آخر تطورات الملف السعودي في الكونغرس الأمريكي

آخر تطورات الملف السعودي في الكونغرس الأمريكي
الجمعة ٠٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

سيطلع مسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأسبوع المقبل مجموعة جديدة من النواب في الكونغرس الأمريكي على استنتاجاتها حول جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ويأمل اعضاء في الكونغرس اتخاذ تدابير للرد على الرياض فيما يتعلق بالادلة الاستخباراتية حول تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في قتل خاشقجي وتعليق مبيعات الأسلحة للمملكة وتقليص المساعدات الامريكية لها في حرب اليمن.

العالم_تقارير

أثارت الجريمة التي وقعت داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غضبا عالميا ومطالبات مستمرة بالكشف عن مكان الجثة، ومن أمر بقتله.

وبعدما قدمت تفسيرات متضاربة، أقرت الرياض بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتقطيع جثته داخل القنصلية إثر فشل مفاوضات لإقناعه بالعودة إلى المملكة، بحسب الرواية السعودية.

قدم ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يوم الأربعاء، مشروع قرار يحمّل بن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي.

وسيطلع مسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الأسبوع المقبل مجموعة جديدة من النواب في الكونغرس على استنتاجاتها حول جريمة قتل خاشقجي في حين يأمل أعضاء في مجلس الشيوخ باتخاذ تدابير للرد على الرياض.

وقالت نانسي بيلوسي زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب الخميس إن 435 نائبا سيطلعون كما أعضاء مجلس الشيوخ قبلهم، على الوضع في اليمن الذي يشهد عدوانا سعوديا منذ نحو 4 سنوات.

بيلوسي قالت: "آمل في أن نرى مديرة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) جينا هاسبل ومسؤولين آخرين في الاستخبارات".

وكانت مديرة الوكالة جينا هاسبل أطلعت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ على استنتاجات الاستخبارات. وخرج عضوان جمهوريان من الاجتماع على قناعة بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وراء الجريمة.

وفي نفس السياق، دعا السيناتور الأمريكي، ديك دوربين، إلى طرد خالد بن سلمان، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

جاء ذلك تعليقًا على تقارير إعلامية أمريكية تفيد بعودة خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة، لأول مرة منذ مغادرته إياها عقب حادثة مقتل خاشقجي.

وقال دوربين، السيناتو عن الحزب الديمقراطي، في تغريدة عبر تويتر: “قلتها قبل أشهر، وأقولها مجددًا: يبنغي علينا رسميًا طرد السفير السعودي من الولايات المتحدة، نظرًا لتورط ولي العهد المباشر في خطف وقتل خاشقجي”.

ومع أخذ مخاطر سمعة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الاعتبار، فهو يحاول أن ينأى بنفسه عن الاتصالات مع ولي العهد السعودي، هناك نقطتان تفسران موقف البيت الأبيض من قضية خاشقجي، هما النفط والأسلحة. والثالثة، الرغبة في الاحتفاظ بالسعودية في قفص الحلفاء الإقليميين.

ولم يستطع وزير الخارجية والدفاع بومبيو وماتيس إقناع أعضاء مجلس الشيوخ بصحة نهج الإدارة الأمريكية في اليمن. ووافق مجلس الشيوخ على مشروع قانون يحد من دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية السعودية في اليمن. حقيقة التصويت على المشروع تشير إلى السخط المتزايد من تحالف البيت الأبيض مع السعودية بعد اغتيال خاشقجي. يريد الكونغرس فرض سيطرته على تصرفات الإدارة من حيث صلاحيتها في إعلان الحرب، والموافقة على صفقات الأسلحة، وتشكيل السياسة الخارجية.

بدوره أعلن جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أن قضية مقتل خاشقجي، لم تؤثر على سياسة الولايات المتحدة العسكرية تجاه السعودية وبالتالي على تعاون جيشي البلدين.

وقال دانفورد خلال مؤتمر نظمته صحيفة "The Washington Post": "بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فهي لا تختلف عن أي دولة أخرى، بمعنى أن التعاون الدفاعي مع بلد معين يتم تحديده بالكامل استنادا للسياسة الدفاعية. وحتى الوقت الراهن، لم يحدث أي تغيير في سياستنا تجاه السعودية بما قد يؤثر على تعاون القوات المسلحة في البلدين".

وشنت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي هجوما حادا على السعودية وولي عهدها، الأمير محمد بن سلمان، بعد اطلاعهم على تقرير وكالة الاستخبارات المركزية عن مقتل الصحفي، جمال خاشقجي.

قال السيناتور الديمقراطي من ولاية نيو جيرسي، بوب مينينديز، إن على الولايات المتحدة الرد "بقوة" على اغتيال الصحفي السعودي والتطورات التي طالت الحرب في اليمن، موضحا: "تم تعزيز الآراء التي التزمت بها قبل ذلك".

وأكد مينينديز على ضرورة أن توجه الولايات المتحدة "رسالة واضحة وغير قابلة للتأويل بطريقتين مختلفتين إلى السعوديين" على خلفية هاتين القضيتين، معتبرا أن فرض عقوبات إضافية على المملكة سيمثل ردا مناسبا.

بدوره، أكد السيناتور الجمهوري من ولاية تينيسي، بوب كوركر، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن "لا شك" لديه بعد الاطلاع على تقرير "CIA" في أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، هو من "أمر وتابع" عملية اغتيال خاشقجي.

أما التصريحات الأكثر حدة فجاءت على لسان السيناتور الجمهوري البارز من ولاية كارولينا الجنوبية، ليندسي غراهام، الذي أعرب بعد الاجتماع مع هاسبل عن ثقته الكبيرة بأن عملية قتل خاشقجي لم يكن من الممكن أن تنفذ دون علم ولي العهد السعودي.

وشن غراهام هجوما حادا على ولي العهد السعودي، الذي وصفه بـ"المجنون والخطير"، معتبرا أنه "قوة مدمرة متورطة بقتل خاشقجي".

وقال: "فقط من يدعي أنه أعمى قد يتوصل إلى استنتاج مفاده أن هذا الحادث لم يكن مدبرا ومنظما من قبل أشخاص يخضعون لقيادة محمد بن سلمان".

وأكد غراهام أن "السعودية حليف استراتيجي للولايات المتحدة والعلاقات معها تستحق إنقاذها، لكن ليس بأي ثمن".

وتعهد السيناتور الجمهوري بأنه سيعمل مع زملائه في مجلس الشيوخ لإصدار بيان مشترك يؤكد ضلوع بن سلمان في مقتل خاشقجي، فيما شدد على أنه لن يدعم في مثل هذه الظروف أي صفقات خاصة ببيع الأسلحة الأمريكية للسعودية.

واطلعت الصحيفة "وول ستريت جورنال" على مقتطفات من تقييم استخباراتي لـCIA مصنف "سري للغاية"، وهي تؤكد أن ولي العهد السعودي أرسل، قبل وبعد ساعات من قتل الصحفي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول، 11 رسالة إلى المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، الذي هو المسؤول المشرف على العملية وتم إعفاؤه من منصبه ضمن إطار التحقيقات السعودية في القضية.