س- تحدثوا لنا عن اخر التطورات والأوضاع بشأن الأمن الحدودي في البلاد؟
ج- نحن دولة کبیرة ومترامیة الأطراف، دولة لها حدود تتجاوز ثمانیة آلاف وسبعمائة وخمسین کیلومتراً من الحدود البریّة والبحریة. نحن نجاور خمس عشرة دولة، ونُعتبر ثالث دولة في العالم بعد الصین وروسیا الإتّحادیة في عدد الدول الجارّة المحیطة بنا. وهذا یُعتبر جزءاً من الطاقات والقدرات والمیزات الجغرافیة السیاسیة لایران. فمن جانب یمکن القول أنّ کلّ هؤلاء الجیران یُعتبرون بمثابة فرصة، ولذا نقیم جلسات وإجتماعات مشترکة مع هذه الدول وفقاً لمسؤولیاتنا الذاتیة والقانونیة. وکلّ هذا یحدث بناء علی الإدارة المشترکة للحدود. نحن لدینا روابط حسنة جدّاً مع ترکیا علماً أنّ حدود البلدین المشترکة تبلغ أکثر من خمسمائة کیلومتر، ولکن الوضع في ترکیا خلال السنوات القلیلة المنصرمة للأسف شابته بعض المشکلات بسبب تواجد بعض المعارضین أو الإرهابیین بالأحری إلی جانب بعض الأشرار والمهرّبین. لکنّ تعاملنا معهم، وعلی الأخصّ خلال سنة من الزمان، سبّب في أن ندیر الحدود بین ایران وترکیا بصورة مشترکة وأن نتغلّب علی الکثیر من المشکلات ونحلّها سویّاً. أمّا في غرب البلاد وقسم من الشمال الغربي، فنحن جیران مع العراق، البلد الذي تربطنا به علاقات قدیمة جدّاً، کما أنّه لدینا مشترکات وعلی رأسها الدین الإسلامي والمذهب والعتبات المقدّسة الموجودة في طرفي الحدود. لدینا ألف وستمائة وستّة کیلومترات من الحدود المشترکة مع العراق، حیث یمثّل إقلیم کردستان العراق جزءاً منها. في الحقیقة لدینا تعامل ممتاز مع هذا البلد، وخلال السنوات المنصرمة، وبالأخصّ السنوات الثلاث الأخیرة، کانت علاقاتنا قد وصلت إلی أعلی مستویاتها، إلی حدّ أنّ إدارتنا المشترکة قد تجاوزت الإدارة الأمنیة. فالیوم، لدینا علاقات ثقافیة وریاضیة، علی سبیل المثال، نعیش حالیاً أجواء المنافسات الریاضیة بین رجال الحدود في البلدین، فقد أُقیمت المنافسات الأولی في قصر شیرین بینما الحدث الریاضي الثاني سوف یُقام في مدینة السلیمانیة بعد أربعینیة الإمام الحسین (ع). أمّا في شمال الخلیج الفارسي وأروند رود، فالعلاقة ممتازة والتنسیق یجري علی قدم وساق. فقد کانت العلاقات ممتازة کما أُقیمت مناورات مشترکة بین الطرفین وتمّ تسییر دوریات متزامنة علی طرفي "خطّ تالوگ" (خطّ القعر) ، بالإمکان القول أنّ أروند رود من الأنهار الدولیة الصالحة للملاحة وهو آمن جدّاً للسفن علماً أنّ الإدارة المشترکة هي الحاکمة هناك.
