مع الحدث - مشاورات السوريد وآفاق الحل السياسي في اليمن - الجزء الثاني

الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٩ بتوقيت غرينتش

ماأهمية انطلاق مشاورات السويد حول اليمن كفرصة حاسمة للحل السلمي؟ هل يلبى طلب وفد صنعاء بوقف العدوان كمدخل للتفاوض في العملية السياسية، ماذا عن ملفات بناء الثقة و الترتيبات الامنية وحكومة انتقالية بحسب غريفيث، كيف يبدو الموقف الامريكي والغربي من المشاورات بعد وصفها بالضرورية،

قال ضيف برنامج " مع الحدث" على شاشة قناة العالم الكاتب والباحث السياسي طارق ابراهيم ان المتغيرات الميدانية في الحديدة والساحل الغربي ارست لمفاوضات السويد والذي ساعد على ذلك ايضا المازق الذي تعيشه كلا من السعودية والامارات والمأزق توسع اكثر بعد مقتل خاشقجي وصمود اليمنيين في الحديدة والساحل الغربي الذين كرسوا قدراتهم وقواتهم على أنهم لايمكن زحزحتهم من المشهد السياسي والعسكري وافشلوا كل المحاولات السعودية والاماراتية وأجهضوا كل الدعم الامريكي والبريطاني ادت الى هذه المفاوضات.

واضاف ابراهيم أن هذه المفاوضات هي حاجة بريطانية امريكية اكثر مما تكون سعودية اماراتية نتيجة الضغط الامريكي البريطاني ليس من أجل الحل بشكل كامل واما نتيجة الرأي العام العالمي وارتفاع الاصوات ونتيجة الوضع الانساني المزري الذي يعيشه الشعب اليمني.

وفي نفس السياق قال عضو المجلس السياسي في حركة انصار الله محمد البخيتي حول مشاورات السويد بأن هذه المشاورات ستحقق هدفان، الاول فيما يتعلق بالمسار السياسي و ايجاد اطار لمفاوضات لاحقة لأنه ليس مأمول التوصل الى حل سياسي في هذه المشاورات والهدف الثاني هو المسار الانساني و تحييد الاقتصاد اليمني وفتح كل المنافذ البرية والجوية والبحرية امام الحركة المدنية والتجارية بالاضافة الى ملف تبادل الاسرى الذي تم التوقيع عليه بين الاطراف الذي سينفذ خلال الاسابيع القادمة.

واضاف البخيتي نحن دائما نطالب بوقف العدوان والحرب من اجل التمهيد لنجاح أي جولات قادمة لان استمرار التصعيد من قبل دول العدوان في مثل هذه الظروف يعني أنه لايوجد هناك نية للحل ويضر بأي عملية لبناء الثقة بين الطرفين وبالتالي لانضعها كشروط للدخول في حوار او غيره ولكنها مطالب عادلة للتمهيد لمفاوضات ناجحة.

من جهته قال محمد النعماني القيادي في الحراك الجنوبي ان دول تحالف العدوان تمارس ضغوطات للحصول على تنازلات على طاولة الحوار والوفد الوطني الذي ذهب الى السويد يمتلك العديد من الاوراق للحصول على تنازلات من مايسمى بوفد حكومة الشرعية باعتباره لايمتلك القرار السيادي او القرار المتعلق بعملية السلام الى أن وصل تحالف العدوان بقصف الساحل الغربي وضواحي صنعاء وبالتالي نحن امام متغيرات جديدة، ولربما أن مفاوضات السويد ومساعي المبعوث الاممي للسلام تفرض سيناريو جديد على طاولة الحوار.

واضاف النعماني ان قضية الجنوب مغيبة من طاولة الحوار في السويد وكان بأمكان الاخوة في الوفد الوطني استخدام ورقة التواجد العسكري للاحتلال السعودي الاماراتي لجنوب اليمن كورقة ضغط على قوات دول التحالف خلال هذه المفاوضات لترحيل الاحتلال من الجنوب.

من جهة اخرى قال طارق ابراهيم ان ارادة الحل عند السعوديين غير متوفرة كون العمليات العسكرية مستمرة على الساحل الغربي في حين ان الوفد الوطني في السويد والسؤال المطروح لماذا وافق السعوديين على مشاورات السويد؟ وحتى اليوم لم يقدم الامريكي والبريطاني اي ورقة لحل فعلي للحرب على اليمن وماتزال الطائرات الامريكية والبريطانية تزود بالذخائر الذكية وبالتالي كل ما اثير اعلاميا او رسميا حول وقف الذخائر من لندن وواشنطن لايصرف ميدانيا كما اشار ابراهيم بأنه هناك شعور ورغية تتلاقى مع الشعور السعودي الذي بدأ يتنامى في السعودية والامارات بأن هناك استحالة لتحقيق نصر في اليمن الذي اكدت عليه اليه مؤخرا تصريحات وزير الدفاع الامريكي.

