آفاق واسعة لحلحلة نزاع الصحراء الغربية

آفاق واسعة لحلحلة نزاع الصحراء الغربية
الجمعة ٠٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٢٧ بتوقيت غرينتش

بعد ست سنوات من تجميد المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب حول الصحراء الغربية التي شهدت تصعيدا غير مسبوقا مؤخرا كاد ان ينتهي بمواجهة عسكرية، جمعت الأمم المتحدة الأطراف المتنازعة حول قضية الصحراء في جنيف حول "مائدة مستديرة" على أمل الخروج بحل توافقي ينهي نزاعا طال أمده وبات يشكل أزمة إقليمية في منطقة تعاني من تحديات أمنية وسياسية كبيرة.

العالم تقارير

واتفق المغرب وجبهة بوليساريو بعد أول مباحثات بينهما حول الصحراء المغربية منذ 2012 في جنيف الخميس على اللقاء مجددا مطلع 2019 تحت رعاية الأمم المتحدة التي تأمل في بدء مفاوضات من المتوقع أن تكون شائكة بينهما.

واختتمت بعد ظهر الخميس بجنيف أشغال المائدة المستديرة حول الصحراء الغربية ببيان قدمه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر.

وسجل البيان الذي أكد بأن المائدة المستديرة نظمت “بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام الى الصحراء الغربية، رئيس ألمانيا سابقا، هورست كوهلر، مشاركة طرفي النزاع أي المملكة المغربية وجبهة البوليساريو والبلدين المجاورين الجزائر وموريتانيا “طبقا للائحة 2440 لمجلس الأمن”.

و حسب البيان تميز اللقاء، “بجو اتسم بالصراحة و الالتزام الجاد و الاحترام المتبادل و بقناعة عميقة بضرورة التعاون كوسيلة مثلى لرفع التحديات العديدة التي تواجهها المنطقة.”.

و أشار البيان الى اعتماد مبدأ تنظيم اجتماع آخر أو مائدة مستديرة ثانية في مارس 2019 بدعوة من المبعوث الشخصي.

وقال هورست كولر وهو رئيس ألماني سابق مكلف بالملف منذ 2017، للصحافيين إن "الحل السلمي ممكن لهذا النزاع. من خلال مناقشاتنا، يتضح لي أن لا أحد يستفيد من بقاء الوضع على ما هو عليه، وأعتقد اعتقادا راسخاً أنه من مصلحة الجميع حل هذا النزاع".

وقال كوهلر إنه "مسرور للغاية للإعلان عن التزام الوفود بالمحادثات"، معلنا أن جولة محادثات جديدة ستجري "في الربع الأول من عام 2019".

و جانبه قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للصحافيين "إن تقرير المصير شيء والاستفتاء شيء آخر. تقرير المصير يجري من خلال التفاوض. والاستفتاء غير وارد".

من ناحيته كرر رئيس "البرلمان" و"الرئيس الصحراوي المؤقت"K خطري أدوه الذي ترأس وفد البوليساريو المطالبة بتقریر المصير.

وشارك في اللقاء كل من المغرب وجبهة البوليساريو وموريتانيا والجزائر، وهي نفس الأطراف التي شاركت في مفاوضات أعوام 2007 و2008 و2010 و2012، التي أجريت على ست جولات. وبعد ست سنوات من آخر لقاء بينهم تجتمع أطراف النزاع من جديد.

ويرى المراقبون أن هناك الكثير من التغيرات والنقاط الإيجابية التي تزيد من فرص نجاح هذا اللقاء، كما أن هناك الكثير من التباين والاختلاف بين هذه المفاوضات وسابقاتها، أهمها أن المبعوث الأممي هورست كوهلر وصف هذا اللقاء بأنه "مائدة مستديرة" لتخفيف الضغط الذي كانت ستفرضه صفة المفاوضات إذا أطلقت على هذا اللقاء.

إضافة لذلك فقد دعا جميع الدول المعنية بهذا الصراع إلى المشاركة كأطراف وهي سابقة في تاريخ المفاوضات، حيث كانت تحضر جبهة البوليساريو والمغرب كطرفي صراع والجزائر وموريتانيا كمراقبين.

وتقع الصحراء الغربية الغنية بالفوسفات، والتي كانت مستعمرة اسبانية سابقة على الطرف الغربي للصحراء الشاسعة وتمتد على مسافة 1000 كيلومتر على طول ساحل المحيط الأطلسي، وهي منطقة غنية بالثروة السمكية.

عندما انسحبت إسبانيا منها في عام 1975، أرسلت الرباط آلاف الأشخاص عبر الحدود وأعلنت أن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من المغرب.

في العام التالي أعلنت جبهة البوليساريو إقامة "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وطالبت بإجراء استفتاء حول تقرير المصير.

واعترفت بعض الدول الاعضاء في الأمم المتحدة بالجمهورية الصحراوية. إلا أن حالة من الجمود سيطرت على الوضع، وقام المغرب ببناء جدران رملية تعلوها أسلاك شائكة في الصحراء لا تزال تحيط بثمانين في المئة من أراضي الصحراء الغربية التي تبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع. وبموجب وقف إطلاق النار لعام 1991، نشرت الأمم المتحدة بعثة لحفظ السلام أدامت خط المراقبة.

وترفض الرباط حاليا أي تصويت يكون فيه الاستقلال خياراً وتعتبر أن الحكم الذاتي هو فقط المطروح على الطاولة وهو ضروري للأمن الإقليمي.