اعتداء جابهار الارهابي.. ايران تتوعد الضالعين برد مؤلم

اعتداء جابهار الارهابي.. ايران تتوعد الضالعين برد مؤلم
الجمعة ٠٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

توعدت ايران الارهابيين الضالعين في جريمة جابهار وداعميهم برد مؤلم. وفجر إرهابي، الخميس سيارة مفخخة كان يقودها امام مركز للشرطة في مدينة جابهار بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد، ما أدى الى استشهاد عنصرين من الشرطة وإصابة 43 آخرين بينهم مدنيون بعد فشل محاولته لاقتحام المركز بواسطة يقظة رجال الشرطة.

العالم- تقارير

قال وزير الداخلية الايراني عبدالرضا رحماني فضلي، ان اعتداء جابهار الارهابي دليل على غضب اميركا والدول الراعية للارهابيين في المنطقة وقال ان تاريخ الثورة الاسلامية برهن ان دماء النساء والاطفال والرجال في ايران ستتحول الى ينبوع للانتصارات اللامعة للبلاد على الاعداء.

واكد وزير الداخلية في رسالة بمناسبة الاعتداء الارهابي في مدينة جابهار الخميس ان الهزيمة المذله لاميركا والكيان الصهيوني والحكومات الراعية للارهاب في المنطقة التي ثارت حفيظتها جراء فشل الحظر الظالم والمجحف في تركيع الشعب الايراني الحر والابي دفعتهم الى دعم العملاء المغرر بهم لاستهداف مواطنينا الاعزاء للايحاء بغياب الامن في مناطق البلاد وصولا الى تسكين جراحهم التي لاتندمل.

ووفقا لما ورد من انباء فقد تبنت زمرة "انصار الفرقان" الارهابية مسؤولية العملية الارهابية هذه.

بدوره اكد مستشار قائد الثورة الاسلامية وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران علي اكبر ولايتي ان الارهابيين الضالعين في جريمة جابهار وداعميهم ينبغي لهم انتظار رد مؤلم من الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وأدان ولايتي، في بيان وجهه بهذا الشأن، الهجوم الارهابي في مدينة جابهار معتبرا انه اسفر عن حزن والم شديدين رغم انه شكل دليلا آخر على إحباط المجموعات الارهابية وعجزهم عن زعزعة الامن وتصور امكانية ضرب قدرات ايران الاسلامية.

واضاف، ان الارهابيين عليهم ان يدركوا ان الشعب العظيم والنظام في ايران سيحبطون مخططاتهم المشؤومة في المنطقة وستفشل ايران مشاريعهم كما حصل خلال الاعوام الماضية.

وتابع: لاشك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل نهج الكرامة والاقتدار وعلى مرتكبي هذه الجريمة وداعميهم انتظار صفعة مؤلمة.

واعرب ولايتي عن تعازيه لاسر الشهداء وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى، "وسنرى الرد الانتقامي لهذه العملية الارهابية قريبا".

وقد ادانت بعض البلدان المجاورة لايران الهجوم الارهابي الأخير منها باکستان والاردن والکويت والیمن والهند وقدمت تعازيها لأسر الضحايا والمصابين، کما قدم السفير الابريطاني في طهران تعازيه للمتضررين.

وفي سياق ردود الأفعال في الداخل، اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان يد العدالة في ايران ستطال الارهابيين واسيادهم، وان هذه الجرائم لم تمر بدون عقاب.

وقال ظريف: "ان قواتنا الامنية قد احبطوا في العام 2010 مخططا لمتطرفين تم رصد تحركهم انطلاقا من الامارات".

کما اعلن النائب الاول للرئيس الايراني اسحاق جهانغيري ان الاعمال الارهابية نظير ما وقع في جابهار تاتي بهدف زرع الاعداء، الفرقة في الصفوف المنسجمة للشعب الايراني العملاق وهي محكومة بالفشل حتما.

واعلن عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني مجتبى ذوالنور بان اللجنة ستبحث بشان قضية الاعتداء الارهابي الذي وقع يوم الخميس.

