مع الحدث _ شرق الفرات وصراع الارادات على مصيرها - الجزء الثانی

الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٢٤ بتوقيت غرينتش

توعد الرئيس التركي ببدء عملية عسكرية شرقي الفرات في سوريا خلال يومين ضد من سماهم بالارهابيين الانفصاليين ،هو لا يريد استهداف الجنود الاميركيين حسب زعمه، ولكن قابله تحذير اميركي. فما اهداف العملية العسكرية التركية شرق الفرات وهل تحذير واشنطن لاردوغان من القيام بأي عمل عسكري هناك جدي؟

المتابع للشأن التركي الاستاذ خورشيد دللي قال بأنه يجب النظر الى توقيت تصريحات اردوغان فقد جاءت بعد الاجتماع الثالث للجنة التركية الاميركية التي عقدت في تركيا وبعد زيارة المبعوث الاميركي ، وتأتي هنا تصريحات اردوغان لتشير الى ان هذه لاجتماعات لم تؤدي الى نتيجة ، فتركيا طلبت من اميركا ازالة نقاط المراقبة الحدودية التي اقامتها على الحدود السورية التركية وطالبت بإلغاء الدوريات المشتركة على الحدود، وايضا طالبت بخريطة تنفيذ اتفاق منبج حتى النهاية وتركيا لديها ايضا مطالب سابقة وتحاول تطبيق هذا النموذج ششرقي الفرات.
واضاف دللي ايضا بأن كل هذه العوامل وضعت السياسة التركية في ازمة مع الادارة الاميركية نظرا للاجندة القديمة الجديدة التي يملكها اردوغان تجاه المناطق الموجودة شمال سوريا.

وتحدث دللي ايضا عن ان اردوغان لديه تصورات بأن النقاط الاميركية هي لصالح قوات سوريا الديموقراطية وتثبت نفوذ هذه القوات على الارض وتعطي لها شرعية سياسية وتركيا من جانبها لا تقبل بهذا المكون في الخريطة السياسية المستقبلية واردوغان تحت شعار الحرب على الارهاب يريد فرض اجندته السياسية على الازمة السورية ككل وهذا يترجم عبر واقع تركي احتلالي لمناطق واسعة شمال سوريا.

الباحث السياسي علاء الاصفري قال بأن العملية التركية ستتم بالتوافق بين الولايات المتحدة وتركيا وهدفها عدة امور اولها التخفيف من احلام الانفصاليين الاكراد شرقي الفرات وان يكون هناك نوع من التعاون لتشكيل درع بشري يعزل الحدود التركية السورية والانفصاليين الاكراد وهذا يمس الامن التقومي التركي مباشرة دون المس بالجنود الاميركيين ولتحقيق نقل لكل الارهابيين نحو تلك المناطق ليشكلوا مناطق عزل بين تركيا وأي اقليم من المحتمل ان ينفصل هناك.
وأضاف الاصفري بأنه يوجد نقاط حمراء لا يمكن للجيش التركي تجاوزها وتصريحات البنتاغون هي لذر الرماد في العيون فأردوغان مهما حاول ان يختلف مع اميركا الا انه لا يستطيع المساس بأمنها ،مشيرا الى ان العملية مبرمجة استخباراتيا.
وتحدث الاصفري ايضا عن وجود ربط بين عملية شرق الفرات وبين موضوع ادلب والشمال السوري فمن الممكن ان يفقد اردوغان خلال ايام الورقة الاخيرة في الشمال كونه تعهد بتنفيذ اتفاق سوتشي الذي لم ينفذ منه للآن اي شيء لذا فالوقت يضيق عليه ،أما موضوع شرق الفرات فهو زاوية اخرى قد يستطيع اللعب بها لضمان وجوده اقليميا كنفوذ في سوريا.

الكاتب السياسي جواد غوك اعتقد بأن الحكومة التركية قبيل اي انتخابات تقوم بعملية عسكرية ضد ما يجري شمال سوريا كما كان الامر سابقا، فهناك نظرة بأنه الدبابات العسكرية التركية هي التي تشخص مصير صناديق الاقتراع في تركيا ،ومن جهة اخرى فتركيا تأخذ نتائج ملموسة من التعامل مع الجانب الروسي والايراني بخصوص العمليتين العسكريتين السابقتين وبالنسبة لمدينة ادلب ،ولكن بالنسبة لاميركا في مدينة منبج وشمال سوريا شرق الفرات لم نأخذ اي نتيجة ملموسة من التعامل مع الجانب الاميركي لأن هؤلاء لا يتعاونون مع تركيا بهذا الخصوص ولهذا فالحكومة التركية ترى قوات قسد ووحدات الحماية الشعبية كإنفصاليين وما يهم تركيا الان بعد سياساتها الخاطئة هو وحدة الاراضي السورية ولهذا تعتبر ان تقسيم سوريا هو تقسيم لتركيا.
ضيف الحلقة:
المتابع للشأن التركي الاستاذ خورشيد دللي_ بيروت
الباحث السياسي علاء الاصفري – دمشق
الكاتب السياسي جواد غوك – اسطنبول

البقية في الفيديو التالي....

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3951946

كلمات دليلية :