س- حول الحدود الشرقية للبلاد ماهي خططكم لمد السياج الحدودي خاصة في ظل نشاط الجماعات الإرهابية في تلك المنطقة؟
ج- في الشرق لدینا حدود مع دولتین مسلمتین، وکلتاهما تحملان إسم "الجمهوریة الإسلامیة" کما هي الحال مع ایران الإسلامیة، لدینا جمهوریة أفغانستان الإسلامیة وجمهوریة باکستان الإسلامیة. تُعتبر الدولتان جارتین جیّدتین، فجمیعنا مسلمون ولدینا تفاعل بمستوی عال. لکنّني أسلفتُ لکم، هناك فتن فُرضت علی الدولتین والشعبین،إحدی هذه الفتن تتمثّل في المخدّرات بینما الأخری هي تواجد بعض المجموعات الإرهابیة في هاتین الدولتین، وفي أحیان أخری تلازم المخدّرات مع المجموعات الإرهابیة. حسناً، نحن نواجه هاذین الموضوعین في حدودنا المشترکة، وقد سبّب هذا الأمر في المرور غیر المصرّح به وغیر القانوني. خلال العقد الآخیر، قامت الجمهوریة الإسلامیة في ایران بإتّخاذ خطوات وإجراءات هامّة وجدیرة بالإعتبار علی حدودنا الشرقیة، حدودنا مع أفغانستان ومع باکستان. فقد إرتأت الجمهوریة الإسلامیة في ایران أن تکون إدارة الحدود بصورة مشترکة، لأنّها کانت تراقب الحدود بصورة منفردة وتدیرها علی هذا الأساس، کانت تتحمل نتائج هذا الإشراف الفردي، لذا اضطرّت إلی موضوع الإنسداد، فقد قامت بتشیید أبنیة وطرق حدودیة ووضع الموانع المختلفة، وفي بعض الأماکن عملت ایران علی إقامة جدار حیث أنّ القنوت والخنادق والأسوار لم تکن تفي بالغرض. نحن لدینا أکثر من مائة وثلاثین أو مائة وأربعین کیلومتر من الجدران الخرسانیة بالقرب من حدود "زابل ومیر جاوه"، والسبب هو وجود ناس هناك لذا کان یتوجّب علینا التحکم بالمرور وذلك بواسطة وضع الأسلاك الشائکة والسیاج علی الجدران المشیّدة. بعض الأماکن عبارة عن صحراء لا سکّان فیها، فقد اضطررنا إلی ایجاد خنادق بعرض أربعة أمتار وعمق أربعة أمتار نجح في وقف مدّ السیّارات التي کان یصل عددها إلی عشر أو عشرین سیآرة تدخل البلاد من الحدود. وفي أماکن أخری تمّ وضع السیاج والأسلاك الشائکة، کلّ هذه الإجراءات أدّت إلی التقلیل من دخول المخدّرات إلی حدّ کبیر، والآن نحن بحاجة إلی القیام بإتّخاذ مثل هذه الخطوات في المرتفعات والمضائق والأودیة التي تُعتبر طرقاً لمرور المخدّرات. بالنسبة للإرهابیین فقد کانوا یستغلون تواجدهم في بعض الأماکن ، لذا فأنّ هذا الإنسداد قد تمّ إلا أنّه لایزال ناقصاً لم یکتمل ویجب متابعته. توجد بعض الإقتراحات التي قُدّمت، إنعکس هذا الإقتراح في أصول مختلفة، ولحسن الحظّ فأنّ الحکومة الموقّرة متمثّلة في السیّد رئیس الجمهوریة المحترم قد أصدر تعلیمات جیّدة بناء علی التقریر الذي أصدره مرکز أبحاث مجلس الشوری الإسلامي بالتنسیق معنا، ونأمل من خلال الإجراءات التنفیذیة التي سیتّخذها الوزراء المعنیون والإدارات الحکومیة المعنیة أن نری خطوات ملموسة جدیرة بالإعتبار في مواجهة الظروف التي تمرّ بها المنطقة.
