قرار قطر بشأن اوبك.. ومستقبل أسعار النفط

قرار قطر بشأن اوبك.. ومستقبل أسعار النفط
الإثنين ٠٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٣ بتوقيت غرينتش

بعدما قررت الدوحة الإنسحاب من منظمة أوبك اعتبارا من يناير 2019 وسط ترقب اجتماع وصف بالحاسم للمنظمة في فيينا يتوقع المراقبون ارتفاعا ملحوظا لأسعار النفط بعدما شهدت الأسواق انخفاضا حادا خلال الأسابيع الماضية.

العالم_تقارير

قفزت أسعار النفط بما يزيد عن خمسة بالمئة ، اليوم الاثنين، بعد هدنة بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يوما في نزاع تجاري، وقبل اجتماع منظمة أوبك هذا الأسبوع والذي من المتوقع أن يسفر عن خفض للإمدادات.

وزاد الخام الأمريكي الخفيف 2.92 دولار، أو 5.7 في المئة، إلى 53.85 دولار للبرميل، قبل أن يتراجع إلى نحو 53 دولارا بحلول الساعة 1240 بتوقيت جرينتش. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 3.14 دولار، أو 5.3 في المئة، إلى 62.60 دولار للبرميل، وبلغ في أحدث تحرك نحو 61.75 دولار.

واتفقت الصين والولايات المتحدة في اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين على عدم فرض رسوم جمركية إضافية لمدة 90 يوما على الأقل، بينما يجري الجانبان محادثات لحل النزاعات القائمة.
وضغطت الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بشدة على التجارة العالمية، وهو ما أثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي.

والنفط الخام ليس مدرجا في قائمة المنتجات التي تواجه رسوما على الواردات، لكن تجارا قالوا إن المعنويات الإيجابية بفعل الهدنة تحرك أيضا أسواق الخام.

وتلقى النفط دعما أيضا من إعلان إقليم ألبرتا بكندا أنه سيرغم المنتجين علي خفض إنتاج الخام بنسبة 8.7 بالمئة أو 325 ألف برميل يوميا، لمواجهة اختناقات في خطوط الأنابيب قد تؤدي لزيادة في المخزونات.

 فيما سوف يجتمع أعضاء "أوبك" في السادس من ديسمبر/كانون أول المقبل، بالعاصمة النمساوية (فيينا)، لاتخاذ قرار نهائي بتنفيذ خفض في إنتاج النفط من عدمه في 2019.

يأتي الاجتماع، في أعقاب قمة مجموعة العشرين التي اختتمت في العاصمة الأرجنتينية (بوينس أيرس)، وتضمن جدول أعمالها الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وكذلك السياسة النفطية.

وتوقع خبراء نفط في تصريحات متفرقة لـ"الأناضول"، أن يتمخض الاجتماع الساخن لـ "أوبك" عن خفض في الإنتاج، بالشكل الذي يدعم تعافي أسعار النفط واتجاهها صوب مستوى 70 دولار اً للبرميل.

وقال هؤلاء، إن المعنويات في أسواق النفط ما تزال سلبية، لا سيما بعد التراجع الكبير بالأسعار بأكثر من 30 بالمائة في الأسابيع القليلة الماضية.

وفقد خام برنت نحو 26 دولارا من قيمة البرميل الواحد في أقل من شهر ونصف، نزولاً من 86 دولاراً للبرميل إلى متوسط 60 دولاراً في الوقت الحالي.

وتعادل وتيرة تراجع أسعار النفط خلال أكتوبر/ تشرين أول الماضي هبوط الأسعار في 2008، وبوتيرة أعلى من التراجعات خلال عامي 2014 و2015.

وصعد إنتاج النفط في عدة بلدان مثل السعودية والعراق والإمارات وروسيا والولايات المتحدة، خلال الشهور الماضية، إلا أن الطلب شهد تذبذبا مؤخرا بسبب شكوك حول تباطؤ الاقتصاد العالمي.

 و قد كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  في  وقت سابق أعلن أن روسيا والسعودية، الدولة الرئيسية في منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، توافقتا على تمديد اتفاق حول خفض انتاج النفط، مع تدهور أسعار الخام في الأسواق العالمية.

وبعد إجرائه محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش قمة مجموعة العشرين في الارجنتين، قال بوتين "توافقنا على تمديد اتفاقنا".

وأضاف أنه لا يملك أرقاما محددة بشأن خفض إنتاج النفط رغم أن روسيا ستواصل مساهمتها في خفض الإنتاج العالمي.

