"الفورمولا اي".. مبررا لحفلات رقص وفضائح ببلاد الحرمين

الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٤٨ بتوقيت غرينتش

شهدت السعودية، واحدا من أكبر الاحتفالات الموسيقية، أحياه مطربون عالميون وحضره عدة آلاف من الرجال والنساء، بالتزامن مع فعاليات سباق الدرعية ضمن سلسلة سباقات "فورمولا إي" للسيارات الكهربائية، ما اثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي واشعل استياء شعبيا من اختلاط وقع بين الرجال والنساء خلال حفلات الغناء والرقص في ارض الحرمين الشريفين.

العالم - تقارير

انطلقت فعاليات سباق الفورمولا إي 2018، في السعودية، يوم الخميس الماضي، وانتهت امس السبت، شاركت فيها 11 دولة بـ22 سائقاً باستخدام السيارات الكهربائية Gen 2.

لكن هذا الحدث "الرياضي" تحول الى موضوع مثير للجدل في السعودية واشعل مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات والغضب مما جرى فيه من اختلاط في الحفلات بين الرجال والنساء والغناء والرقص في ارض الحرمين الشريفين، ووسط مجتمع محافظ.

وتزامنا مع فعاليات بطولة الفورمولا اقيمت حفلات غنائية صاخبة و"فضائح" في عروض حية شارك فيها مطربون اجانب مثل إنريكي إيغلاسياس لأول مرة برفقة جيسون ديرولو.

واحيا المصري عمرو دياب، لأول مرة في المملكة حفلا غنائيا، إضافةً إلى فرقة بلاك آيد بيز، وديفيد جيتا وفرقة ون ريبابليك.

واستنكر رواد موقع "تويتر" في السعودية، هذه الاحتفالات التي شهدتها مدينة الدرعية في الرياض، ودشن الغاضبون، هاشتاغ #سعوديون_نرفض_الانحلال، الذي تصدر يوم السبت، قائمة الموضوعات الرائجة في السعودية على موقع التغريدات الشهير.

وأبدى النشطاء في السعودية، غضبهم الشديد، موضحين أن التقدم والرقي لا يتحقق بالاختلاط، كما ذكر آخرون أن الدرعية مدينة تراثية وواجهة للسعودية أمام كافة دول العالم.

وشارك بن سلمان بنفسه في هذه الفعاليات، حيث حضر سباق فورمولا، كما حضره ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ونشرت وكالة الأنباء السعودية العديد من الصور لهما.

وتأتي مشاركة بن سلمان واحتفاؤه بالفعاليات التي اعتبرها العديد من السعوديين مرفوضة تماماً، في ظل مطالبات دولية بمحاكمته في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

ويبدو بن سلمان خلال مشاركته غير مكترث بشيء مما يجري حوله، بالتزامن مع مطالبات أمريكية بفرض عقوبات عليه لتورطه بالجريمة، وفق ما أكدت الاستخبارات الأمريكية في عدة تقارير لها.

بن سلمان الذي تؤكد الادلة الاستخباراتية بانه أمر بقتل خاشقجي بقنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، والذي تعلو أصوات المطالبة بالتحقيق معه في العديد من الجرائم ضد الإنسانية، ظهر في السباق غير مكترث لأي شيء سواء كان من معارضة داخلية أو خارجية.

ويبدو أن الاعتراضات على الممارسات التي تجري في عهده بات يعلو صوتها، لأن المجتمع السعودي يرفض أن يكون التغيير والتطور بهذا الشكل، وفق ما علق العديد من السعوديين على الفعاليات الأخيرة.

وفي فضيحة اخرى نشر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فتاة تحتضن المطرب الاسباني انريكي إيغلاسياس، حيث قالوا أن الفيديو لفتاة سعودية.

وفي التفاصيل أنه أثناء انشغال النجم بالغناء، اقتحمت شابة المسرح، وقامت بمعانقته، قبل أن يُبادر الأمن الخاص بالطرب محاولة إبعاد الفتاة عنه باستخدام القوّة لحمايته.

ولم يتعود الشعب السعودي على مثل هذه التجمعات والحفلات الدخيلة على المجتمع. لذا يرفض مثل هذه الحفلات والمشاهد.

