هل يقف النظام السوري وراء الهجوم الکيمياوي علی حلب؟

هل يقف النظام السوري وراء الهجوم الکيمياوي علی حلب؟
الأربعاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٨ بتوقيت غرينتش

العالم- الخبر وإعرابه

الخبر:

زعمت وکالة بلومبيرغ عن مصادر في وکالة المخابرات المرکزية ان الهجوم الکيمياوي الأخير ضد حلب انما تم تنفيذه من قبل النظام السوري وأن النظام قد استخدم في هذا الهجوم الغازات المسيلة للدموع ولم يستخدم غاز الکلور السام.

التحلیل:

ويبدو من الجلي الواضح أن الاستشهاد بمصدر خيالي من ناحية بلومبيرغ في تقويم قضية مهمة وبالغة الحساسية يرمي الی سوق الرأي العام لصالح أهداف محددة مسبقا أکثر من کونه يهدف الی ايصال المعلومات.

وكالة بلومبيرغ دون أن تستشهد بمصدر جدير بالثقة ودون القيام بأي تحقيق موثوق فيه زعمت ان مصادر في المخابرات المرکزية (دون ان تذکر اسما لهم ومناصبهم) قد حمّلت النظام السوري مسؤولية شن الهجوم علی حلب من جهة، ومن جهة اخری نفت أن تکون المادة الکيمياوية المستخدمة هي غاز الکلور.

بلومبيرغ برفضها استخدام غاز الکلور في الهجوم علی حلب حاولت ان تمهد أذهان الرأي العام لقبول زعمها الثاني أي تحميل النظام السوري مسؤولية قصف مدينة حلب وأن تجعل من هذا الزعم يقينا عند الرأي العام والمخاطبين.

ومثل هذه الأحکام التي تم حقنها للرأي العام العالمي علی أنها أحکام قاطعة وجازمة بأن النظام السوري قد لجأ الی استخدام الأسلحة الکيمياوية ليست معدودة ولا بقليلة خلال السنوات السبع الماضية من بدء شن الحرب ضد سوريا.

ومن هذا القبيل المزاعم بشأن الهجوم الکيمياوي للنظام السوري علی دوما وخان شيخون والغوطة؛ تلك المزاعم التي رافقتها التحقيقات الدولية، علی العکس من المزاعم الأخيرة، وکلها تشترك في ادانة الحکومة السورية بسبب استخدامها للأسلحة الکيمياوية ضد المواطنين السورييين، لکن بمضي الزمن تبين انها لا أساس لها من الواقع ونشرت وسائل الاعلام عدم مصداقيتها.  

وزعمت بلومبيرغ عن مصادر لدی المخابرات الامريکية ان النظام السوري اراد من خلال استخدامه للغازات المسيلة للدموع في حلب ان يحرض روسيا وترکيا علی قصف مواقع الارهابيين (الذين تسميهم بلومبيرغ "معارضي الحکومة")؛ في حين أن ترکيا وروسيا مازالتا تأملان في تنفيذ اتفاق سوتشي رغم انتهاء الموعد المحدد له وعدم التزام الارهابيين بمضمونه.

وقد اعلنت الحکومة السورية وحلفاؤها مرارا انهم يفضلون اللجوء الی الحلول السياسية بدل الحل العسکري فيما يخص قضية ادلب.