مشاورات السويد.. ومماطلة وفد هادي في الملفات الرئيسية

مشاورات السويد.. ومماطلة وفد هادي في الملفات الرئيسية
الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٣٢ بتوقيت غرينتش

المشاورات التي تجرى في السويد بين الوفد الوطني اليمني ووفد الحكومة المستقيلة، برعاية الامم المتحدة تمخضت عن اتفاق لتبادل لوائح اسرى الطرفين والتي تضم أسماء نحو 15000 الف أسير. فيما استبعد وفد حكومة المستقيل عبد ربه منصور هادي التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن خلال الجولة الحالية من المشاورات.

العالم – تقارير

تبادل وفد صنعاء والحكومة المستقيلة المدعومة من قبل تحالف العدوان السعودي الاماراتي، قوائم الأسرى والمعتقلين في المشاورات اليمنية في ريمبو بالسويد، في حين أعلن رئيس لجنة الأسرى بوفد صنعاء أنه سيكون إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في 20 يناير/كانون الثاني القادم.

وكان رئيس الوفد الوطني رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام قد أفاد، أنه تم طرح موضوع الإفراج عن كل الأسرى لدى الجيش واللجان مقابل الإفراج عن كل الأسرى الموجودين في سجون العدوان، وأن الوفد الوطني بانتظار تقديم دول العدوان لكشوفات بالنسبة لأسماء كل الأسرى الموجودين عندهم.

وأشار إلى أن تصعيد العدوان في مختلف جبهات القتال يثبت عدم جدية قوى العدوان ومرتزقتهم للذهاب لحلول تخدم الشعب وأن التصعيد ينعكس بشكل سلبي على طاولة المفاوضات.

هذا وبدوره، استبعد العضو في وفد حكومة هادي، عسكر زعيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن خلال الجولة الحالية من مشاورات السويد في وقت تبادل الجانبان لوائح أسماء 15 الف أسير عبر المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث والصليب الاحمر الدولي تمهيدا لبدء تطبيق اتفاق تبادل السجناء بينهما.

الوفد الوطني اليمني قدم لوائح أسرى ضمتْ نحو سبعة آلاف اسم، فيما قدم وفد الرياض اكثر من ثمانية الاف وخمسمائة اسم إلى المبعوث الدولي والصليب الأحمر، تضمنت أسماء أسرى ومعتقلين من تنظيم القاعدة وجماعة داعش الوهابية حسب مصادر مقربة من المشاورات.

واشار المصدر الى ان بعض الأسماء تعود لمعتقلين مطلوبين للأجهزة الأمنية من فترة حكم هادي واعتقلوا لتورطهم بأعمال إرهابية في ذلك الوقت.

مصدر سياسي اشار الى أن تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين سيتم خلال خمسة وأربعين يوما، واضاف أن الوفدين لديهما فترة أسبوعين لدراسة الملفات والتحقق من الاسماء وأوضاع الأشخاص المعنيين، وهناك أسبوع آخر لتقديم الملاحظات وأسبوع رابع للرد على ملاحظات الطرف الآخر.



المصادر اكدت ايضا ان عملية التبادل ستتم على مراحل في مطار العاصمة صنعاء الخاضع لسيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية، ومطار مدينة سيئون الخاضعة لسيطرة دول العدوان السعودي واتباع المستقيل هادي، في عملية تشرف عليها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ويخوض الطرفان منذ الخميس الماضي مشاورات في السويد هي الاولى منذ عام الفين وستة عشر في مسعى لوضع أطر تمهّد الطريق لانهاء الحرب على اليمن. ومن المقرر ان تستمر المشاورات حتى الخميس 13 كانون الاول ديسمبر.

واكد عضو الوفد اليمني الوطني المفاوض الى السويد حميد عاصم، ان المشاورات مستمرة في السويد من اجل فتح ممرات انسانية لاغاثة المدن التي تتعرض لحملة شرسة من مليشيات تابعة لهادي، وهناك تفاهم حول تجنيب الحديدة وتعز ومناطق اخرى من الصراع الدموي، ولكن اكد انه ليس هناك اي صياغة لمشروع اتفاق.

واضاف عاصم: ان ابناء الحديدة يعانون من الجوع والفقر نتيجة الحصار الجوي والبحري والبري من قبل تحالف العدوان السعودي الاماراتي.

واكد، ان الامم المتحدة قدمت مشروع مبادرة حول موضوع مدينة الحديدة ومينائها، مشيراً الى ان وفد هادي مازال يماطل ولم يعط رأيه فيها، خاصة ما يتعلق بعملية الانسحاب والادارة على ميناء الحديدة ومينائي تعز وحجة.

اكد رئيس الرصد الديمقراطي عبد الوهاب الشرفي، ان الجانب الانساني الى حد الان هو الغالب على مفاوضات السويد لحل الازمة اليمنية، وان الجانب السياسي لم يتم يتطرق بعد لحد الان على الاطلاق.

وقال الشرفي: اما بخصوص الجانب العسكري فهناك محاولات اختزاله في مدينتي الحديدة وتعز، بينما كان المفترض والذي هو حق اساسي للملف اليمني النظر في قضية وقف اطلاق النار او ايقاف الحرب بشكل كامل.

واوضح، انه حتى في المسائل الانسانية لم يتم بحثها بشكل سليم للخروج بحل ينصف التراكم الانساني الذي اصبح يهدد استمرار المعارك، مؤكداً ان قوى العدوان السعودي الاماراتي تتهرب من الواقع وتستمر بالضربات الجوية خاصة على مطار صنعاء الذي يستخدم للاغراض الانسانية كما هو الحال مع مطار الحديدة.

وفي سياق متصل، رحب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالتفاهمات الأولية للمحادثات اليمنية الجارية في السويد، معربا عن دعمه بقوة استمرار المحادثات بين اليمنيين للوصول إلى توافقات نهائية وملزمة.

وجاء في تغريدة ظريف: ترحب إيران بالاتفاقات الأولية بين الأطراف اليمنية في ستوكهولم تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة، وتؤيد بقوة استمرار المحادثات لتحقيق الاتفاقات النهائية بشأن جميع القضايا. لقد مضى وقت جيد على المعتدين الأجانب لإنهاء غاراتهم وجرائمهم ضد الإنسانية.

وتبحث المشاورات، التي يقودها المبعوث الأممي على اليمن مارتن غريفيث، منذ الخميس الماضي، ستة ملفات، هي إطلاق سراح الأسرى، القتال في الحديدة، البنك المركزي، حصار مدينة تعز، إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، ومطار صنعاء المغلق.

وهذه الجولة هي الخامسة من المشاورات بين الفرقاء اليمنيين، التي بدأت جولتها الأولى والثانية بمدينتي جنيف وبيل السويسريتين (2015)، والكويت (2016)، تلتها جولة رابعة فاشلة في جنيف (سبتمبر/أيلول 2018). وتحظى هذه الجولة بدعم دولي كبير، وقال غريفيث إن هناك جهدا ودعما دوليين لنجاح هذه المشاورات وحل أزمة اليمن.