عملية عوفرا.. الفصائل تبارك والاحتلال يستبيح الضفة

عملية عوفرا.. الفصائل تبارك والاحتلال يستبيح الضفة
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٤٥ بتوقيت غرينتش

صبيحة عملية "عوفرا" شرق مدينة رام الله، التي أدت لإصابة 11 مستوطنا بينهم حالة خطيرة، شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة اعتقالات ومداهمات واسعة ضد الفلسطينيين في انحاء الضفة الغربية المحتلة. الفصائل الفلسطينية باركت عملية إطلاق النار واكدت انها تشير إلى حضور المقاومة في الضفة المحتلة رغم محاولات استئصالها. وفي خطوة استفزازية اقتحم آلاف المستوطنين، عدة مناطق أثرية ودينية بالضفة.

العالم - فلسطين

وأفادت مصادر محلية، أنّ جيش الاحتلال اعتقل أكثر من 20 مواطناً، خلال حملة مداهمات بمناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس.

وأغلق جيش الإحتلال الاسرائيلي، جميع الطرق المؤدية الى مدينتي البيرة ورام الله بشكل كامل ومنعت الفلسطينيين من المرور، في أعقاب العملية التي وقعت قرب بلدة سلواد شرق رام الله، وأعلن الاحتلال المنطقة قرب مستوطنة "عوفرا" التي وقعت فيها حادثة اطلاق النار منطقة عسكرية مغلقة. فيما اقتحمت قوات كبيرة من الاحتلال بلدة سلواد، بحثا عن منفذي العملية الذين تمكنوا من الانسحاب من المكان بسلام ، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز والصوت.

وكشفت مصادر فلسطينية واسرائيلية أن هناك ترجيحات لدى جيش الاحتلال وجهاز الشاباك بأن يكون المطارد أشرف نعالوة وراء عملية اطلاق النار قرب مستوطنة عوفرا المقامة على أراضي رام الله.

وتطارد قوات الاحتلال الاسرائيلية أشرف نعالوة بعد تنفيذه عدد من العمليات الناجحة ومنها عملية إطلاق نار في المنطقة الصناعية بمستوطنة أرئيل شمال الضفة الغربية المحتلة وهو ما اثار غضب الصهاينة الذين عجزوا عن الامساك به وذلك لقدرته على التخفي والمناورة منفرداً، واصبح نعالوة هاجساً مرعباً لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ويثير بقاءه حراً طليقاً المخاوف لدى الاحتلال خشية تنفيذه عمليات أخرى

حركة حماس رحبت بالعملية الفلسطينية وأشارت إلى أنها تؤكد أحقية الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، مشددة على أن مقاومة الاحتلال حق ثابت للشعب الفلسطيني حتى تحرير كامل أرضه.

وقالت حماس في بيان "إن الضفة تأخذ اليوم زمام المبادرة في مقاومة الاحتلال، والرد على اعتداءاته المستمرة بحق أبناء شعبنا، حيث جاءت عملية إطلاق النار البطولية على مجموعة من جنود الاحتلال قرب مستوطنة عوفرا في رام الله؛ تأكيدًا على حق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال، في الوقت الذي حاول فيه الاحتلال وبالتعاون مع الإدارة الأمريكية تجريمها".

وأضاف البيان: "العملية تشير إلى حضور المقاومة في الضفة المحتلة رغم محاولات استئصالها المستمرة، كما تدلل على قدرة المقاومة على إيلام العدو واختراق تحصيناته في أكثر مواقعه الأمنية حساسية".

وتابعت حماس: "إن سواعد المقاومين الأبطال في الضفة تعبر عن تجذر روح المقاومة في أبناء شعبنا، والتي لن تنطفئ جذوتها إلا بإيقاف العدوان الإسرائيلي المتواصل على مقدساتنا وأبناء شعبنا، وحتى دحر الاحتلال عن كامل أرضنا".

حركة الجهاد الإسلامي، وعلى لسان ناطقها الإعلامي مصعب البريم، قالت إن الحركة تبارك عملية عوفرا، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يمنحا المستوطنين أي فرصة للعيش بأمن أو استقرار على الأراضي المحتلة".

من جهتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن العملية وجهت رسائل قوية للاحتلال، بأن المقاومة حاضرة ومستمرة. وأوضحت الجبهة أن تنفيذ العملية تزامنا مع ذكرى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987 لها دلالات هامة؛ وأن "المقاومة الفلسطينية ضاربة جذورها في الأرض وليست عفوية أو ردة فعل، بل هي سيرورة تاريخية مستمرة تأتي في إطار الصراع التاريخي المفتوح والشامل مع هذا العدو، والأسلوب الناجع في استنزاف العدو والرد على جرائمه".

وأضافت الجبهة أن هذه العملية جاءت ردا منطقياً على استراتيجية حرب الإرهاق اليومية التي ينتهجها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وخصوصاً في الضفة المحتلة من اعتقالات وتغول استيطاني وإغلاق قرى ومدن الضفة وتدمير البيوت، والهادفة إلى تدمير وإلغاء وجود الشعب الفلسطيني وخلق أمر واقع جديد على الأرض.

بدورها أوضحت لجان المقاومة الشعبية، أن "عملية رام الله ضد قطعان المستوطنين تؤكد أن المقاومة خيار شعبنا البطل، وطريقه الأنجع لكنس الاحتلال والاستيطان".

وفي خطوة استفزازية اقتحم أكثر من 7 آلاف مستوطن، فجر اليوم الإثنين، عدة مناطق أثرية ودينية في الضفة الغربية المحتلة، تحت حماية أمنية مشددة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا فيها طقوسًا تلمودية وحفلات رقص صاحبها موسيقى صاخبة.

وأفاد موقع "مفزاك لايف" العبري، بأن قرابة الـ 7500 اقتحموا حلحول والسموع والمسجد الإبراهيمي في الخليل، وقبر يوسف شرقي نابلس. وقال الموقع العبري، إنه عُثر في منطقة قبر يوسف على قنبلة أنبوبية من صنع محلي، تم إبطال مفعولها من قبل خبراء المتفجرات في الجيش دون وقوع إصابات أو أضرار. وأشار إلى أن قوات الاحتلال تعرضت لإلقاء حجارة وزجاجات حارقة خلال اقتحامها محيط قبر يوسف فجر اليوم.

وذكرت مصادر فلسطينية في مدينة نابلس، أن عدة حافلات تقل مئات المستوطنين، وصلت إلى المنطقة الشرقية من نابلس؛ قبل أن تندلع مواجهات قرب مدرسة قدري طوقان وشارع عمان ومحيط قبر يوسف والمدخل الشمالي لمخيم بلاطة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة عشرات الشبان الفلسطينيين بالاختناق. وأفاد المركز الفلسطيني للاعلام أن قوة راجلة اقتحمت حي الضاحية من النقطة العسكرية في جبل الطور، فيما اقتحمت عدة دوريات شارع عمان قادمة من حاجز بيت فوريك عبر شارع الحسبة. وقال شهود عيان إن عشرات الشبان أغلقوا شارع عمان بالإطارات المطاطية المشتعلة، وتصدوا لقوات الاحتلال، واندلعت مواجهات عنيفة امتدت حتى المدخل الشمالي لمخيم بلاطة، وتم اعتقال أربعة شبان.

كما اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم شارع سفيان وسط نابلس، ومنطقة وادي التفاح غربي المدينة، واندلعت مواجهات عنيفة بينها وبين عشرات الشبان، تخللها إطلاق الأعيرة المعدنية وقنابل الصوت والغاز.