نوافذ.. تزايد حالات الطلاق في المجتمعات العربية – الجزء الثاني

الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٤٠ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) ‏09‏/12‏/2018 – تفتح هذه الحلقة من برنامج "نوافذ" نافذة على أزمة اجتماعية تشكل خطراً على مجتمعنا العربي وهي أزمة الطلاق.

العالم – نوافذ
مودة تخبو وحب يزول ومشاعر تنهار.. حلم سعادة اندثر مع أبغض الحلال، فآية "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" غيبت فتهاوت المودة وتلاشت السكينة وانفك ارتباط لا روح فيه ولا وئام ولا انسجام.. هو الطلاق، الحل الأنجع في ظل انهيار الثقة وتفاقم الخلافات واستنفاذ محاولات الصلح كافة.
لكن ما يثير الريبة ويدعو إلى الاهتمام ارتفاع نسب الطلاق في المجتمعات العربية.. ارتفاع مطرد يكشف عن ظاهرة خطرة إهمالها يعني خلخلة في نسيج الأسرة وفصماً لعراها وتفكيكاً لأواصرها وتدميراً لبناه.. ظاهرة تترافق ونزوعاً إلى عيش حياة مستقلة.. نزوعاً إلى الفردية والراحة الشخصية في ظل سيطرة منظومة أفكار تغاير مفاهيم هذه المجتمعات وقيمها وتفتح الباب لبدائل من مساكنة وعلاقات حرة دخيلة.. فما أسباب نسب ارتفاع الطلاق في المجتمعات العربية وكيف السبيل إلى معالجتها أو الحد منها؟
وتقدم الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ جعفر عساف توصية إلى المحاكم الشرعية بتخصيص غرف نفسية واجتماعية للمداولة بين الأزواج، لافتاً إلى أن: هناك تسرع في إيقاع الطلاق، ولعله سبب في كثرة حالات الطلاق في يومنا هذا، لكي ندرس حالة الطلاق، ومن خلال ذلك لا شك بأننها سننجح في كثير من الحالات ونخفف منها.
وفي جانب آخر أشار إلى أن غالبا ما يكون الجهل وقلة الدين الصحيح الذي يفرض على الإنسان المعاملة الصحيحة والخلق والرحمة والمودة السبب في حدوث الطلاق.
كما أكدت رئيسة لجنة المرأة في نقابة المحامين في بيروت أسماء داغر إلى أهمية وجود هكذا غرف، وقالت إنها: مهم جداً أن تكون هناك غرفة متخصصة لمعالجة القضية، وتقريب وجهات النظر بين الزوجين قبل اللفظ بحكم الطلاق، مثلما هو معمول في بعض القضايا المدنية، حيث أن أكثر القضاة قبل أن ينهوا الجلسات للذهاب إلى الحكم يجمعوا الطرفين ليقربوا وجهات النظر للحل الحبي، ويجب أن تكون الغرف بإشراف أخصائيين نفسيين ومعالجين نفسيين لوضع اليد على المشكلة بحد ذاتها.
وخلصت إلى القول: التوصية التي أوجهها لزوجين على أبواب الطلاق أن يترووا كثيرا قبل أن يلجأوا إلى الطلاق، مهما كانت العصبية وعدم التفاهم والمشكلة، بأن يجلسوا بحالة السكينة ويراجعوا حساباتهم.
وأكدت على ضرورة أن تنظم المحاكم الشرعية والروحية هذه الغرف بصفة رسمية وأٍساسية وليس استثناءاً، وأن تكون داخل المحاكم الشرعية غرف مخصصة بعلم النفس ومساعدة اجتماعية لمراقبة هذه الحالات.
ونوه أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية د.نصيف نعمة إلى أنه و: قبل أن نصل إلى المحكمة يفترض أن يكون هناك تفريغ نفسي بين الرجل والمرأة، أن يتفاهموا مع بعضهم البعض، والأمر الثاني هو أن يحسنوا الإصغاء بطريقة حكيمة وواعية ليحلوا جزءاً كبيراً من هذه المشكلات، المهم أن يفهموا حقيقة واقعهم، وأن يقدم الشخص نفسه بالصورة الواقعية التي عايشها في حياته عملياً وتطبيقياً، ويجب أن نعترف بواقعنا.
وأكد على ضرورة معالجة هذه المشكلات بطريقة سوية وحكيمة وجدية ومباشرة من قبل الزوج والزوجة.
هذا بينما لفتت الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والاستاذة في الجامعة اللبنانية د.بشرى قبسيي إلى نقطة مهم وهي أن "العيب الاجتماعي" بخصوص الطلاق قد سقط مبدئياً، مبينة أنه هذه: هي ظاهرة انتشرت أن المرأة المطلقة التي كانت ترجم في القديم، لكن الآن الكثير من المطلقات قدرن أن يثبتن أنهن قادرات على أن يحملن هذا اللقب بجدارة وبشرف وكرامة، فبيضوا صفحة المطلقة.
وخلصت إلى القول إن الشخصين الذين يقدمان على الطلاق إنما هم يدمروا مؤسسة أسرية بسكانها، ما يحملهما مسؤولية أمام الأطفال والمجتمع.
للمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق..

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3941656

كلمات دليلية :