ملخص - حديث البحرين: سياسة الهدر والفساد وتفاقم الازمة الاقتصادية

الأربعاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٤٥ بتوقيت غرينتش

دخلت الاوضاع الاقتصادية في البحرين منحى خطرا وسط توقعات بالتفاقم والاستعصاء. واذا كانت الحكومة البحرينية تقول ان عناصر الازمة الاقتصادية مردها اساسا الى تراجع الواردات من النفط، الا ان الخبراء يضعون هذا السبب من ضمن جملة اسباب ابرزها غياب السياسية الاقتصادية الجدية والتي تقضي على الفساد المستشري في البلاد على المستويات كافة وعدم فك الارتباط القائم بين مالية الدولة وسياسات الدولة وبين مالية العائلات الحاكمة. 

ويجب اعتبار ثروات البلاد ملكا للبحرين كلها، فالدين العام في البحرين وضع البلاد في مرحلة حرجة بعد ان وصل الى مستويات تاريخية عند 23.7 مليار دولار وفق لاحدث بيانات نشرها مصرف البحرين المركزي. كما يرى محللون ان الهدر والفساد في البحرين يستنزفان ثلثي موارد الدولة. 
حيث تعاني البحرين صعوبات مالية خطرة والاقتصاد يهوى في ازمة، فقد ارتفع الدين العام في البحرين خلال الربع الثالث من العام الجاري الى 11.74 مليار دينار بحريني. وتتوقع المنامة عجزا قدره 3.5 مليار دولار في ميزانية العام 2018 .
والبحرين بصدد تلقي ما يصل الى ملياري دولار بنهاية العام الجاري وذلك كدفعة اولى من حزمة مساعدات مالية مقدمة من السعودية والامارات والكويت كمحاولة لانقاذ الوضع الاقتصادي.
ومن المتوقع ان يوافق البرلمان الجديد سريعا على اجراءات تقشف حساسة تحتاج اليها البلاد لضمان الحصول على حزمة مساعدات خليجية. 
وحول مرور عشرة اعوام منذ ان اطلق النظام البحريني رؤية 2030 ومنذ هذا الاعلان والاقتصاد البحريني في حالة ترنح واستمرار معاناة المواطن البحريني قال الناشط السياسي، حسان عليان، في حوار لبرنامج (حديث البحرين) على (قناة العالم) ان السياسات المتبعة في الدولة المرتبطة بمسألة حقوق الشعب داخل المجتمع البحريني ودلالات ذلك الى الانتخابات الاخيرة التي حدثت وسط مقاطعة شعبية كبيرة، كل هذا يدل على ان هذه الانتخابات اصلا اتت من النظام واليه ولمصلحة النظام وليس لمصلحة الشعب البحريني. 
واكد ان الفساد والسياسات الاقتصادية المنهرة هو بسبب السياسات الاستراتيجية  المتبعة من الدولة فليست هناك رؤية اقتصادية بالاساس وليست هناك سياسة للتعامل مع الوقائع بشكل موضوعي وغياب الشارع البحريني عن المشاركة الفعلية في كل مسارات الحياة في البحرين في النظام السياسي هو اساس في مسألة الانهيار الاقتصادي على اعتبار ان غالبية الشعب البحريني ليس شريكا في النظام السياسي ولا في الاقتصادي.
واضاف ان الحكومات البحرينية هي حكومات مستنسخة ولا يوجد بها جديد ورئيس الوزارء باقي في منصبه منذ اكثر من 45 عاما واكثر من نصف الوزارات هي من العائلة الحاكمة وهناك فارق كبير وغبن يلحق بطائفة دون اخرى وان كانت هناك سياسات تقشف فاين هذا التقشف عندما تشكل حكومة من 18 وزير و 4 نواب لرئيس الوزراء احدهم ينتمي للمذهب الشيعي و 3 من السنة. 
وان الامر الاخطر هي مسئلة الانفاق العسكري فالاجدر بهذا النظام بدلا من يقوم بالانفاق العسكري ان يكون هذا الانفاق في مساعدة المواطن البحريني والنهوض بالمجتمع في التعليم والطب وغيرها من المشاريع، في حين ان البحرين دولة ريعية وليست دولة انتاجية . 
من جانبه قال النائب البحريني السابق جلال فيروز ان النظام في البحرين ليس نظاما شرعيا وهناك توجهين لديه الاول هو النهب من الثروات بقدر ما يمكن والثاني انه لا يهتم بهذا الوطن ولا بتنميته فقط يحاول ان يحافظ على عرشه. 
واضاف فيروز ان البحرين التي لا يوجد بها مقدار كبير من البترول تقوم بتجنيس الاجانب، فكيف يمكن لشخص غير قادر على توفير الحاجات الاساسية لابناءه يقوم بتبني اخر. وكيف يمكن ان لا يكون هناك مقدرات كافية لتوفير الغذاء ويذهب لشراء الاسلحة فحجم الانفاق العسكري وصل الى حوالي 38% من الموازنة. فكيف يمكن لاي اقتصاد ان يقوم اذا كان هذا هو المنوال.
واعتبر انه من اجل ذلك يتم الاستدانه ويصل الدين العام الى اكثر 100% من الناتج المحلي. فهذا دليل على مدى غطرسة النظام والدونية بحيث يسرق من حساب واحتياط الاجيال .

 المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق..
ضيوف الحلقة:
الناشط السياسي من بيروت حسان عليان 
النائب البحريني السابق من لندن د.جلال فيروز
 

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3934241