قضية مقتل خاشقجي مرشحة للتصعيد لهذا السبب..

قضية مقتل خاشقجي مرشحة للتصعيد لهذا السبب..
الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

الدعم الاميركي للسعودية شيء لايختلف عليه اثنان، فالمملكة احد اذرع الولايات المتحدة في المنطقة وعن طريقها تمرر اجنداتها وهذه الاهمية اكتسبت بعدا جديدا بعدما تولى محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية لانه مستعد ان يدفع كل ما لديه في سبيل الحصول على العرش كما انه يوصف بعراب التطبيع مع الكيان الصهيوني.

العالم- السعودية

حين تولى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، مهام عمله، كانت السعودية أول وجهة يجري لها أول زيارة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة، وأعاد استئناف بيع الأسلحة الى السعودية والتي كان قد علقها سلفه باراك أوباما. ومن المعروف أن السعودية هي إحدى الدول المفضلة لترامب، لكن أن السعودية كونها محبوباً لدى ترامب أو الولايات المتحدة، بشكل عام، قد لا يكون أمرا جيدا دائماً. فعندما يكون بلد محبوبًا لدى الولايات المتحدة، فإن واشنطن لا تعتبره شريكًا متساوياً بل تجعله دائما يشعر بالدونية. هذه الدونية ظهرت في خطابات ترامب التي قال فيها إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لن يدوم في السلطة لمدة أسبوعين بدون الدعم العسكري من الولايات المتحدة.

ولكن العلاقات الاميركية السعودية اخذت منحى اخر بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول على يد فريق اغتيال تقول كل المؤشرات والدلائل ان محمد بن سلمان هو من امر بارتكاب هذه الجريمة.

هذه الدلائل هي التي دفعت الاعلام الاميركي لتوجيه الاتهام مباشرة الى ابن سلمان فيما سعى الساسة في مجلس الشيوخ والنواب الاميركي وراء استصدار قرار يندد بولي عهد السعودية فيما يتعلق بمقتل خاشقجي.

وعبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الديموقراطي بوب كوركر عن اعتقاده بإمكانية موافقة المجلس لهذا القرار، مشيرا إلى أن زعيم الأغلبية ميتش مكونيل بين المشاركين فيه.

وقال السناتور الديمقراطي "نأمل أن نصوت بقوة كبيرة للغاية على قرار يندد بولي العهد".

والحقيقة انه إذا وافق مجلس النواب أيضا على هذا القرار فسيتم إرساله إلى البيت الأبيض ليوقع عليه ترامب أو يرفضه.

هذا ولم يُنشر بعد محتوى هذا القرار وبالتالي لم يتضح ما إذا كان سيؤدي إلى عقوبة محددة ضد ولي العهد السعودي أو المملكة، أكثر من كونه مجرد بيان تنديد، إلا أن السناتور بوب كوركر صرح بأن القرار يشبه إلى حد بعيد قرارا قدمه الأسبوع الماضي السناتور الجمهوري لينزي غراهام وعدد من الجمهوريين والديمقراطيين، نددوا بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وبشكل منفصل، قال مساعد في مجلس النواب إن مديرة المخابرات المركزية جينا هاسبل ستطلع زعماء المجلس ورؤساء لجان الأمن القومي على الوضع بشأن قضية خاشقجي خلال جلسة مغلقة يوم الأربعاء.

وعلى النقيض كان الرئيس الترامب يعزف على وتر الدعم الكامل لابن سلمان حيث اكد في مقابلة مع رويترز الثلاثاء، عن دعمه للامير السعودي على الرغم من تقييم وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) الذي يفيد بأنه أمر بقتل الصحفي خاشقجي ومناشدات من أعضاء بمجلس الشيوخ له بالتنديد بحاكم المملكة الفعلي. كما رفض ترامب التعليق على ما إذا كان الأمير محمد متورطا في القتل، لكنه أوضح دعم له منذ مقتل خاشقجي قبل أكثر من شهرين.

وقال ترامب في المقابلة بالبيت الأبيض: "هو زعيم السعودية. وهي حليف جيد للغاية".، مؤكدا دعمه للمملكة يعني دعمه للأمير محمد بن سلمان.

وبالرغم ان مصادر مقربة من الديوان الملكي السعودي أبلغت رويترز أن بعض أفراد العائلة الحاكمة في السعودية يسعون سعيا حثيثا لمنع الأمير محمد من أن يصبح ملكا، وأنهم يعتقدون بأن الولايات المتحدة وترامب قد يلعبان دورا حاسما في ذلك الأمر، الا ان ترامب قال: "لم أسمع بذلك تماما... بصراحة لا يمكنني التعليق عليه؛ لأنني لم أسمع به على الإطلاق. في حقيقة الأمر إذا كان وصل لمسامعي شيء فهو أنه متمكن من السلطة".

وكما هو المعروف فان سر دعم ترامب لولي العهد السعودي هو علمه باستعداد ابن سلمان لدفع الجباية الى واشنطن للحصول على العرش كما انه احد الزبائن الكبار للسلاح الاميركي مما يدر المال على الخزائن الاميركية ومن ثم يقوي رصيد ترامب الانتخابي، كما ان السعودية احد ركائز امريكا لتسريع التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الذي كان سابقا يتم في سرية لكنه اخذ منحى عمليا خاصة ان ولي العهد السعودي صديق مقرب لجاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الاستراتيجية.

كوشتر وفي مقابلة نادرة القناة المحببة لترامب مع "فوكس نيوز"، دافع عن ابن سلمان، مقللا من تقييم وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" حول ضلوع ولي العهد السعودي في جريمة اغتيال خاشقجي.

ويتعرّض كوشنر لانتقادات كبيرة ودعوات للتحقيق معه؛ إثر استمراره في إجراء محادثات مع ابن سلمان ، كما سبق أن نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت الماضي، تقريراً أكّدت فيه أن الاتصالات بقيت مستمرّة بين بن سلمان وكوشنر، وأن الأخير قدّم النصائح لولي العهد في كيفية التغلّب على عاصفة خاشقجي، وحثّه على حل نزاعاته بجميع أنحاء المنطقة لتجنّب المزيد من الإحراج.

وفي هذا السياق قال الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان: "ليس هناك أسوأ مِن قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي إلا أن يكون جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، هو كبير المحامين للدفاع عن الأمير محمد بن سلمان ولي العَهد السعودي، فيها، فنسبة كبيرة من مصائب ولي العهد السعودي تعود في رأيِنا إلى علاقته الشخصية القويّة مع هذا "الصهر"، والاستماع إلى نصائحه، خاصة تلك المتعلقة بتبني "صفقة القرن"، ومحاولة تسويقها كحل للقضية الفلسطينية، وإنفاق مئات المليارات على شراء صفقات أسلحة والاستثمار في أمريكا".

ويقول الخبراء ان هناك احتمالا كبيرا ان تشهد قضية خاشقجي بعد عطلة اعياد الميلاد تصعيدا كبيرا خاصة ان سيناتورات امريكا مصممون على توضيح الحقيقة فهل سيفلح ترامب في الاستمرار في دعمه ام انه سيستلم لضغط الساسة؟