مع الحدث: نتائج محادثات السويد، وتحريض الاعلام السعودي الاماراتي - الجزء الثانی

السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٥٧ بتوقيت غرينتش

ما اهمية نتائج محادثات السويد حول اليمن والعمل الان على تنفيذ مخرجاتها؟ هل فرض وفد صنعاء في المشاورات الحل السياسي خياراً وحيداً لوقف الحرب؟ لماذا تبدو الوتيرة السعودية الاماراتية تحريضية بوجه ما تحقق رغم القبول بالنتائج؟ كيف ستدير الامم المتحدة الجولة التالية بمفاوضات السلام بعد انجاز ستوكهولم؟

اكد الباحث السياسي نسيب حطيط، انه على الرغم من ان الخطوة الانسانية هي التي كانت بارزة في جولة مفاوضات السويد الاولى، الا انه من حيث المضمون تم الاعتراف بحركة انصارالله ومعها الجيش اليمني وفصائل اخرى، انهم فريق الند بدلاً ما كان يوصفوا بالميليشات والمتمردين باعتراف الامم المتحدة والتحالف العربي والدولي، وهم مفاوضون فريقاً يسيطر الميدان اليمني على جغرافيا معينة.

وقال حطيط في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان الامر الذي لفت المراقبون والامم المتحدة هو الاداء المنظم والرائع لوفد صنعاء، بحيث اعطوا صورة مثلما صمدوا وكانوا منظمين في المعطى الاحترافي في الميدان، كانوا ايضاً على المستوى السياسي بشكل احترافي، حيث تكاملت المقاومة العسكرية مع المقاومة السياسية.

واوضح، ان وفد صنعاء بدا انه كان مهيئاً للتفاوض وله حرية القرار انه اثناء الاجتماعات في نفس اللحظة يستطيع ان يأخذ قراراً، بينما وفد الرياض بحاجة الى ان يشاور او يستهمل او يعرقل.

ولفت الى ان الصمود اليمني والشجاعة اليمنية ارغمت التحالف العربي ومعه اميركا والامم المتحدة الى الدخول في المفاوضات، وهذا بمعنى آخر كما قال كيسنجر في احدى كتاباته، ان انصارالله ان لم يخسروا معنى ذلك انهم انتصروا، وبالتالي الجيش اليمني واللجان الشعبية انتصرت لانها ارغمت العدوان على ان يأتي الى الميدان السياسي.

من جانبه، اكد عضو الوفد الوطني اليمني المفاوض عبدالمجيد الحنش، ان وفد الوطني اليمني (وفد صنعاء) استطاع ان يغير نظرة العالم اليه، ودحض الفكرة التي كان يرسمها العدوان سواء عبر آلاته الاعلامية او من خلال المجالس الدولية التي كان يفرض وجوده بقوة، وبالتالي يفرض نقاطه التي يريدها.

وقال حنش: في السويد كانت المسألة مختلفة تماماً، حيث ان الوفد الوطني الذي ذهب من صنعاء، كان شديد التنوع، اي بمعنى انه لا يضم تيار سياسي معين، وانما كان يضم خليط من كل التيارات السياسية الموجودة في الداخل، وهذا نقطة كانت جداً لصالح الوفد بالدرجة الاولى.

واوضح، ان الوفد الوطني استطاع الانفتاح على الاخر بكل القضايا، ما جعل وفد الرياض في عزلة تماماً عن العالم، لانه جاء وفي رأسه انه لا يدعم اي فكرة او عرقلة نجاح اي من الملفات الموجودة التفاوض عليها، مشيراً الى ان الوفد الوطني استطاع لفت الانظار الى ان الوفد الاخر جاء يدار من قبل الرياض ولا يدار من قبل قيادته بالمطلق، فيما وفد صنعاء كان يمتلك التفويض الكامل ويستطيع ان يتخذ القرار في أي لحظة.

واكد حنش، ان الوفد الوطني جاء ليحمل مظلومية الشعب اليمني ويريد ان ينهي الظلم والعدوان عليه، ولذا كان مستميتاً في هذا الجانب ومستعد الى الذهاب الى ابعد مدى في تق ديم التنازلات، باعتبار انه قدمه من اجل انقاذ الشعب اليمني.

بدوره، اعتبر استاذ في الجغرافيا السياسية عماد الدين الحمروني، مفاوضات السويد انتصاراً للشعب اليمني الذي يقاوم الغزو العربي الغربي، موضحاً انه بعد اكثر من ثلاث ونصف استطاعت المقاومة الشعبية اليمنية ان تكون الند بالند وان يعترف بها العالم المتحضر.

وقال الحمروني: ان المنظمات الدولية اصبحت اليوم في كل يوم وكل جريدة وندوة تتكلم عن الوضع في اليمن، مشيراً الى ان هناك العديد من التحركات من المنظمات والنخب الاوروبية الغربية في المانيا وفرنسا وايطاليا، التي تريد انهاء العدوان في اليمن.

واوضح، ان الملف اليمني اصبح اليوم ملفاً هاماً جداً لدى الرأي العام الغربي والاميركي لذلك نجد الضغط الاميركي والاوروبي على من يقوم بتمويل عدوان السعودية والامارات ضد اليمن.

كما اكد ان مزاعم التدخل الايراني دحضها سفير فرنسا السابق، الذي صرح لقناة اعلامية قبل ايام، من انه لا يوجد ولا ايراني واحد على الاراضي اليمنية، وبالتالي هذا الادعاء باطل، ويعلمه الاميركيون والاوربيون.

وبين الحمروني، بان السعوديين والاماراتيين حاولوا التشويش على مفاوضات السويد في الايام الاولى من انطلاقها وتعطيلها في يومها الاول، ولكن تدخل الامين العام للامم المتحدة وممثله في السويد جعل من هذه المفاوضات تستمر وتخرج باتفاقات على الاقل انسانية.

تابعوا المزيد في الفيديو المرفق..

ضيوف الحلقة:

الباحث السياسي نسيب حطيط

عضو الوفد الوطني اليمني المفاوض عبدالمجيد الحنش

استاذ في الجغرافيا السياسية عماد الدين الحمروني

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3953496