وتتفاوض روسيا مع السعودية بشأن وقت وحجم أي خفض للإنتاج. وسيعقد المنتجون من أوبك وخارجها اجتماعا وزاريا يومي السادس والسابع من ديسمبر كانون الأول.

 لكن لا يجب تجاهل تصريح وزير الطاقة السعودى خالد الفالح  قبل ذلك بأن بلاده لن تخفض إنتاج النفط وحدها لتحقيق الاستقرار فى السوق، فى الوقت الذى قالت فيه نيجيريا العضو فى أوبك أيضا إن من السابق لأوانه الإشارة إلى ما إذا كانت ستشارك فى أى قرار لخفض الإنتاج.

وقال الوزير السعودى إن ثمة بوادر إيجابية من العراق ونيجيريا وليبيا، الأعضاء فى أوبك، قبيل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول المقرر فى 6 ديسمبر فى فيينا، إذ أن جميع الوزراء حريصون على إعادة الاستقرار لأسواق النفط.

و قال وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاتشيكو  إن من السابق لأوانه الحديث عما إذا كانت نيجيريا ستشارك فى أى تخفيضات.

كان الفالح قال في نوفمبر تشرين الثاني إن وفرة إمدادات النفط ربما تتطلب من أوبك وحلفائها أن يتخذوا خطوات لخفض الإنتاج في 2019.

وجرى إعفاء نيجيريا من الجولة السابقة من التخفيضات، التي بدأت في عام 2017، بسبب تراجعات كبيرة في الإنتاج ناجمة عن الاضطرابات. وتعافى إنتاج البلاد منذ ذلك الحين.

 و أعلنت قطر اليوم الإثنين أنها قررت الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير 2019.

أعلن ذلك، وزير الدولة لشؤون الطاقة سعد الكعبي، مضيفا في مؤتمر صحافي في الدوحة، إنه تم ابلاغ المنظمة الإثنين بالقرار قبل المؤتمر.

وحسب (رويترز)، فان قرار قطر بالانسحاب من (أوبك) يرجع لأسباب فنية واستراتيجية وليست سياسية، حيث اشار الكعبي إلى الإجراءات المتخذة من دول عربية أخرى لعزل الدوحة، موضحا بان قرار قطر بالانسحاب من (أوبك) لا يتصل "بالحصار".

وقال الكعبي ان قرار قطر لم يكن سهلا بعد أن استمرت عضوا في أوبك لمدة 57 عاما، غير انه المح الى "محدودية" تأثير بلاده على قرارات إنتاج نفط هذه المنظمة (أوبك).

 و لكن وصفت كبيرة المحللين الاستراتيجيين للسلع في شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس"، والمحللة سابقة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "هيليما كروفت"، إعلان قطر، الإثنين، الانسحاب من عضوية منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بـ"رمزية عميقة".

فعلى الرغم من تصريح وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، سعد بن شريدة الكعبي، بأن سبب الانسحاب فني لا سياسي، ويتعلق بالتركيز على مستقبل بلاده كمصدر رئيس للغاز، إلا أن ذلك لا يبدو مقنعا للمحللة الأمريكية، التي أشارت إلى أن "أن التركيز على الغاز الطبيعي المسال لا يتعارض مع عضوية أوبك"، وفقا لما نقلته وكالة بلومبرغ.

ولذا رجحت "كروفت" أن تكون خطوة الانسحاب القطرية في إطار تأثير الانقسامات الجيوسياسية في المنطقة، التي "أصبحت مستعصية للغاية" حسب قولها، فيما رفض متحدث باسم منظمة البلدان المصدرة للبترول التعليق.

وتحتل قطر المرتبة 11 كأكبر منتج للنفط في أوبك، ويمثل إنتاجها أقل من 2% من إجمالي إنتاج المنظمة، ما يعني أن انسحابها قد لا يكون ذا تأثير كبير على المناقشات التي ستجري هذا الأسبوع لخفض الإنتاج بالتزامن مع حفاء أوبك، بما في ذلك روسيا.

ومع ذلك، فإن انسحابها يمثل سابقة مزعجة لمجموعة طالما فخرت بوضع المصالح اقتصادية المشتركة فوق السياسة الخارجية، حتى في ذروة الأحداث ، كالحرب الصدامية في الثمانينيات، أو غزو صدام حسين للكويت عام 1991، بحسب ما أوردته الوكالة الأمريكية.

و جاء رد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، على انسحاب بلاده من منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” عبر “تويتر” حيث غرد : “انسحاب دولة قطر من منظمة أوبك هو قرار حكيم، فهذه المنظمة أصبحت عديمة الفائدة ولا تضيف لنا شيء. فهي تُستخدم فقط لأغراض تضر بمصلحتنا الوطنية”.