بعد إحتجاجات فرنسا.. هل"الربيع البريطاني"على الطريق؟!

بعد إحتجاجات فرنسا.. هل
الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٢٦ بتوقيت غرينتش

بعد أن عمت الإحتجاجات الدموية فرنسا، وفي ظل أزمة خروج بريطانيا المقرر من الاتحاد الأوروبي، فازت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأكثرية 200 صوت مقابل 117 برئاسة حزبها مرة أخرى لتبقى في منصبها، لكن المعارضة تقول ان "حياة المواطنين البريطانيين وسوق العمالة والاقتصاد البريطاني في خطر".

العالم-تقارير

التصويت الذي أجراه نواب حزب المحافظين البريطانيين، أطلقه ضدّ رئيسة الوزراء 48 نائباً من حزبها لحجب الثقة عنها، أي 15% من الكتلة.

وكانت ماي استبقت هذا التصويت بإعلانها عزمها على الانسحاب من الحكم قبل الانتخابات التشريعية المقبلة في العام 2022.

وجاء طرح مذكرة حجب الثقة بماي بناء على رسائل بهذا المعنى تقدّم بها عشرات من النواب المحافظين بعد قرار رئيسة الوزراء تأجيل التصويت على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي أقرّت بأنّها ستخسره.

حزب العمال: حكومة ماي في فوضى

من جهته، صرح زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين بأن حكومة تيريزا ماي في حالة فوضى، ونجاتها من حجب الثقة كزعيمة للحزب المحافظ لن يؤثر على حياة المواطنين.

وقال كوربين في بيان له في أعقاب تصويت الحزب المحافظ على حجب الثقة عن تيريزا ماي، إن "تصويت اليوم لن يؤثر على حياة المواطنين. وقد فقدت رئيسة الوزراء الأغلبية في البرلمان وحكومتها في حالة فوضى وهي غير قادرة على إتمام بريكست، بالشروط التي من شأنها أن تتجاوب مع مصالح البلاد وتدعم سوق العمالة والاقتصاد".

وأضاف زعيم المعارضة البريطانية أنه "من الواضح أن ماي غير قادرة على إجراء مفاوضات حول التعديلات الضرورية (على الاتفاق بشأن بريكست) في أوروبا. وعليها أن تعيد الأسبوع القادم صفقتها إلى البرلمان ليتمكن مجلس العموم من تولي السيطرة على هذه العملية".

احتجاجات فرنسا الدامية

وليس بعيدا عن أزمة بريطانيا، فقد شهدت الشوارع و المدن الفرنسية، الى جانب مدن أخرى أوروبية، احتجاجات دامية واضطرابات عارمة، سموها البعض ب"الربيع الفرنسي"، طالبوا المحتجون فيها، برحيل الرئيس ماكرون وتحسين ظروف المعيشة وإلغاء الضرائب على المحروقات والخروج من الإتحاد الأوروبي.

وقال ماكرون: "أتحمل حصتي من المسؤولية"، وبهذه الكلمات أقر بالمسؤولية أمام الوضع المعيشي المتردي في البلاد وتعهد بسلسلة إجراءات تصبُّ في خانة تعزيز القدرة الشرائية وتقضي برفع الحد الأدنى للأجور 100 يورو اعتباراً من 2019، من دون أن يتحمّل أرباب العمل أي كلفة إضافية، وإلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية اعتباراً من 2019 وإلغاء الزيادات الضريبية على معاشات التقاعد لمن يتقاضون أقلّ من 2000 يورو شهرياً.

أما في الشوارع، فلم يرضِ خطاب ماكرون المتظاهرين، حيث قالوا ".. سنواصل البقاء في الشوارع، كما سنواصل إغلاق الطرقات".

وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من المظاهرات المناهضة للحكومة واحتجاجات "السترات الصفراء" والتي بقيت كـ"نار تحت الرماد"، يسأل المراقبون لماذا تردت الأوضاع ووصلت الأمور الى هذا الحد؟

ويرى بعض المراقبين، الى جانب سوء الإدارة، ربما كانت واشنطن تقف وراء الإحتجاجات المعيشية في فرنسا، لأن باريس تخطط لتشكيل كيان اوروبا الموحد (على سبيل المثال اقتراحها تأسيس الجيش الأوروبي الموحد) لتكون في المسقبل قطبا مؤثرا وذا دور كبير في ادارة النظام الدولي الجديد، وهذا الامر بالطبع لاينسجم مع اتجاهات السياسة الاميركية التي تريد ان تكون متفردة في ادارة العالم.

وبحسب بعض آخر من الخبراء، فانه يجري الحديث الآن الى نقل تجربة السترات الصفراء الى بلدان اوروبية اخرى هي بريطانيا وبلجيكا وهولندا بينما وصفت وسائل اعلام مختلفة التحول الذي فرضته حركة السترات الصفراء بانه سيؤدي الى تسونامي كبير من شانه تحطيم الوحدة الاوروبية.

والسؤال هنا، انه نظراً الى الأزمات السياسية في الحكومة البريطانية وأثرها على الاوضاع المعيشية للمواطنين، بالاضافة الى حالة "الفوضى" التي تعيشها حكومة تيريزا ماي في ظل أزمة بريكست، هل "الربيع البريطاني" على الطريق؟.

*محمد حسن القوجاني