نقاش في الجزائر حول مصير كرسي الرئاسة

نقاش في الجزائر حول مصير كرسي الرئاسة
الجمعة ٠٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:١٨ بتوقيت غرينتش

يعتبر خيار تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر، المقررة عمليا أبريل / نيسان القادم، واحد من السيناريوهات المطروحة، في ظل استمرار الغموض في أعلى هرم السلطة بشأن المرشح الذي ستخوض به غمار الانتخابات القادمة، كما أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يبد أيضا أي تلميح عن ترشحه لولاية رئاسية خامسة أم لا، رغم اتساع دائرة مؤيدي ترؤسه الجزائر للمرة الخامسة على التوالي.

العالم - الجزائر

وفاجأ رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، المقرب من دوائر السلطة في البلاد، عمار غول بحديثه عن إمكانية تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية القادمة إلى موعد لاحق.

وأطلق “حزب تجمع أمل الجزائر” العضو في التحالف الرئاسي المشكل من أربعة أحزاب”، دعوة لعقد “ندوة وفاق وطني يشرف عليها بوتفليقة قبل موعد الانتخابات الرئاسيات القادمة تحمل عنوان ” الإجماع الوطني لبناء جزائر جديدة”، تشارك فيها كل الطبقة السياسية والمجتمع المدني والنقابات والشخصيات والخبراء، تنظمها الدولة تحت الرعاية السامية والإشراف المباشر لرئيس الجمهورية”.

وقال عمار غول الوزير المخضرم الذي غادر الحكومة الجزائرية عام 2016 بعد 15 عاما قضاها في التجوال بين عدة قطاعات وزارية، إن هذه الندوة ستكون فضاءا سياسيا هاما لوضع حد للصراعات التي تهدد الدولة الجزائرية.

واتهم غول، أطراف رفض الكشف عن هويتها بتشكيل فضاءات لتعكير صفو الجزائر، ويشير إلى أن ” البعض من أجل مصلحة عصب يريد تفجير البلد، والآن قلنا كفى، نريد أن يخرج الجميع من الدوائر الضيقة ويحضر الندوة الوطنية ويطرح أفكاره “.

وأوضح رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، أن هذه المبادرة لم تطلق من فراغ، وقال ” نحن لا ننطلق من فراغ، وهذه الندوة أكثر أهمية من الرئاسيات المقبلة، لأن الرئاسيات محطة ثانوية مقارنة بالمبادرة، وأفضل أن تكون قبل الرئاسيات، في علاقة بالصعوبات والتطورات الشائكة، سعيا لطي صفحة العداوات والتراشق، وتحقيقا للحصانة من التهديدات الداخلية والخارجية”.

وبخصوص تأجيل ملف رئاسيات 2019، قال عمار غول المقرب من دوائر السلطة في البلاد، “لا مشكلة في تأجيل الرئاسيات “.

وتتطابق هذه التصريحات مع دعا إليه زعيم إخوان الجزائر، عبد الرزاق مقري، الذي دعا في تصريح صحفي “الحكام والسياسيين والعقلاء إلى كلمة سواء، تعقلوا ولا تغامروا بالجزائر، تعالوا إلى الحوار، تعالوا وإذا تطلب الأمر مزيدا من الوقت للوصول إلى حل وتحقيق التوافق، فلتؤجل الانتخابات الرئاسية لفترة نتفق فيها. لا تسيروا بنا في هذه الانتخابات إلى المجهول”.

وقال مقري “يبدو إنه لا وجود لولاية رئاسية خامسة، فلا القوى الموالية قادرة على التوافق فيما بينها على مرشح واحد ولا المعارضة باستطاعتها الدخول في المنافسة الانتخابية في ظل هذا الغموض وغياب الضمانات “.

ونفى رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحي، في وقت سابق وجود أي سيناريو لتأجيل الانتخابات الرئاسية، وقال المتحدث في تصريح صحفي إن ” الانتخابات الرئاسية ستقام في موعدها في شهر أبريل / نيسان من العام القادم “.

ويتوقع متتبعون للمشهد السياسي، إن هناك احتمال كبير لتأجيل الانتخابات الرئاسية القادمة في ظل الصراع القائم حول مرشح السلطة، فالرسالة التي بعث بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الرأي العام عبر منبر اجتماع للحكومة والولاة، عن دوائر تستهدف استقرار البلاد مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، ولم يوضح الرئيس طبيعة تلك الدوائر أو من يقف خلفا، وما إذا كان يقصد المعارضة السياسية أو الأجنحة المتصارعة داخل السلطة على خلافته.

ويعتقد كثير من الفاعلين في الشأن السياسي في الجزائر أن تأجيل الانتخابات الرئاسية سيضع البلاد في مأزق دستوري كبير ومن الأفضل لها الحفاظ على المواعيد السياسية في وقتها، لأن في نظرهم العودة إلى المرحلة الانتقالية سيتبع بقرارات اقتصادية خطيرة قد تعود بالبلاد إلى الماضي.