امريكا واستراتيجيتها في اليمن

امريكا واستراتيجيتها في اليمن
الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١١ - ٠٩:٠٨ بتوقيت غرينتش

14/6/2011 بقلم :علي السيد alialsied@gmail.com

 

 النظام اليمني بذل الجهد الكبير في مد جسر العمالة والوثاق مع الأمريكيين وأصبح النظام اليمني حليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية .. لاسيما  في الفترة الأخيرة عندما  أعلنت أمريكا ودول التحالف الأطلسي الحرب على ما يسمى "القاعدة" ومكافحة الإرهاب .. فالنظام اليمني يعتبر من أوائل من تحرك مع امريكا في هذه الحرب وفي نفس الوقت أبدا إستعداده للأمريكيين أنه معهم في مكافحة الإرهاب والتطرف المزعوم أمريكياً ..

كما استغل النظام اليمني الفرصة في شن الحروب الضروس ضد أبناء الشعب اليمني في الجنوب والشمال وفي نفس الوقت أشعل فتيل الحروب الأهلية بين أوساط المجتمع اليمني في ظل غطاء دولي ودعم لوجستي لامحدود .. لا سيما الحروب الست التي شنها النظام على الحوثيين في المحافظات الشمالية .. حيث كان النظام اليمني يتبرك بالأمريكيين في إصدار القرار لشن الحرب تلو الحرب على أبناء هذه المناطق ..وهكذا استطاع النظام اليمني إبتزاز المجتمع الدولي لإدارة الحكم في اليمن .. فالأمريكيون بنوا النظام وأركانه لحماية مصالحهم في اليمن ..
وفي الوقت الراهن أصبح النظام اليمني في مأزق وأمام ثورة شعبية تطالب بإطاحته ويهتفون "الشعب يريد اسقاط النظام" فكان موقف الأمريكيين تجاه
الثورة هو الوقوف مع النظام .. كما أن هناك ترتيبات تجريها أمريكا مع بقية الأطراف في اليمن سواءً كانت هذه الأطراف سياسية أو قبلية ..فيتم
التنسيق مع أحزاب المعارضة كسياسيين وكذلك مشائخ القبائل وزعمائها لكسب الولاء ويكونوا تحت الوصاية الأمريكية ووفق الأطر التي تسعى الإدارة الأمريكية لكسبها وتكون كل الأوراق ناجحة وبيدها ..

