هذه هي لعبة القط والفأر الامريكية في سوريا

هذه هي لعبة القط والفأر الامريكية في سوريا
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٨ بتوقيت غرينتش

الاخطبوط الامريكي او لعبة القط والفأر كلها مسميات لما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية في سوريا في محاولة لابقاء الوضع على ما هو عليه ومنع احراز اي تقدم. فهل استطاعت امريكا ان تستغل الورقة الكردية وورقة داعش للحفاظ على وجودها هناك؟.

العالم - تقارير

متعددة هي اوراق اللعبة الامريكية ومتنوعة ويمكن القول ان امريكا تستخدم كل عنصر في هذه اللعبة لضرب الاخر لتضمن بقاءها، فامريكا تستخدم الورقة الكردية لتخويف تركيا، وفي نفس الوقت تستخدم ورقة داعش للحد من احلام الاكراد، وكل هذا وهي تبقى على التواصل مع الاتراك مدعيه انها تحارب على جبهتهم ايضا ضد الاكراد وداعش. لكنها في الحقيقة تلعب بكل هذه الاوراق لتكون هي الفائز في اللعبة السياسية.

فامريكا التي تقود ما يسمى بـ "التحالف الدولي" تدعى انها تدعم ما يعرف بـ" قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والدليل على ذلك تجديد عقدها معه لمدة عامين على اساس انها تحارب في صفه ضد داعش على الرغم من تأكيد الحكومة السورية بأن وجهتها ستكون شرق الفرات بعد السيطرة على محافظة إدلب.

لكن ما تؤكده الشواهد هي ان امريكا قد تخلت عن (قسد) وتركتها فريسة لداعش ولازالت المعارك الضارية مستمرة لهذا الحين بين الطرفين فعندما تبدأ المعركة الحقيقية بين (قسد) وداعش الارهابية لا تقوم الطائرات الاميركية باي ردة فعل لمساعدة حلفائها على الارض، فمنذ اقل من اسبوع منيت قسد بهزيمة نكراء امام "داعش" راح ضحيتها 47 عنصرا لها، الا ان الطائرات الاميركية لم تقصف ارهابيي داعش المتقدمين واكتفت على المراقبة من الجو.

والحقيقة ان الولايات المتحدة تعمل للحفاظ على ارهابيي "داعش" واعادة انتاج الجماعة على جانبي الحدود بين سوريا والعراق، وهذا ما اكده تقرير الامم المتحدة ان مابين عشرين الفا وثلاثين الفا من مقاتلي داعش لا يزالون في سوريا والعراق.

وبحسب ما اعترف به احد ارهابيي الجماعة، وهو اسير لدى الجيش السوري، فان الولايات المتحدة تقوم بدعم داعش وتقدم لها غطاء لوجستيا من قاعدة التنف، وذلك بهدف الابقاء على حالة الحرب في سوريا والعراق ومنع اي عملية سياسية او تطويرية لكلا البلدين، لا تتماشى مع الرؤية الاميركية والحفاظ على امن الاحتلال الاسرائيلية بحيث تبقى جميع الدول منشغلة بشأنها الداخلي.

لكن امريكا وكما جاء على لسان رئيسها دونالد ترامب قررت ان لا تدفع ثمن الحرب وحدها سواء بالقوات او الاموال وانما على حلفائها العرب الدفع ايضا وما تقوم به الان هو حلب امراء دول مجلس التعاون فكشف مصدر مطلع ومقرب مما يسمى التحالف الدولي بقيادة واشنطن عن وصول قوات "سعودية واماراتية" إلى الأراضي السورية، لافتاً إلى أنها لم تنتشر حتى الآن وأنها لا تزال متمركزة بقاعدة “رميلان”،والتي تقع اقصى شمال شرق محافظة الحسكة .

وذكر المصدر نفسه أن الولايات المتحدة الأمريكية ستنشر كاميرات مراقبة من منطقة زور مغار شرق مدينة جرابلس وفي اماكن مختارة على طول الحدود مع تركيا، والهدف المعلن امريكيا لمنع أي احتكاك بين قسد والأتراك، وسيتم نشر قوات سعودية واماراتية بالقرب من بلدة تلتمر غرب الحسكة للمشاركة بالمراقبة، مبيناً في الوقت ذاته أن وصول القوات "السعودية الإماراتية" مرتبطٌ بتلك الخطوة الأمريكية وان دور ابوظبي والرياض سيكون رمزيا وسيكون الدعم المالي هو الصفة الغالبة لاية مشاركة منهما في اي جهد في هذه المرحلة.وعلى الرغم من تلك التسريبات، إلا أن إعلام قوات “قسد” لم يتطرق لتلك الزيارة ولم يأت على ذكر أي تفاصيل حولها.