س- نتحول من شرق ايران الى غربها وتحديدا حول زيارة اربعينية الإمام الحسين، ما هي التحضيرات التي اتخذتموها حتى الان على الحدود مع الجانب العراقي؟
ج- نحن لدینا تجربة ثمینة تخصّ زیارة أربعین الإمام الحسین (ع) حصلنا علیها خلال السنوات المنصرمة. نحن نستقبل الزوّار من الحدود الشرقیة، کما لدینا زوّار من ترکیا وآذربایجان وأفغانستان وباکستان. لدینا ستّة منافذ حدودیة لزوّار أربعینیة الإمام الحسین (ع) خُصّصت في الأعوام السابقة. وهذا العام أیضاً تقییمنا ینصبّ في زیادة أعداد الوافدین عبر هذه المنافذ، نحن نرحّب بهذه الظاهرة، لدینا توقّعات تخصّ المنافذ الحدودیة مثل "بازرگان وجلفا وبیله سوار وآستارا ودغارون ومیرجاوه". تمّ توفیر جمیع المقدّمات تقریباً لإستقبال الزوّار ومرافقتهم حتّی الوصول إلی الحدود الغربیة حیث الحدود المشترکة مع العراق. وبالنسبة لحدودنا مع العراق کان لدینا ثلاثة منافذ رسمیة خلال الأعوام المنصرمة هي "شلمچه وچذابة ومهران". وهذا العام، وبسبب المتابعات التي حصلت لحسن الحظّ تمّ فتح الحدود من بدایة شهر محرّم الحرام کما أنّ منفذ "خسروي" الحدودي قد أصبح فعّالاً ویتردّد الزوّار من خلاله بصفة یومیة. قام الطرفان بتنسیق جیّد، فوضعوا توقّعاتهم بخصوص الخدمات ورفاهیة الزوّار علی جانبي الحدود علی بساط البحث والتنسیق. نحن نعتقد أنّ هذا المنفذ سیکون أحد المنافذ المزدحمة جدّاً قبل زیارة الأربعین. خلال زیارتي التي قمتُ بها إلی العراق قبل اسبوعین من الزمان، کان أحد تفاهماتنا یترکّز علی الخطوات المتّخذة بخصوص زیارة أربعین الإمام الحسین (ع) وقد کانت التفاهمات کلّها جیّدة بسبب التجارب التي مررنا بها خلال السنوات الماضیة، إلی درجة أنّ عبارة " العملیات المشترکة " التي إتّفقنا علیها، لها تعریف خاصّ في العسکریة، وتعني أنّ هذه العملیات خاصّة جدّاً. یحدث أحیاناً أن نطلق علی العملیات إسم "العملیات المتزامنة"، أي أن یقوم کلّ طرف بتنفیذ عملیات خاصّة به، لکن العملیات المشترکة تعني إدارة مهمّة مشترکة. لذا، فانّ مراسیم أربعینیة الحسین جزء من ما نطلق علیه إسم "العملیات المشترکة". وهناك توصّلنا إلی تفاهم وهو أنّ هذه العملیات المشترکة لها قائد واحد ألا وهو سیّد الشهداء (ع)، ولها حامل رایة واحد لاغیر، وهو أبو الفضل العبّاس (ع)، ووفقاً لما تمّ تعریفه سوف تمضي إدارة العملیات المشترکة. نحن وضعنا في الإعتبار عملاً خاصّاً لهذا العام، بالطبع إلی جانب التسهیلات والأمن لجمیع الزوّار، یتمثّل هذا العمل في تبادل الرایات بین حرس الحدود في الجانبین وستکون رمزاً لقادة الحدود في منفذ مهران، فمن ناحیتنا سوف نقدّم الرایات المتبرّکة بضریح الإمام الرضا (ع) ویقوم الطرف العراقي بتقدیم الرایات المتبرّکة بأضرحة الأئمّة (ع) في هذا البلد، هذا ما اتّفقنا علیه. والآن تدور هذه الرایات وترفرف علی الحدود وفي المخافر الحدودیة. وفي الیوم المحدّد سوف أقوم شخصیاً بتسلیم قائد الحدود العراقیة الرایة المتبرّکة بضریح الإمام الرضا (ع)، کما سأحصل علی رایة متبرّکة من ید القائد العراقي، وسوف ترفرف علی الساریة الموجودة علی الحدود المشترکة. بکلمات أخری، ستکون رایة الإمام الحسین (ع) في أرضنا، بینما رایة الإمام الرضا (ع) علی التراب العراقي. سیکون هذا العمل تاریخي وانموذجي، في الحقیقة فأنّ هذا العمل یستند علی العلاقات والروابط القدیمة والتاریخیة بین الشعبین العراقي والایراني، وان شاء الله سیکون الإسلام والدین هما الحاکمان.