کما اصدرت قوى الامن الداخلي الايراني بيانا تعهدت فيه بالقبض على الضالعين في حادث جابهار الارهابي.

واعلن المتحدث والمسؤول عن العلاقات العامة في الحرس الثوري العميد رمضان شريف عن ملاحقة المتورطين بالحادث الارهابي لمدينة جابهار مؤكدا انهم سيلقون اشد العقاب .

واضاف العميد رمضان شريف، إن الجماعات الإرهابية ترتبط بشكل أساسي بالأجهزة الأمنية الخارجية وتسعی دائما لنشر الفوضى وضرب الامن والاستقرار في المناطق الحدودية.

واشار في جزء آخر من تصريحاته الى التهديدات الأمريكية ضد إيران، وأضاف: إن المخططات العسكرية والمدنية الأكثر تعقيدا لامريكا ضد الشعب الإيراني قد باءت بالفشل، وإن الرد الحاسم والمستمر للشعب وقائد الثورة الاسلامية وقواتنا المسلحة، هو اننا قادرون على الدفاع عن مصالح وجغرافية بلادنا.

يذكر ان محاولة العبث بأمن ايران تضع السعودية تحت الضوء لاسيما بعد التهديد الذي وجهه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بنقل المعركة الى ايران في ايار/ مايو من العام الفائت.

والعداء السعودي ضد ايران باتت آثاره واضحة في الهجوم الارهابي الذي نفذه عناصر من جماعة داعش الوهابية على العرض العسكري في اهواز في ايلول/سبتمبر الماضي بتمويل سعودي اماراتي ومساندة اميركية، ما اسفر عن استشهاد وجرح العشرات من المدنيين والعسكرييين، وقبله في أحد مساجد سيستان وبلوشستان.

ان التحرکات السعودية المشبوهة في باکستان حذر منها مسؤولون ايرانيون من قبل، مؤکدين ان السعودية تعمد الی تشجيع الجماعات الارهابية علی تنفيذ العمليات الارهابية داخل الاراضي الايرانية من خلال امدادهم بالمال والسلاح. لکن الحكومة الباكستانية کانت وما تزال تغض الطرف عن هذه الحقيقة، کما أن السعودية وحلفاءها في المنطقة کانوا ومایزالون یتجاهلون ما يصدر من تصريحات عن المسؤولين الايرانييين بشأن رغبتهم في حل الخلافات بين الجيران ومد ید العون لهم ويعربون عن استعدادهم للدفاع عنهم ضد خصومهم اذا ما اقتضی الأمر.

وحول توقيت الهجوم الارهابي الذي استهدف مدينة جابهار يرى مراقبون انه قد يكون محاولة سعودية - اميركية لصرف الانظار عن فضيحة ابن سلمان بقتل خاشقجي، ولفرض مزيد من الضغط على ايران بعد فشل الحظر الاميركي الاخير، وذلك عبر اللجوء الى الخيار الارهابي بالتزامن مع الحملة التي يشنها الغرب على قدرات ايران الدفاعية.

ويرى المراقبون ان حكام الرياض، وخاصة بن سلمان قد حوّلوا السعودية إلى أکبر راعية للارهاب وأداة تنفّذ المصالح والمطامع الأمريكية في المنطقة. وقد بات واضحا اليوم بالنسبة للکثيرين ان السعودية هي مهد الارهاب ومعقله؛ اذ ان الإرهابيين جمیعهم یستوحون اعتداءاتهم من الفكر الوهابي المتشدد، والسعودية باعتراف الکثیرين وحتی بعض حلفائها هي الراعي الأول للأيديولوجية التكفيرية في العالم.

كما يرى الكثير من الأوروبيين اليوم أن الهجمات الدموية التي عصفت ببلدانهم هي نتاج طبيعي لانتشار الوهابية، وبرأي الكثير من النقاد والقادة فإن انتشار الفكر الوهابي في صفوف أبناء القارة الخضراء إنما هو نتاج المدارس الوهابية المنتشرة في أوروبا والتي باتت اليوم بمثابة معسكرات لتجنيد الأطفال قبل الرجال والنساء للقيام بعمليات ارهابية.