انسوا اخلاء المستوطنات

انسوا اخلاء المستوطنات
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١١ - ٠٣:٠١ بتوقيت غرينتش

أقوال نتنياهو في الكونغرس عن أن بلدات اسرائيلية في يهودا والسامرة ستبقى في سيناريو مستقبلي خارج حدود الدولة، يستدعي تفكيرا متجددا، من اليمين ومن اليسار. ليس لان الخطاب مؤشر على ما سيأتي بل لانه حان الوقت لوضع الامور على الطاولة.

 
منذ التسعينيات يطور اليسار الاسرائيلي خططا احتياطية لاخلاء المستوطنات. كل سياسي وأحلامه، كل حزب وخطته السياسية مع حدود قضائه. في نهاية المطاف تكون الخطط مشابهة وفيها جميعها يتم الحديث عن اخلاء الناس من منازلهم.
ثمة من يدعي بانه من خلال قانون اخلاء تعويض جيد يمكن تحقيق تصفية المستوطنات طواعية. آخرون يتحدثون عن قرار عسير لا مفر من اتخاذه وتنفيذه ونحن نعض على الشفتين. الحقيقة هي أن هؤلاء واولئك، بدلا من أن يطبقوا فكوك ارتباط اضافية، فكوا ارتباطهم عن الواقع. في اسرائيل اليوم لا يمكن اخلاء مستوطنات. نقطة. ولا يهم أي اتفاق يوقع.
الهدية الاخيرة لارئيل شارون ومشروع الاستيطان هي انه منذ 2005 كل فكرة اخلاء جماعي مآلها الفشل. من قطاع غزة اخلي فقط 8 الاف نسمة، وكادت تقع هنا مصيبة وطنية. الثناء الكبير الذي اغدق على جهاز الامن أخفى شرخا وفوضى عظيمين لم ينتهيا حتى اليوم.
اخلاء جماعي اضافي متعذر ليس بسبب خطر الحرب الاهلية، بل لان المجتمع الاسرائيلي، الجيش الاسرائيلي، غير قادر على عمل ذلك. وكمن يؤمن بكل حسم ديمقراطي، حتى لو كان يعني اطلاق النار بوعي على الساق، فاني لا أتمنى لي ولخصومي ان نشهد اخلاء 50 حتى 100 الف مستوطن (وفقا للخطط المختلفة). من يستخلص من اخلاء بؤر استيطانية صغيرة في السنوات الاخيرة الاستنتاج بانه يمكن الاخلاء مخطىء. دولة اسرائيل ستتمزق اربا. كل هذا، بالطبع، دون ان نذكر الجانب الاخلاقي في الامر: كي يمكن لدولة تعارض بمعظمها فكرة الترحيل تقبل بخفة كهذه خططا من ليبراليين ومحبي حقوق الانسان لترحيل عشرات ومئات الاف اليهود. وهكذا نصل الى الحكمة الثانية. من يؤمن بخلق تواصل اقليمي للفلسطينيين. اتفاق مستقبلي، تكون فيه دولتان واحدة الى جانب الاخرى وفقا لمعظم خطط اليسار يجب أن يتعاطى مع المستوطنات.
اذا كانت الحكمة الاولى صحيحة، فان الامكانية الوحيدة القائمة للتوقيع على اتفاق هي نقل كمية قليلة من البلدات الى سيطرة فلسطينية. وصحيح حتى اليوم فان احدا لا يوافق على هذا. من جهة: عنصرية فظة. الفلسطينيون يريدون دولة بلا يهود، ولهذا فانهم يعارضون ان تكون بلدات يهودية جزءا من دولتهم النظرية (رغم انه في الدولة اليهودية يبدون هم الاستعداد لان يستوعب فيها فلسطينيون)، اما اليسار، كعادته، فيبدي حساسية تجاه كل ما يريده الفلسطينيون، حتى وان كان في ذلك اخفاقا منطقيا. من الجهة الاخرى يوجد اليمين، الذي يعارض بشكل عضال كل تنازل للفلسطينيين، رغم أنه يوجد ايضا هناك من يوافق على أنه اذا ما وعندما يتم نقل الارض فان المستوطنات ستبقى ايضا لدى الفلسطينيين.
من ناحية عملية لا فرق بين نقل بلدة اسرائيلية الى سيطرة فلسطينية وبين نقل مدينة عربية اسرائيلية الى سيطرة فلسطينية. المقيم الذي يريد، يمكنه ان ينتقل في كل لحظة. الترتيبات الانية هي اشكالية، ولكنها ممكنة.
أنا لا اتفق مع معظم الخطط السياسية لليسار الاسرائيلي. برأيي، قراءته للواقع مغلوطة، ومع ذلك مهم لي أن يتحدثوا هناك ايضا عن سيناريوهات ترتبط بالواقع. من يدري، لعلي مخطىء.

يوعز هندل
يديعوت

 31/5/2011

تصنيف :
كلمات دليلية :