س- خلال الحديث تمت الاشارة إلى زيارتكم للعراق هل التقيتم بمسؤولي كردستان العراق؟ وكيف هو مستوى التعاون مع كردستان؟
ج- کما أسلفتُ لکم لدینا حدود مشترکة مع العراق. بالطبع أقصد أنّ شؤون الحدود مع هذا البلد تعني الحکومة المرکزیة. ولکن بهدف تسهیل الإدارة إتّفقنا علی تعریف عدد من التفاهمات. فقد تمّ الإتّفاق علی قطاع ومجال الحدود ومهام حرس الحدود، یوجد فراغ حدودي لذا فقد إتّفقنا علی أن یقوم العراقیون بملأ هذا الفراغ. خلال اللقاء الذي جمعني بوزیر الداخلیة في العراق، تطرّقنا إلی هذا الموضوع وقد أیّد الإقتراح. فقد إتّفقنا علی أن یقوم الطرف العراقي بایجاد مخافر في المناطق التي تشهد فراغاً حدودیاً، کما إتّفقنا علی عقد لقاءات منتظمة في المدن الحدودیة في کردستان ایران وآذربایجان الغربیة إلی جانب إقلیم کردستان بهدف القیام بإدارة میدانیة للحدود. حسناً، نحن لدینا مشکلات علی الحدود المشترکة، فهناك عملیات تهریب البضائع وتهریب المواد والأجهزة المضادة للثقافة أو حتّی تهریب الأسلحة والتنقّل غیر المرخّص به، کلّ ماسبق ذکره بسبب وجود فراغ أمني في الجانب المقابل لحدودنا، لذا فقد تمّ الإتّفاق علی ملأ هذا الفراغ. بالإمکان القول أنّ هذه التفاهمات وماتمّ الإتّفاق علیه قد تبلور بشکل تخصّصي من خلال الصداقة التي تجمع الطرفین. أعتقد شخصیاً أنّه خلال ستّة أشهر من الزمان أو سنة علی أبعد تقدیر، سوف نشهد تطوّرات جیّدة في المناطق الخاضعة لسیطرة إقلیم کردستان وشمال العراق بصورة عامّة أي المناطق المواجهة لشمال غرب ایران.
س- نتحول الى الخليج الفارسي، قبل شهرين كان لديكم لقاء مع وفد عسكري اماراتي في ايران، وهذا اللقاء أثار ضجة كبيرة، كيف تنظرون إلى اللقاء؟
ج- حسناً، ایران موجودة في بحرین، هما الخلیج الفارسي وبحر عمان إضافة إلی شمال بحر عمان. أمّا في جنوب الخلیج الفارسي وبحر عمان توجد دول کالکویت والسعودیة والبحرین والإمارات وقطر وعمان لها تعامل جیّد معنا. لدینا مع بعض الدول، کقطر علی سبیل المثال، إجتماعات دوریة سنویة في العاصمة الدوحة. کما نقیم إجتماعات تخصّ الحدود المائیة ونتواصل عن طریق المراسلات والمکالمات الهاتفیة. أمّا مع السعودیة فقد کان هذا التفاعل وتبادل المعلومات موجوداً في السابق من خلال الطرق والأسالیب التي ذکرتها قبل قلیل، ولکن بسبب المشکلات التي أوجدها الإستکبار مع السعودیة، فقد قلّت هذه العلاقة إلی حدّ ما، آمل أن تختفي هذه الفتن من المنطقة وتسود الوحدة بین دول المنطقة. کان وضعنا مع الإمارات علی نفس المنوال، أستطیع القول أنّ العلاقات السیاسیة کانت شبه مقطوعة، ولکن ما کان یجب أن یحدث هذا الأمر في المیاه