورة بالإجماع الوطني اللافت في مشهد غزة.

وبالتأكيد فإن ردود الاحتلال وقمعه للمسيرات سيشكل منحنى المشهد لمسيرات العودة مستقبلًا، وهذا بالتأكيد سيحكم سيناريو مسيرات العودة وذهابه باتجاه مواجهة عسكرية جديدة، وعدوان على غزة قد يكون الأشرس والأكثر دموية، وبالتأكيد حالة الخسائر البشرية وتصاعدها وخاصة في الجرحى والإعاقات درجة تأثيره عالية على الروح المعنوية التي يبدي الشعب الفلسطيني الكثير من الفدائية، علاوة على ذلك؛ يبقى سؤال كبير بدرجة التحاق ساحات جديدة بالفعل الثوري الشعبي لمسيرات العودة خاصة في الضفة، وعلى الحدود مع لبنان وسوريا والأردن، وهذه ستحكم المنحنى التصاعدي التاريخي لمسيرات العودة الكبرى وقدرتها على الفعل والإرباك والإنجاز.

إن المستحضر لتاريخ الثورات وأهدافها يمكن أن يقرأ بشكل عميق حجم الوعي والثورة وإرادة التضحية التي تتملك الشعب الفلسطيني وهو ينطلق لمسيرات العودة الكبرى في فعل ثوري تصاعدي صوب حدود قطاع غزة، ليدشن مخيمات العودة، ويعيد حالة الاشتباك إلى سيرتها الأولى بين شعب مهجر لاجئ ومحتل غاصب.
كما تعيد مسيرة العودة إلى الواجهة الصورة الحق في توصيف الاحتلال كدولة إرهاب، وأنه ("إسرائيل") هي مصدر الإرهاب الأول في العالم، ومن هنا فإن مسيرة العودة تعيد رسم الصورة الذهنية للاحتلال. وتبرز المسيرات مجدداً أن المقاومة ومنها السلمية شرف الأمة والضوء الذي في نهاية نفق طويل معتم، وأن فخر الانتماء للمقاومة التي يجسدها شعب فلسطين أعظم ومحل فخر وتقدير من الانتماء إلى دهاليز النفاق والسياسية والمفاوضات العبثية.

ومسيرات العودة تعيد الاعتبار إلى خطاب الأولويات في ظل تيه المرحلة وتشتت الجمع، والأولوية الفلسطينية في الاحتشاد دفاعاً عن الحق والأرض المغتصبة، وفي إعادة الاعتبار لأهم قضية (حق العودة) وتثبيتها في أذهان أجيال الشعب الفلسطيني والعربي بعد 70 سنة من النكبة. مسيرات العودة تملك رسالة للعالم مفادها أن الشعب الفلسطيني عصي على الذوبان، وأنه يبدع من ألمه أملاً، ومن جراحه يعزف لحناً للحرية، وميادين مخيمات العودة توصل لغة واضحة للعالم أن خزان الإبداع المقاوم للشعب الفلسطيني لم ينفذ، بل إنه متطور بحرفية عالية وصبر لا محدود.

تصل رسالة مسيرة العودة أن الشعب الفلسطيني يرغب في العمل الموحد، وأن ما يجتمع عليه الشعب الفلسطيني أكثر بكثير مما يفرقه، وأن وجود استراتيجية واضحة في المقاومة ومنها السلمية يمكن أن تكون نقطة التقاء جامعة للفرقاء، وعدتنا لذلك متجددة إلى اعتماد برنامج وطني موحد في السياسية والمقاومة وإدارة الشأن الداخلي على قواعد الشراكة والوحدة والمصالحة. لن يكون سهلاً على أطراف التآمر تمرير أي صفقة مشبوهة تنقص من الحق الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني وعبر مسيرات العودة يمكن أن يحبط أفعال هذه الصفقات ويقبرها إلى غير رجعة.

رسالة مسيرات العودة في غزة إلى الضفة أن التنسيق الأمني لا يمكن أن يعطل انطلاقتكم، وأن النفس الطويل والصبر الحكيم في مراكمة نقاط القوة عبر مسيرات العودة يمكن أن يصل إلى شرارة الانطلاق في الضفة لتثور على مشروع المعازل والكنتونات في داخلها، وتشتعل لصالح حق العودة والقدس في مواجهة مباشرة من نقطة صفر مع الاحتلال لإعادة الاعتبار لانتفاضة القدس وثورة الأحرار في ضفة الأبرار.