تفاصيل اللعبة الأميركية بسوريا..

عندما يهدد جيفري ويسلم ماكينزي بانتصار الأسد

عندما يهدد جيفري ويسلم ماكينزي بانتصار الأسد
الجمعة ٠٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:١٤ بتوقيت غرينتش

ثمة تناقض واضح في الخطاب الأميركي تجاه ماسماه المبعوث الأميركي الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري اقتراحات لدى الرئيس الاميركي دونالد ترامب للدخول عسكرياً إلى سورية، بما فيها الاستراتيجية الأميركية التي طبقت في العراق.

العالم - مقالات وتحليلات

وبين حديث الجنرال ماكينزي الذي رشحه ترامب للقيادة المركزية للجيش الأميركي الذي عد انتصار الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب السورية ليس موضع شك، موضحاً تفوق القوات الحكومية على المعارضة، وحسمها للمعركة الدائرة هناك، وهنا بيت القصيد الذي يمكن البناء عليه وتحليل وتدقيق التوصيف الذي جاء على لسان لافروف بأن الولايات المتحدة تدير لعبة خطيرة في سورية ولاسيما في شرق الفرات.

الأساس في كل التصعيد السياسي الحاصل في الخطاب الأميركي والذي ينفي أي نيات أميركية للتصعيد على قاعدة المواجهة العسكرية في سورية ينطلق من نقطتين رئيستين:

الأولى: أن الأميركي يدرك أن أي تطبيق لذات الاستراتيجية التي طبقت سابقاً في العراق، هو بمثابة الانتحار السياسي والعسكري، ولاسيما ان الأميركي لم يخرج منتصرا في معركته مع العراق، بل تعرض لسيل من الإذلال والخسائر الفادحة على مدى سنوات، ولاتزال اللعنة تلاحق كل القيادات التي أدارت تلك الحرب.

الثانية: أن أي تعويل أميركي على إعادة تثقيل الورقة الكردية في الشمال السوري، وإحياء حضورها لوجستياً، هو أيضاً بمثابة التعويل الخاطئ والحسابات الخاطئة، الذي سيُمنى بهزيمة أخرى مجدداً، ولاسيما أن مثل هكذا خطوة لا يمكن أن تجاري مستوى الردود التي سيبديها تحالف دمشق الذي أثبتت سنوات الحرب مدى صلابته وجوهره البنيوي الاستراتيجي، ولاسيما أن تعزيز الثقل الكردي سيعزز تحالف دمشق بانضمام مؤكد لأنقرة لمواجهة العدو الكردي التاريخي.

إذاً ما الذي يريده الأميركي من كل التصعيد الحاصل؟ الجواب يكمن في كلام مكينزي نفسه عندما اوضح أن الهدف الرئيسي لموسكو هو الوصول لسورية مستقرة وجني المكاسب الاقتصادية من إعادة الإعمار، وتثبيت موطئ قدم في البحر المتوسط وتقديم نفسها كبديل قابل للحياة عن الزعامة الأميركية، مضيفاً أن سوريا استطاعت أن تظهر الحضور الروسي من خلال المشاركة في محاربة الإرهاب، من هنا نفهم حديث جيمس جيفري عن مهلة حددها الجانب الأميركي حتى منتصف هذا الشهر ونسف مساري أستانة وسوتشي في إشارة للهدف الأميركي الرئيس في اقتسام الرؤية السياسية للحل في سوريا، وتظهير نفسه أي الأميركي كشريك في الانتصار على الإرهاب.

دعوة الجانب الروسي لضرورة الاسراع في معاودة عقد القمة الرباعية التي جمعت فرنسا وألمانيا وتركيا وروسيا مسبقاً في اسطنبول، هي رسالة لمواجهة الجديد الأميركي، والكرة تبقى في الملعب الروسي الذي وحده يستطيع أن يحدد ماهية المرحلة القادمة وشكل ومضمون الصيغ السياسية للملف السوري.

محمد بكر/ كاتب صحفي ومحلل سياسي فلسطيني