ولكن كل هذا اثار قلق تركيا فلم تصمت على التهديد الذي يلحق بها جراء دعم واشنطن للاكراد التي ترى فيهم ارهابيين يهددون امنها، حيث هددت مرة أخرى باتخاذ إجراءات جدية واعداد عملية كبيرة ضد الأكراد والقوات الأمريكية.

وقال الخبير التركي كرم يلدريم في هذا الصدد، يثير سلوك الولايات المتحدة العديد من الأسئلة. فهي لا تفي بالوعود. اتفق تشاووش أوغلو مع تيلرسون على أن تغادر الجماعات الإرهابية منبج. كما اتفقا على القيام بدوريات مشتركة في مناطق حلب، التي ما زال الأمريكيون يسيطرون عليها. الجيش التركي لم يدخل إلى منبج. الأمريكيون لم يسمحوا له ولم يشرحوا الأسباب. كأن في الأمر خدعة. بالطبع، هذه الشروط ليست مناسبة لصفقة. لذلك، أعلنت تركيا عن عملية جديدة.

والمشكلة بالنسبة لتركيا هنا هي أن الولايات المتحدة، من خلال وجودها وأعمالها، تسمح للإرهابيين بتعزيز قوتهم، فيخلقون دولة إرهابية خاصة بهم، أحد أهدافها تدمير سوريا، وتركيا.وهناك مشكلة أخرى، هي أن الولايات المتحدة لا تستجيب للمقترحات الدبلوماسية التركية. يعلنون أن هناك خطة وعلى الجميع الالتزام بها، ولكن الخطة لا تعمل. لذلك، فإن مخاطر الصدامات عالية الآن. وفي هذه الحالة، لا يبقى أمام تركيا سوى عدم الاكتفاء بمهاجمة الإرهابيين وحدهم، إنما وشركاءهم العسكريين الأمريكيين الذين سيمضون إلى النهاية في دفاعهم المجرم عن مقاتلي وحدات حماية الشعب.

ويرى الروس ان ما تمارسه امريكا في سوريا لعبة خطيرة هدفها تقسيم البلاد فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن جزءا من تصرفات الولايات المتحدة في الضفة الشرقية لنهر الفرات ومناطق أخرى من سوريا هو لعب "الورقة الكردية"، وهي لعبة خطيرة للغاية.

ووفقا للافروف:” على الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول بالكلمات أن تقدم أعمالهم على أنها مؤقتة، ولكن من الواضح للجميع أن كل ما يجري على الضفة الشرقية لنهر الفرات يشكل انتهاكا واضحا لكل القرارات المعلنة لمجلس الأمن الدولي والتي تؤكد على وحدة الأراضي السورية.

وهو ما اكدته المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن الوجود غير القانوني للقوات الأمريكية في سوريا يهدف إلى تقسيم دولة ذات سيادة.

واتهم رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، الولايات المتحدة بمحاولة إنشاء كيان كردي مستقل عن دمشق شمال سوريا.

وقال غيراسيموف للملحقين العسكريين الأجانب: "الوضع شرقي الفرات يتأزم، حيث تحاول الولايات المتحدة المراهنة على الأكراد السوريين لإنشاء كيان شبيه بدولة مستقل عن دمشق شمال البلاد، ويقومون بتشكيل حكومة ما يسمى بفدرالية شمال سوريا الديمقراطية"​​​. ذكرا أن "الأمريكيين عبر دعم التوجهات الانفصالية للأكراد بالآليات العسكرية يسمحون لهم بمضايقة القبائل العربية".

وقال غيراسيموف، إن مسلحي "داعش" متواجدون في شرق الفرات فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، مضيفا: "في ديسمبر من العام الماضي انتهت العملية النشطة للقضاء على العصابات في سوريا.​ وفي الوقت الحالي يتواجد مسلحو "داعش" في شرق الفرات فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، في حين تتركز بقايا الجماعات المسلحة بقيادة "جبهة النصرة" داخل منطقة وقف التصعيد في إدلب".

الاهداف الغربية الاستعمارية او اهداف الاستيلاء على ثروات الشعوب الاسلامية لم تتغير فهذا الصراع قائم منذ القدم، وقد اشار الرئيس السوري بشار الاسد الى أن العداء الأمريكي لكل الدول المستقلة ليس له حدود جغرافية مؤكدا أن الهزائم التي تتعرض لها المشاريع الغربية وصمود الدول المستقلة قادر على تغيير الساحة الدولية وإعادة التوازن إليها.