الإقلیمیة، ففي نهایة المطاف تبقی الدول الجارّة موجودة ولیست کدول ثالثة تأتي ومن ثمّ تنصرف بعد فترة زمنیة، فالدول الإقلیمیة قریبة من بعضها البعض ویجب أن تربطها علاقات مختلفة، وأکثر تأثیر یشمل حرس الحدود. خلال التفاعل الأخیر الذي حصل بیننا وبین الإمارات، فبعد حوالي 3 إلی 4 سنوات من القطیعة، أجرینا عدداً من الإجتماعات، بالطبع کانت لي زیارة إلی الإمارات قبل ثلاث سنوات، فقد تمّ الإتّفاق علی مواصلة هذه الإجتماعات. وفي النهایة، وخلال هذا العام، تواصلت الإجتماعات بعد حضور الوفد الإماراتي إلی طهران، کان الحوار ممتازاً إلی درجة تمّ الإتّفاق علی عقد لقاءات في المدن الحدودیة ولیس الإکتفاء بطهران وأبو ظبي فقط، وأن یجتمع مسؤولو حرس الحدود والأفراد العاملون في الحدود في البلدین کلّ ستّة أشهر علی أبعد تقدیر في منطقة کهرمزکان علی سبیل المثال، لیس هذا فحسب، بل عقد الإجتماعات في البحر أیضاً، ولو حدث وأن ذهبتُ إلی هرمزگان، سأنتقل بالسفینة إلی مکان في البحر والطرف الآخر سوف یأتي بسفینة أیضاً، للتطرّق إلی المواضیع الضروریة.
س-اذا التعاون مستمر مع الإمارات في مجال الأمن الحدودي؟
ج- نعم، الآن یوجد تفاعل ممتاز بیننا، کما توجد علاقة من خلال الرسائل النصّیة، فلو حدث وان حصلت عملیة إلقاء قبض لدیهم أو حدثت لدینا نحن، نتبادل المعلومات الخاصّة بالمقبوض علیهم. لو کانت مخالفات الأشخاص عادیة فنقوم بإعداد محضر إجتماع ونتبادل تسلیم المخالفین. ولکن إذا ما کانت جرائمهم من النوع الثقیل وتستوجب التحویل إلی المحکمة، نتبادل المعلومات ونتابع القضایا. والیوم، بدأنا مرحلة جیّدة من العلاقات مع الإمارات. نأمل بأن تحذو الدول الأخری حذو الإمارات، بالطبع فأنّ منطقة الخلیج الفارسي منطقة مشترکة بید دولها، ویجب أن تُدار بصورة موحّدة. فقد أخبرْنا الجمیع بصورة رسمیة بالنظر إلی الإجراءات التي إتّخذناها علی حدودنا الشرقیة، لذا فأنّ قسماً من المخدّرات بدأت تتوجّه صوب البحر. وإذا ما أرادوا إدارة هذه المنطقة یجب عقد لقاءات دوریة منتظمة ویتحقّق التنسیق بین الدول الإقلیمیة ویُدار بحر عمان والخلیج الفارسي بصورة مشترکة وموحّدة. أيّ حضور للدول الأخری أو الأجنبیة في المنطقة یسبّب في ایجاد عدم الإستقرار والتوتّر، فقد أثبتت التجارب أنّ حضور هذه القوی لایترتّب علیه سوی عدم الإستقرار والتوتّر. فالتاریخ یثبت أنّ المنطقة تدار فقط من قبل دولها وهذه الإدارة المشترکة هي التي تجلب الأمن والإستقرار. فشعوب المنطقة تقبل بهذه الإدارة وترغب بها، ویجب أن یتبلور هذا الأمر کي تخرج الدول الأجنبیة التي لاتجلب سوی الشؤم من منطقتنا، کي تستطیع شعوب المنطقة من إدارتها.
