انجازات عابثة

انجازات عابثة
الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١١ - ٠٣:٢٢ بتوقيت غرينتش

تباهى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نهاية الاسبوع بانجاز دبلوماسي: فقد نجح في التأثير على البيان الختامي لقمة الثمانية الكبار، التي انعقدت في فرنسا.

 واجتهد نتنياهو لدى رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر، وأقنعه بان يعارض ادراج ذكر لصيغة التسوية التي طرحها الرئيس الامريكي باراك اوباما، وبموجبها ستقوم الحدود المستقبلية بين اسرائيل والدولة الفلسطينية على خطوط 67 مع تعديلات متفق عليها.
اتفق هاربر مع نتنياهو في أن لا مجال بالذات لابراز مسألة الحدود أو غيرها من الأسس في خطة اوباما، كالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. بيانات الثمانية العظام تتخذ بالاجماع، وفي ضوء معارضة نظيرهم الكندي تنازل زعماء الولايات المتحدة واوروبا عن الصيغة الاصلية.
حسن ان وجد نتنياهو زعيم دولة هامة في الغرب مستعد لان يسند مواقفه، في الوقت الذي رده زعماء آخرون خائبا. ولكن اجتهاد نتنياهو أكسب اسرائيل انجازا عابثا. اوباما لم يغير موقفه، ولا زعماء الاتحاد الاوروبي ايضا. وحتى بعد أن خضعوا، ظاهرا، لمطلب نتنياهو، فانهم يؤمنون بان على اسرائيل أن تنسحب من الضفة الغربية، ان تخلي المستوطنات وان تسمح للفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها في شرقي القدس.
وبدلا من الانشغال بحماسة الصياغات التافهة، بل وحتى بالخطابات الملتهبة، على نتنياهو ان يعمل على تسوية النزاع مع الفلسطينيين واقتسام البلاد معهم، مثلما وعد مرة اخرى في كلمته امام الكونغرس الاسبوع الماضي.
الجهد الذي لا داعي له لفرض الرقابة على مواقف الاسرة الدولية يصرف الانتباه عن الامر الاساس: تغيير الواقع على الارض، وذلك لوضع حد للاحتلال ومنح اسرائيل حدودا دائمة مع فلسطين المستقلة الى جانبها.
سهل وأكثر لطفا لنتنياهو البحث مع زعماء الغرب في ردهات الدبلوماسية، والانشغال بلا نهاية بالاعلام وبالتشهير بالقيادة الفلسطينية، من اتخاذ القرارات الحيوية لمستقبل اسرائيل.
لقد نسي نتنياهو على ما يبدو ان اسرائيل ليست بحاجة ماسة للسلام مع الثمانية العظام، بل مع جيرانها الفلسطينيين، واليهم ينبغي لها ان تمد اليد، بدلا من التمترس خلف حجة اللاشريك.

هآرتس

 30/5/2011

تصنيف :
كلمات دليلية :