وفي السياق نفسه قال البخيتي ان المتغيرات في الموقف السعودي والدولي هي بسيطة ولها علاقة بصمود الشعب اليمني فيما يتعلق بافشال العملية الرابعة لاحتلال الحديدة بالاضافة الى قضية خاشقجي لأنه اثارة هكذا قضية بهذا الشكل اظهر تساؤل كبير لدى العالم لان العالم تحرك من اجل مقتل شخص واحد على يد بن سلمان فلماذا لايتحرك لمقتل مئات الالاف من اليمنيين سواء بالسلاح السعودي او نتيج الحصار.

واكد البخيتي بأن العدوان على اليمن لايزال يمثل مصلحة اقتصادية لامريكا وبريطانيا في المنطقة واستمرار الحرب لم يعد في صالح السعودية والامارات ولكن القيادة السعودية والاماراتية تتحركان في سياق المصالح الامريكية والبريطانية وليس في صالح الشعب السعودي والاماراتي.

واضاف بأنه لوكانت امريكا وبريطانيا جادين في وقف العدوان لوقف محمد بن سلمان فورا عن العدوان بالاضافة الى ذلك بأن عامل الضغط الشعبي غير فاعل في مسار الامم المتحدة لأن آليات الحوار غير صحيحة وهناك رغبة شعبية في التوصل الى سلام لان الجميع اصبح متضرر وهذا يشكل عامل ضغط وللاسف الشديد أننا نتحاور مع طرف(حكومة الفنادق) اصبحت مصالحه مرتبطة باستمرار الحرب والازمة لأن أي حل لابد ان يفضي الى سلطة انتقالية جديدة بديلة عن حكومة الفنادق في الرياض وحكومة الانقاذ في صنعاء والقرار ليس بيد هادي ومن معه ولكن بيد امريكا وبريطانيا.

واشار البخيتي بأن الحل يبدأ في ايجاد مسار للحوار داخلي يمني يمني وايجاد مسار للحوار خارجي بين طرفي الصراع بين اليمن وبين السعودية والامارات وامريكا.

وحول الدور الامريكي في العدوان قال النعماني بان الصراع هو تقاطع للمصالح الاستراتيجية حول باب المندب وامريكا لديها اطماع بالسيطرة على الممرات المائية في العديد من دول العالم ومنها منطقة البحر الاحمر وباب المندب وامريكا هي الشريكة الفعالة للسعودية والامارات وبالتالي أرادت امريكا من تصريحاتها حول مفاوضات السويد بان تتبع سياسة ازدواجية المعايير تقتل القتيل وتمشي بجنازته حيث وجودها على الشريط الساحلي في الحديدة وتواجدها العسكري في باب المندب يدل على نيتها السيطرة على منابع النفط في الجنوب وثروات اليمن وبالتالي ليس من مصلحة امريكا ايقاف الحرب على اليمن.

وحول المفاوضات قال الباحث ابراهيم بان غريفيث لم يأتي لانقاذ حكومة هادي ومايملكه من مقترحات موجهة الى هادي بل الى انصار الله وغريفث يعرف جيدا بان المواجهة فعليا مع انصار الله والجيش اليمني وبالتالي السياسة البريطانية منذ عام 1942 حتى اليوم تاتي على نفس السياق وهي وجود نوايا بريطانية على انجاح المفاوضات والدليل على ذلك اخراج الجرحى واخذ الموافقة الدولية من امريكا وروسيا والضمانة الدولية واكد ابراهيم بان الطرفان الاساسيان في المواجهة هما انصار الله وبريطانيا مباشرة ولادور لحكومة هادي في الموضوع كما اضاف بانه عند جلوس انصار الله مع السعودية نكون امام حل للقضية اليمنية.


الضيوف

الباحث و الكاتب السياسي طارق ابراهيم

عضو المجلس السياسي في حركة انصار الله محمد البخيتي

محمد النعماني القيادي في الحراك الجنوبي

يمكنكم متابعة الحلقة ملخص عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3935141