صنعاء .. زخم في الميدان و آخر في الدبلوماسية

صنعاء .. زخم في الميدان و آخر في الدبلوماسية
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٣٦ بتوقيت غرينتش

في مسعى جديد لوقف العدوان على اليمن الذي دفع البلاد إلى حافة المجاعة، تبدأ اليوم الخميس في السويد المفاوضات اليمنية برعاية أممية.

العالم - اليمن

ففي إحدى ضواحي العاصمة السويدية استوكهولم، تنطلق اليوم الخميس جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف اليمنية، برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث.

ووصل، أمس، إلى السويد وفد حكومة الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، قادماً من العاصمة السعودية الرياض. وقال عبد الله العليمي، مدير مكتب هادي وأحد أعضاء الوفد الذي يرأسه وزير الخارجية في حكومة هادي خالد اليماني: " إننا سنبذل كل الجهود لإنجاح المشاورات التي نعتبرها فرصة حقيقية للسلام».

وجاء وصول وفد حكومة هادي بعد يوم من وصول وفد صنعاء، حيث دعا رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، مجلس الأمن، إلى "التعاطي الجدي مع جهود السلام" تحت طائلة "تكرار سيناريو الفشل في الكويت". فيما قال رئيس الوفد الوطني للتفاوض محمد عبد السلام  ان حكومة صنعاء لن تدّخر جهداً لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب العدوانية وفكّ الحصار مؤكدا ان صنعاء يدها ممدودة للسلام. وعزز موقفه رئيس الوزراء عبد العزيز حبتور عبر التاكيد بان الوفد يمتلك كافة الصلاحيات في مشاورات السويد، لافتا الى ان الوفد المفاوض يمثل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ ولديه كافة الصلاحيات لخوض نقاش مسؤول من أجل إخراج الشعب اليمني من الأزمة التي يمر بها جراء العدوان السعودي .

وبحسب صحف عربية صادرة اليوم الخميس، ستركز الجولة الجديدة من المفاوضات على ملفات الجرحى وتبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية.

وتطالب حكومة صنعاء بإيقاف العدوان السعودي على اليمن  وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي الذي تضرّر جرّاء الغارات السعودية فيما طالب وفد حكومة هادي بانسحاب كامل للجيش اليمني واللجان الشعبية من الحديدة.

وكان الطرفان وقعا على اتفاق برعاية الأمم المتحدة لحل ملف الأسرى والمعتقلين، والكشف عن مصير المفقودين، وفق ما أكده رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في حكومة صنعاء عبد القادر المرتضى.

ولم يحدّد المحلّلون ومصادر الأمم المتحدة أهدافاً طموحة لهذه المحادثات غير المباشرة التي قالوا إنّ الهدف منها هو "بناء الثقة" بين الطرفين. وأشار مصدر في الأمم المتحدة إلى أنه من المستبعد أن يلتقي الجانبان مباشرة في المحادثات، التي ستجرى في قصر جوهانسبيرغ الذي أعيد ترميمه خارج ستوكهولم، مضيفاً أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث، سيقوم هو وفريقه بجولات مكوكية بينهما في المشاورات التي ستكون الأولى منذ 2016.

 وأثار اكتمال ترتيبات الجولة التفاوضية الجديدة، ردود فعل مرحبة من قِبَل المنظمات الإنسانية، وعلى  رأسها «المجلس النرويجي للاجئين» الذي أمل أن "تمضي المشاورات بشكل إيجابي"، حتى "نشهد أثراً فورياً على الناس في اليمن"، محذراً من أنه "إذا أخفقت المشاورات أو  تعثّرت، فستتعثّر أيضاً آمال وقف انزلاق اليمن المطّرد إلى أتون الجحيم". وشدد  المجلس، خصوصاً، على ضرورة "التفاهم على وسائل إعادة فتح كل المرافئ، وتأمين استقرار الاقتصاد الوطني الذي ينهار، وفي الوقت نفسه تسهيل إيصال المساعدات  الإنسانية بشكل كامل وبلا عراقيل".

ورغم أن هذه الجولة من المفاوضات سارت الترتيبات اللازمة لها، حتى مساء أمس، على نحو إيجابي، إلا أن مآلها لا يبدو مضموناً، في ظلّ  التقليل الأميركي من أهمية ما يمكن أن تسفر عنه.
فقد قرنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، ترحيب بلادها بهذه المفاوضات بالتشديد  على أن "ليست لدينا أوهام، ونحن نعلم أن هذه العملية لن تكون سهلة، لكننا نرحب بهذه  الخطوة الأولى الضرورية والأساسية"، ما يطرح المزيد من علامات الاستفهام حول حقيقة الموقف الأميركي من المفاوضات، وما إذا كانت واشنطن سترفع الـ "الفيتو" عن انخراط  حلفائها في حوار جدي لوقف العدوان على اليمن وإطلاق التسوية السياسية.

وتشكل هذه المفاوضات أفضل فرصة حتى الآن لإعادة تحريك جهود السلام في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية في وقت تقول منظّمات إنسانيّة إنّ عدد الضحايا في هذا البلد يفوق بكثير العشرة آلاف قتيل الذين أحصتهم منظمة الصحة العالمية منذ بدء العدوان السعودي على اليمن

ميدانيا ورغم بدء المحادثات بين الأطراف اليمنية إلا أن العدوان السعودي ومرتزقته مستمرون بانتهاج الخروقات اذ يواصل العدوان شن غاراته وقصفه على المحافظات اليمنية، مخلفا شهداء وجرحى وأضراراً مادية في الممتلكات العامة والخاصة.

واستشهدت 3 نساء من أسرة واحدة وأصيب آخرون بجروح، اليوم الخميس، إثر قصف بوارج العدوان لمنازل المواطنين في مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة. إلى ذلك شن طيران العدوان غارة على الخط الرابط بين مديريتي زبيد والحسينية، فيما استهدف المرتزقة منازل المواطنين شمال شرق حيس بعدد من القذائف المدفعية، وقصفوا بأكثر من 60 قذيفة مدفعية قرية الزعفران بمنطقة كيلو16.

وردا على جرائم العدوان السعودي شن سلاح الجو المسير ، هجومًا جويًا باستخدام طائرة مسيرة من طراز "قاصف1" نفذت إغارة ليلية استهدفت تجمعات العدوان والمرتزقة في فرضة نهم. واكد مصدر في سلاح الجو المسير أن الهجوم الجوي حقق إصابات مباشرة في تجمعات المرتزقة، مشيرا الى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم وتدمير عتاد حربي خلال العملية.

وفي الساحل الغربي لقي عدد من عناصر العدوان ومرتزقته مصارعهم، في التحيتا إثر كمين محكم نفذه الجيش واللجان الشعبية ودمروا آليتين للمرتزقة قتلوا  من عليهما. فيما استهدفت مدفعية الجيش واللجان تجمعات المرتزقة وآلياتهم غرب التحيتا وحققت إصابات مباشرة.