تضخيم الانفاق، محاولة من نتانياهو للتغطية على فساده

تضخيم الانفاق، محاولة من نتانياهو للتغطية على فساده
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٠٨ بتوقيت غرينتش

بذريعة واهية تهدف لزعزعة أمن واستقرار لبنان، واستفزازه عسكرياً أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، امس الاول الثلاثاء، أنه أطلق عملية عسكرية واسعة على طول الحدود مع لبنان أطلق عليها اسم "درع الشمال" بزعم الكشف عن الأنفاق التى يحفرها حزب الله داخل فلسطين المحتلة .

العالم - تقارير

 وذكرت هيئة الإذاعة والبث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال أصدر بيانا قال فيه إن العملية انطلقت منذ ساعات مساء الاثنين الماضي ، وأنها تهدف إلى كشف الأنفاق التى حفرها حزب الله فى أعماق الأرض، بدون أن يكون هناك أى أدلة قاطعة تثبت وجود أنفاق لحزب الله التى ادعى أنها تنطلق من الأراضي اللبنانية وتتوغل إلى داخل فلسطين المحتلة.

 وزعم البيان، إنه منذ عام 2014 يعمل في جيش الاحتلال الإسرائيلي طاقم خاص ومشترك لهيئة الاستخبارات و"القيادة الشمالية" يقود منذ ذلك الحين التعامل العملياتي والتكنولوجي والاستخباراتي فى قضية الأنفاق فى الجبهة الشمالية.

 وقال البيان، إن هذا الطاقم قد تمكن من تطوير خبرة وقدرات واسعة عن مشروع الأنفاق الهجومية التى حفرها حزب الله، مدعيا توفر الظروف العملياتية فى هذه الفترة.

وتابع البيان: "في السنوات الأخيرة وفى إطار الاستعداد لمواجهة هذا التهديد تم تطبيق خطة دفاعية خاصة في المنطقة تضمنت أعمالا لإقامة جدران وعوائق صخرية بالإضافة إلى أعمال تجريف للأراضي. هذه الخطة الدفاعية تهدف لمنع العدو من تحقيق قدراته الهجومية"، واتهم البيان حزب الله بالوقوف خلف حفر الأنفاق والعمل بدعم وتمويل إيراني لبسط نشاطاتها ضد الكيان إلاسرائيلي.

وأشار التقرير إلى خشيته إمكانية وجود تصعيد بين جيش الإحتلال  وحزب الله  على غرار  حرب يوليو 2006 المعروفة إعلامياً بـ"الوعد الصادق"، والتى انتهت بنشر قوات تابعة للأمم المتحدة على طول الحدود.

وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أصدر التعليمات بتقديم شكوى ضد كيان العدو في مجلس الأمن بسبب خروقاته للسيادة اللبنانية والمقدرة بنحو مئة وخمسين خرقاً شهرياً.

   وبعد هذه التطورات، أكدت المتحدثة بإسم قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل" ماليني يانسون أن "اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية، وهي تتواصل مع جميع المعنيين لضمان أن يستخدم الأطراف آليات الارتباط والتنسيق التابعة لليونيفيل للحفاظ على الهدوء والاستقرار المستمرين". وأضافت أن "الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل يحافظ على هدوئه".

وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً جاء فيه على أنه "على ضوء إعلان العدوّ الإسرائيلي اطلاق عملية "درع الشمال" المتعلقة بأنفاق مزعومة على الحدود الجنوبية، تؤكّد قيادة الجيش أن الوضع في الجانب اللبناني هادئ ومستقر، وهو قيد متابعة دقيقة". 

وأكدت القيادة أن "وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تقوم بتنفيذ مهماتها المعتادة على طول الحدود بالتعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، لمنع أي تصعيد أو زعزعة للاستقرار في منطقة الجنوب"، مشددة على أن "الجيش على جهوزية تامّة لمواجهة أي طارئ".

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إطلاق عملية "الدرع الشمالي" للبحث عن أنفاق عابرة للحدود قد يستخدمها حزب الله  شمال فلسطين المحتلة ، على حد قوله، وترافق ذلك مع صدور تعليمات لوزراء  "الكبينت"  بعدم الخروج بتصريحات لوسائل الإعلام حول العملية.

كما بدأت ورش عمل إسرائيلية بحماية عسكرية مدعمتين  بحفارات آبار ارتوازية  بالحفر في منطقة العبارة في الجهة المقابلة لبلدتي ​كفركلا​ و​العديسة​.   

 وفي الردود الإسرائيلية على عملية درع الشمال، انتقد وزير جيش الاحتلال  المستقيل أفيغدور ليبرمان العملية ، معتبراً أن الجبهة في الجنوب أكثر خطورة من أنفاق حزب الله.