وأبدى نشطاء في السعودية، غضبهم الشديد، من إحياء الحفلات الصاخبة، موضحين أن التقدم والرقي لا يتحقق بالاختلاط، كما ذكر آخرون أن "الدرعية" مدينة تراثية وواجهة للسعودية أمام كافة دول العالم.

ويقول احد المغردين: بطلوا دراما يعيال ........ #سعوديون_نرفض_الانحلال.

ويقول المغرد سعودي وافتخر: حسبي الله ونعم الوكيل !! عيني عينكم اختلاط وتبرج ورقص.

ويقول المغرد يوسف الهجلة: نناشد ولاة الأمر وندعو لهم بأن ينصر الله بهم الحق وأهله ويخذل الباطل وأهله.

وتقول المغردة حفيدة الفاروق: نرفض الانحلال ونرفض كل ما يخالف العقيدة الاسلامية وسندافع عن دين الله وندحر كل من يريد نشر الرذيلة والكفر في بلادنا.

ويقول المغرد المنصور: دولتنا قامت على ما قام به مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأبنائه واحفاده من بعده إلى قيام الساعة لا مكان للانحلال الأخلاقي بيننا.

ويقول المغرد متعب عبدالله: وضعت الهيئات للرقي والتطور وتحقيق الرؤية وليس للانحلال الاخلاقي والفجور وغضب الله علينا فالله سبحانه وتعالى (يمهل) (ولايهمل) امنية بان الامير الشاب محمد بن سلمان يضع حدا للمهازل اللي تثير المجتمع السعودي.

وتقول المغردة إلهام الشيباني: مستوعبين ان هاذي الصوره بالفورميلا!! اوفر اللي صاير وربي حفل غنائي مع اختلاط مع رقص وقلة حياء وفوقها بعضهم نطلن العبايه قلة حياء اكثر من كذا مافي المفروض ان حنا ارقى من كذا لاننا بلاد الحرمين الشريفين.

ويقول المغرد محمد: دار الاجداد دار البطوله دار اتفق فيها على توحيد كلمة لاإله إلاالله اليوم يتمايلون ويتراقصون فوق التاريخ العريق ضاربين فيه عرض الحائط إلى اين؟!

وشهدت السعودية في الآونة الأخيرة، العديد من الخطوات غير المسبوقة لا سيّما فيما يتعلّق بالقطاع الفني، فقد توالت الحفلات الموسيقية والغنائية والمهرجانات ترفيهية، وهو ما يشكل وجها جديدا للملكة التي طالما تباهت باحتضانها للحرمين الشريفين وبملكها الذي يصفونه بأنه خادمهما وخادم أرض التوحيد.

ولقد سمح بالاختلاط في 23 سبتمبر الماضي عندما نظمت السلطات احتفالات بمناسبة العيد الوطني. في ذلك المساء، رقص كل من النساء والرجال معا في الشارع، مما أثار سخط شريحة المجتمع الأكثر محافظة.

في الوقت الذي أطلقت السلطات السعودية منذ وصول ولي العهد الجديد إلى السلطة في يونيو 2017، سلسلة من الإصلاحات في مجالي الترفيه والاستهلاك، افتتحت المملكة قاعات البلد لمشاهير الفنانين في العالم العربي بعد أن كان ذلك في عداد المستحيل قبل عام.

هذا "التحرر" الذي طال مؤخرا بعض مظاهر الحياة في المملكة وكذلك أماكن الترفيه هو من صنع ولي العهد محمد بن سلمان الذي أطلق مشروع "رؤية 2030" الرامي إلى "تحديث" المملكة.

يرى الباحث ستيفان لاكروا أن الأمر يتعلق تحديدا بتحويل السعودية إلى مجتمع استهلاكي واسترداد مليارات الدولارات التي ينفقها السعوديون سنويا في الخارج على الأنشطة الترفيهية.

وهنا يسأل المراقبون، في ظل هذا التدرج بـ"الإنحلال"، كما يعتبره السعوديون انفسهم، الى اين تتجه المملكة في هذا الموضوع والى اين سيصل بها "الانفتاح" الذي يسير به ولي العهد الشاب محمد بن سلمان؟ الأيام و"المسابقات" القادمة تجيبهم على هذا السؤال.