سد النهضة .. 4 أشهر حاسمة والحل العسكري أقرب مما نتصور!

سد النهضة .. 4 أشهر حاسمة والحل العسكري أقرب مما نتصور!
الخميس ٢٥ فبراير ٢٠٢١ - ٠٧:٣٢ بتوقيت غرينتش

أربعة أشهر حاسمة تفصلنا عن بدء ملء سد النهضة الاثيوبي، في وقت فشلت فيه حتى الآن جميع الوسائل الدبلوماسية في الاقتراب حتى من اتفاق يراعي الحد الاقل من الحقوق المصرية والسودانية من مياه النيل الازرق.

العالم - يقال ان

الوساطة الامريكية في عهد ترامب، وساطة الاتحاد الافريقي وصندوق النقد الدولي وغيرها من المحاولات الدبلوماسية باءت بالفشل أمام تصلب الموقف الاثيوبي، حيث اصطدمت بإصرار حكومة آبي احمدعلى ملء السد شاءت مصر والسودان أم أبت حيث تعتبر المشروع خطا احمراً، فماذا عن حقوق مصر والسودان المائية وهل ستصمتان مع غياب الحل الدبلوماسي واقتراب انتهاء المراحل الاخيرة من سد النهضة؟

سيتم ملء سد النهضة على ثلاث مراحل حسب الجدول الزمني الذي أعلنته اثيوبيا، وأولى وابسط نتائج هذه المراحل الثلاث تهديد 20 مليون سودانيا بالتعرض لمجاعة (أي نصف سكان السودان)، علاوة على ذلك ستتعرض 5 ملايين عائلة مصرية الى نفس المصير، عدا عن عن مشاكل بيئية واقتصادية ليس حدود أولها خفض توليد السد العالي المصري للكهرباء بنسبة 50 بالمئة.

وبالتالي نتحدث هنا عن كوارث بالجملة سيتعرض لها البلدان، و 4 أشهر حتى في قاموس الدبلوماسية، طبقا للتطورات على الارض، تعتبر أضعف من وجود حل لايشمل الحرب، خاصة وان حكومة آبي تحاول اضاعة الوقت لحين انتهاء مشروع السد وهذا ما حصل بالفعل، فهل تتخذ السودان ومصر قرار خوض حرب مشتركة ضد اثيوبيا وهل الأمر بهذه البساطة.

الدكتور أحمد المفتي العضو السابق في وفد السودان المشارك في مفاوضات سد النهضة أكد أن الأراضي التي أقيم عليها السد ملك السودان، وقال في حديث مع الاعلام ان بلاده منحت الأراضي التي أقيم عليها السد لإثيوبيا بمقتضى اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين عام 1902 شريطة ألا تقيم إثيوبيا أي سدود على النيل الأزرق في هذه المنطقة دون موافقة الخرطوم، فلماذا الصمت السوداني حتى الآن؟!

من جهته لم يماس الاتحاد الافريقي أي ضغوط جادة على اثيوبية لتقديم تنازلات تذكر في المفاوضات وهو ما يبدو وكأنه تواطؤ مع اثيوبيا، في وقت يغيب فيه الإعلام المصري عن الأمر وكأنه غير معني بالموضوع، فهل حقا هناك خطط بديلة ام ان مصر تراهن على قوتها العسكرية مع غياب الحلول السلمية؟

تدمير سد النهضة لايحتاج الى اجتياح بري او حتى طائرات، فالمدفعية السودانية كفيلة بتدميره اذ لايبعد السد اكثر من 25 كيلومترا عن حدود السودان، لكن جوهر القضية ما بعد تدمير السد، فمن الواضح تماما ان المحرض الرئيسي للتعنت الاثيوبي يقف الكيان الاسرائيلي وراءه وبالتالي يحتاج قرار السودان – مصر الى اتحاد عسكري حقيقي قادر على التحدي، خاصة وان الامور مهيأة لحرب طويلة مع غياب التحرك الدولي لحل سلمي.

جنوح مصر لحلحلة الامور مع تركيا وقطر وإعادة العلاقات مع ليبيا يوحي باستعدادها للتحدي الاكبر وهو سد النهضة، وخروج السودان من الوسطية بعد اقتناعها بأخطار السد على مشاريعها المائية ونصف سكان البلاد، قد يشجع بالفعل البلدين على اتخاذ قرار عسكري في حال فشلت المفاوضات، والله أعلم.