مواقع التواصل تثور على "مسرحية "كيان الاحتلال

مواقع التواصل تثور  على
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ١٠:٥٧ بتوقيت غرينتش

رغبة في حرف الانظار عن اتهامات الفساد التي تلاحق رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام كيان الاحتلال ب"عملية استعراضية"  لتدمير ما ادعت أنه أنفاق حفرها 'حزب الله' داخل أراضيها عبر الحدود في جنوب لبنان جاءت "بضوء أخضر أمريكي".

العالم - تقارير

وانطلقت عمليات الكيان الاسرائيلي على الحدود مع لبنان وسط ضجيج إعلامي مبالغ فيه، حتى في الإعلام الإسرائيلي، كما اثارت جدلاً إسرائيلياً حول التوقيت الذي أطلقت فيه العمليات، من جهة، وحجم التآكل في قوة الردع الإسرائيلية، من جهة أخرى.

وتخوض معركة أنفاق "هوليودية" ضد حزب الله تحت مسمى 'درع الشمال'، لكن المؤكد ان "حزب الله" يتعامل بأعصاب باردة مع هذا الضجيج الاسرائيلي كما ان تحرك لبنان الرسمي السريع احتوى ذيول العملية الإسرائيليّة، وسط "تطمينات" حرص الجيش اللبناني على تقديمها لجهة "جاهزيته التامة لمواجهة أيّ طارئ".

 ويبدو ان هاشتاغ الذي انتشر في مواقع التواصل باسم" " من حيث لاتدرون سنعود" و "فليرتقب كيانكم"كان مستندا على واقع عملي في بالبداية انتشار هذا الوسم يدل على ان حزب الله يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة و واثقة بقدرته مواجهة العدو الاسرائيلي الذي واجهه قبلا عدة مرات وخرج منها منتصرا. 

 

اما الملاحظة الاخرى التي يجب الاشارة اليها ان هذا الوسم يعكس حقيقة رد فعل حزب الله فهو بالفعل يرصد كل حركات الكيان الاسرائيلي بدقة والدليل ما  نشره "حزب الله"  من مقاطع فيديو وصورا واضحة لجنود الجيش الإسرائيلي خلال ما يسمى بعملية " درع الشمال" تؤكد مراقبة عناصر الحزب الدقيقة والصارمة لكل ما تقوم به إسرائيل على الحدود مع لبنان.
وتحت عنوان" بالفيديو والصور.. العدو الصهيوني يعلن عن نشاط عسكري (درع الشمال) عند الحدود اللبنانية"نشر موقع الإعلام الحربي المركزي ما رصدته كاميرات حزب الله لعدد كبير من الآليات والجرافات والدبابات العسكرية الإسرائيلية أثناء قيامها بعملية “درع الشمال”، التي أطلقتها تل أبيب بهدف البحث عن أنفاق تابعة للحزب في المنطقة الحدودية.

 

ومن المؤكد فيه ان الكيان الإسرائيلي يعيش حالة هيستيريا اسمها الأنفاق و هذا ما اكده رئيس تحرير صحيفة راي اليوم  عبد الباري عطوان  الذي قال أن "نتنياهو لا يريد هذا 'الدرع' لإنقاذ الشمال، وإنما لإنقاذ نفسه من حبل العزل الذي يضيق حول عنقه، ويمكن أن ينتهي بوفاته سياسيا، وربما قضاء ما تبقى من عمره خلف القضبان بتهم الفساد، مشيرا  إلى أن "نتنياهو وكل قادته العسكريين في حالة من الارتباك غير مسبوقة، فهم قلقون من الوجود الإيراني في سورية، ومرعوبون مِن وجود 'حزب الله' في الجولان السوري في مواجهة الجولان المحتل".

بينما علق محمد الحسيني في جريدة البناء اللبنانية على هذه عمليات قائلا "عملية استعراضية دعائية ديماغوجية لا تخدم إلا مصلحة نتنياهو الشخصية في حرف الأنظار عن قضايا الفساد التي تلاحقه هو وزوجته، والتي لن ينجح على الأرجح في تجاوزها وسيضطر لمواجهة المصير نفسه الذي واجهه ايهود أولمرت".

ويرى ناصر قنديل في "البناء" اللبنانية أن "الوظيفة الفعلية لحركة جيش الاحتلال وإعلامه ليس جنوب الحدود اللبنانية، بل بإطلاق مواقف وأحداث يمكن أن يتم توظيفها في سياق يقوده فريق لبناني تحت عنوان 'حزب الله يجلب المخاطر على لبنان".

هذا ويقول عدنان أبوعامر في "فلسطين أونلاين" إن القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل تهدف من وراء العملية إلى "استعادة الصورة الردعية التي تضررت أخيرا في المواجهة السابقة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة".

والحقيقة  التي يجمع عليها كل الخبراء ان الكيان الاسرائيلي ليس معنيا بمواجهة مع حزب الله، لانه يعلم تمام  ميزان الردع الذي أفرزه حرب لبنان الثانيّة في العام 2006  وانتصارات محور المقاومة  في فلسطين و سوريا فهدفه فقط استعراضي بحت وهذا ما ستثبته الايام القادمة.