 من جهته، رأى رئيس شعبة الاستخبارات السابق في جيش الاحتلال عاموس يدلن أن عملية "الدرع الشمالي" ضرورية ومهمة لأمن "إسرائيل"،  لافتاً إلى أنه لا يوجد سبب للتصعيد إن قام الجيش بتدمير الأنفاق الواقعة داخل "الأراضي الإسرائيلية"، وأكد يدلن أن هناك تخوفات لدى "الجيش الإسرائيلي" من إمكانية تفسير حزب الله للعملية على أنها عمل عدائي ضد لبنان، وبالتالي تستوجب الرد.

من جهته، قلل روني دنيال المحلل العسكري للقناة الثانية العبرية من نجاعة العملية في الشمال، معتبراً أن "حزب الله لن يتوقف عن حفر الأنفاق لأن هدفه المعلن هو احتلال الجليل"، على حد قوله.

وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أعلن أن جيش الإحتلال أطلق  عملية "الدرع الشمالي" لفضح وتحييد ما وصفها بـ"الأنفاق الإرهابية" من لبنان، على حد تعبيره، وقال نتنياهو على حسابه في "تويتر": "نحن فخورون بقادة جيش الدفاع الإسرائيلي والجنود المقاتلين لعملياتهم المعقدة ونجاحاتهم التشغيلية في المراحل الأولى من العملية"، مضيفاً إن "أي شخص يحاول إلحاق الضرر بإسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً"، على حد قوله.

زعيمة المعارضة في الكيان الإسرائيلي تسيبي ليفني إتّهمت رئيس وزراء الكيان  بنيامين نتانياهو بتضخيم قضية اكتشاف أنفاق لحزب الله على الحدود مع لبنان بهدف تحقيق مآرب سياسية.

وقالت ليفني التي كانت وزيرة خارجية خلال حرب 2006 مع «حزب الله»، للإذاعة الإسرائيلية: إنها في حين تثمّن اكتشاف الجيش الأنفاق وتدميرها، فإنه يجب إبقاء العملية «ضمن حجمها» الحقيقي.

وقالت: «نحن لسنا في وضع يوجد فيه جنودنا خلف خطوط العدو. نحن نتحدث عن نشاط هندسي على أرض ضمن سيادة إسرائيل»، متهمة نتنياهو «بتضخيم حجم الحدث».

وقالت ليفني إن نتنياهو يسعى إلى جعل الناس ينسون الانتقادات التي وجهها له سكان الجنوب الذين اتهموه بأنه فشل في وقف الهجمات الصاروخية على بلداتهم انطلاقاً من قطاع غزة.

وقالت: «هذا هو السبب الذي دفعه إلى تحويل حدث يتصل بالهندسة الدفاعية إلى عملية عسكرية دراماتيكية. تم ذلك لسببين: إما أن رئيس الوزراء يشعر بالهلع، وإما أنه يريد أن ينشر الذعر لتبرير تصرفاته، أي تأخير الانتخابات والتخلي عن سكان الجنوب».

كما اتهمت أوساط سياسية وإعلامية نتانياهو بمحاولة صرف اﻷنظار عن التهم الموجهة إليه بالفساد عبر إطلاق العملية العسكرية المزعومة ضد "أنفاق حزب الله" جنوب لبنان تحت مسمى "درع الشمال".

 وقال جيش الاحتلال : إنه علم منذ عدة أشهر بوجود الأنفاق، ما جعل معارضين سياسيين يطرحون تساؤلات عن صلة هذه الحملة بتوصيات الشرطة الإسرائيلية منذ أيام، بإدانة نتانياهو بشبه الفساد.

ونقلت إذاعة جيش الإحتلال عن مصادر في الساحة السياسية الإسرائيلية انتقادها "المبالغة في حجم الحدث في الشمال، ففي نهاية الأمر فإن الحديث هو عن أنفاق موجودة داخل الأراضي الإسرائيلية ويمكن أن يتم التعامل معها حتى بعد شهر".

وطالب عضو الكنيست من حزب "المعسكر الصهيوني" المعارض يوئيل حسون بعقد جلسة طارئة للجنة الخارجية والأمن البرلمانية بحضور نتانياهو من أجل الاستماع لدوافع العملية.

وقال في تغريدة على حسابه في "تويتر": " هل هو درع لحماية الشمال أم درع لحماية نتانياهو؟ هناك حاجة لاجتماع عاجل للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، السؤال الذي يطرح نفسه هل العملية وتوقيتها عشوائي؟ وما صلة التوقيت بإعلان الشرطة توصياتها بإدانة نتانياهو بشبه الفساد؟".

وكانت الشرطة اﻹسرائيلية قد نشرت توصياتها في "الملف 4000" منذ أيام وهو أحد ملفات الفساد المتورط بها نتانياهو الذي هاجم تلك الخطوة واعتبرها مدبرة ضده، فيما قال يائير لبيد، زعيم حزب "يش عتيد"، أحد أقطاب المعارضة في الكيان الاسرائيلي إن السجن سيكون في انتظاره.