س- هل هناك محاولات لإقامة تعاون حدودي أو أمني مع السعودية أو البحرين؟
ج- نحن لا نکنّ أيّ عداء في تفاعلاتنا وعلاقاتنا مع هذه الدول، لا عداء لنا معها علی الإطلاق. بمعنی آخر، سواء کانت الدولة البحرین أو السعودیة، لکن المشکلة هي أنّ بعض هذه الدول ترتکب أخطاء. یجب علی هذه الدول إعادة النظر في حساباتها لأنّه لایمکن الإعتماد علی الإستکبار إلی الأبد. لو کان الإعتماد علی الإستکبار مفیداً یکفي أن ینظر هؤلاء إلی الحکومات التي کانت في السلطة قبل عقد أو عقدین من الزمان. کلّ دولة أو حکومة إستندت علی الإستکبار وخدمته بطریقة ما، تلقّت صفعة منه أو ترکها الإستکبار في شأنها حینما جدّ الجدّ. لم یترکها الإستکبار فحسب، بل أخرجها بصفة ما، علی سبیل المثال صدّام الذي کان یحظی بدعم ومساندة من الجمیع، إلی حد أنّه إنتهی به المطاف أن یُسحب من حفرة ویبدأوا بعدّ أسنانه! أو حسني مبارك في مصر مثلاً، فقد خدم الإستکبار مدّة طویلة من الزمن، لکنّه حینما وقع في مشکلة لم یردّ علیه الإستعمار. لیبیا أیضاً علی نفس المنوال، کلّ هذا وقع وآثبته التاریخ، أن تتناسی دولة ما التجارب وتستمر في اداء الخدمة للإستکبار یجب علیها أن تعلم أنّ ماحصل للقذافي ومبارك وصدّام وشاه ایران المعدوم والمستکبر، علیها أن تنتظر مصیرها، فالشعوب لن تقبل بهذه الفتن. نحن لا مشکلة لدینا في موضوع الحدود، لا مع البحرین ولا مع السعودیة ولا حتّی مع الدول الأخری، والسبب أنّ الحدود ثابتة والجغرافیا غیر قابلة للتغییر، والشعوب ترغب في مشاهدة التفاعل ووجود العلاقات بین الدول الإقلیمیة. فالخالق عزّ وجلّ، خلق الإنسان إجتماعیاً بطبعه، لم یقل له اصنع لك جزیرة ولاتخرج منها، ولکن لأنّ هذه الدول أصبحت أسیرة للفتن، لذا فقد قلّلوا من وتیرة العلاقات، أعتقد أنّها بدأت تعود إلی رشدها وإلی متی سوف تبقی تحت عبء الذل والهوان. کما أنّ شعبي هاتین الدولتین، البحرین والسعودیة، لن یقبلوا من مسؤولیهم تقدیم الخدمات للإستکبار. فالشعوب ترید من مسؤولیها القیام بخدمتها ولیس خدمة الإستکبار. أعتقد مع هذه التفاعلات والعلاقات سوف تکون هناك علاقات بین رجال حرس الحدود في هذه الدول إن شاء الله.
س- هل تستخدم ايران حاليا التقنيات الالكترونية أو الأقمار الصناعية للحفاظ على أمنها الحدودي؟
ج- بالنظر إلی تضاریس الحدود والجغرافیا الطبیعیة التي تحکمها، یجب أن تدار أيّ حدود أو أيّ جغرافیا وفقاً لطبیعتها. إحدی الأدوات التي نستخدمها نحن، تتمثّل في الموضوع الالکتروني والبصري. قمنا بالإستفادة من أنظمة خاصّة بالمسح الجوّي، لذا نحن لدینا إشراف کامل علی کلّ حدودنا، کما نستخدم الرادارات والکامیرات الحراریة وأحیاناً الطائرات بدون طیّارین لإدارة الحدود عن بُعد. حینما نری أجزاء من الحدود ونحن في العاصمة طهران ونتبادل المعلومات التي نحصل علیها مع الدول الجارّة، نتبادل المعلومات بسرعة بشأن الأفراد أو المجموعات التي ترید الإخلال بالأمن، فهذا التبادل یسبّب في ایجاد إدارة مشترکة للحدود المشترکة بیننا وبین هذه الدول. علی هذا الأساس، فأنّ وجود الأجهزة والمعدّات الالکترونیة والبصریة تسهّل عملیة إدارة الحدود البرّیة والبحریة.