كما أن أمريكا استطاعت أن تبني منظومات عسكرية واستخبارية تابعة لها في اليمن ومن ضمن هذه المنظومات "الأمن القومي -  الأمن المركزي - وحدات مكافحة الارهاب - الحرس الجمهوري " .. حيث أن هذه المنظومات تلقت التدريبات العسكرية والإستخبارية من قبل الأمريكيين طيلة السنوات الماضية .. فهذه إحدى الإستراتيجيات الأمريكية في اليمن .. فبعد كسب زعماء القبائل اليمنية وكذلك القيادات الحزبية وبناء منظومات وهيكليات عسكرية إستخبارية في اليمن .. سنحت الفرصة للأمريكيين أن تمتد أياديهم إلى ثروات هذا الشعب والإستحواذ عليها .. والذي يستغفل ما يدور من مؤامرات تحاك ضده .
.. فالأمريكيون أذكياء جداً ويحتلون اليمن خطوة تلو الخطوة فتارة هناك قراصنة في البحر يخطفون سفن بأكملها إذاً ضروري تواجد دولي مكثف وبارجات عسكرية مزدوجة فاتخذت أمريكا القرار وفعلاً تم نشر قوات التحالف الأطلسي في البحر الاحمر وخليج عدن والبحر العربي وأصبح اليمن محاصر بحرياً ..
بعد ذلك تعلن أمريكا محاولة تفجير طائرة نفاثة عابرة للمحيط الأطلسي يوم عيد الميلاد في عام 2009 م من قبل طالب أفريقي مر من اليمن يدعى " عمرالفاروق " وسرعان ما تم توجيه أصابع الإتهام صوب اليمن ويتحدث الأمريكيون أن فاروق النيجيري يتبع ما يسمى "تنظيم القاعدة"، وكذلك محاولة تفجير طائرات بضائع العام الماضي بواسطة متفجرات مخبأة داخل خراطيش طابعات "طرود مفخخة " وبهذه المؤامرتين إستطاع الأمريكيون محاصرة اليمن جواً ..
 وبالتالي أمريكا لم يبقى لها إلاّ الدخول براً وهذا ماهو حاصل اليوم في زنجبار .. حيث تقوم قوات تابعة للولايات المتحدة هذه الأيام بتكثيف
الغارات الجوية والتي تعتبرها الإدارة الأمريكية حملة سرية على مناطق في اليمن يستخدم فيها طائرات مسلحة من دون طيار وطائرات مقاتلة بحسب مسؤولين أميركيين ..
كما ذكر مسؤولون في واشنطن أن أجهزة الإستخبارات الأميركية والسعودية كانت تتلقى المزيد من المعلومات – من عمليات التنصت الإلكتروني وتسريبات المخبرين – عن المواقع المحتملة للمسلحين .. حيث يقود الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن فرقة عمليات خاصة مشتركة تابعة للبنتاغون وبالتنسيق مع وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).. حيث أن للفرق العسكرية الأمريكية وعملاء المخابرات الأمريكية مركز قيادة في صنعاء "عاصمة اليمن" لجمع معلومات عن المسلحين في اليمن والتخطيط لشن غارات في المستقبل .
هنا أتسائل لماذا دخل الأمريكيون اليمن ومن سمح لهم بالدخول ؟؟!!
هل سيقف اليمنيون مكتوفي الأيدي ؟؟ .. أم سيقاومون المحتل ؟؟
هل ستصبح اليمن كالعراق وافغانستان؟؟
لا مشكلة لدى الأمريكيون أن يرحل صالح "الحليف الاستراتيجي " للولايات المتحدة .. لأن صالح بات لا ينفع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل
الظروف والأزمات التي يمر بها اليمن .. في نفس الوقت تدهور الأوضاع في اليمن ليست في مصلحة الأمريكان ولا تخدمهم .. فسرعان ما يتحرك به سفيرهم في اليمن يهودي الأصل "جيرالد فيرستاين" في تكثيف الإجتماعات بقيادة المعارضة اليمنية"أحزاب اللقاء المشترك" ليطلعهم بأن أمريكا تطلب الشراكة في الحرب على ما يسمى الإرهاب ويقدم لهم أيضاً بعض المصوغات لاستمرار العمليات الأمريكية في اليمن ..  فكان موقف قادة المعارضة  حول استمرارالعمليات الجوية الأمريكية ضد ما يسمى "تنظيم القاعدة" بالمرحب به ويحثون الأمريكيون على استمرار هذه العمليات .. كما أن السفير الأمريكي في اليمن أخبر المعارضة بأنهم لا بد أن يقبلوا بالمنظومات التي تتبع أمريكا فلا يحق لأي حزب أو جهة أن تتحدث عن هذه المنظومات لأن الأمريكيين لا يقبلون بذلك ..
كما أن الثورة في اليمن غيرت واقع كانت تسعى أمريكا أن تفرضة على اليمنيين .. فتارة يحرك الأمريكيون ورقة القرصنة وتارة ورقة ما يسمى
بالقاعدة المؤدلج أمريكياً .. وتارة تدفع بالمعارضة غلى الواجهه وتارة تبدي تمسكها بالنظام فالكل يدور في فلك أمريكا .. وكذلك جارة السوء
السعودية فهي أيضاً مستفيدة وتلعب دور إقليمي مختلف يتناسق مع التوجه الأمريكي في اليمن والمنطقة ككل ..
في المقابل اللواء علي محسن والشيخ حميد الأحمر يتزعمان تيار الإصلاح الحزبي المدعوم سعودياً لتنفيذ أجنده ترغب السعودية بتحقيقها في اليمن ..
وفي نفس الوقت يتحدثون أن النظام كان يتساهل في الحرب مع الحوثيون ولكن أبدوا إستعدادهم لتبني المشروع وإعلان الحرب على الحوثيين وتلقينهم دروس في الهزائم ..
هكذا تحدث حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر للأمريكيين وكذلك للسعوديين ..فكان مسرح الحرب في محافظة الجوف حيث قام الإصلاحيون بزرع الكمائن على الحوثيين واشتعل فتيل هذه الحرب التي لا يتحدث عنها الإعلام ولا يغطيها مرسلين القنوات والصحف وكذلك الإعلام التابع للإصلاح ..

فمرت الأيام على هذه الحرب في ظل ثورة شعبية يتحرك بها أبناء الشعب اليمني .. فالدعم اللوجستي السعودي للإصلاح والسماح للجرحاء تلقي العلاج في السعودية وكذلك المواد الغذائية والذخيرة المتنوعة .. وفي مسرحية هزيلة تقدم الإصلاح إلى معسكر المسمى "با للواء إسرائيل" التابع للنظام .. حيث سلم قائد اللواء المعسكر للإصلاح بكل ما فيه من معدات ومن المعروف أيضاً أن هذا المعسكر مكنيكي ..

بعد ذلك وجهت المدافع وقاذفات الصواريخ صوب المناطق التي يتواجد فيها الحوثيون وللعلم أيضاً أن الحوثيين يسيطرون على تسع مديريات
في محافظة الجوف .. أي بنسبة ثمانيين في المائة في المحافظة .. إحتدمت المواجهات واشتدت بين الطرفين .. وفي نفس يتداعون الإصلاح من كل محافظات اليمن للقتال في الجوف .. فعند مراقبتي للأحداث عن كثب في الجوف فإن المعلومات المؤكدة أن الحوثيين متقدمين ميدانياً .. والوضع تحت السيطرة مما دفع باللواء علي محسن الأحمر وحميد الأحمر للإلتقاء بالسفير الأمريكي لعرض الوضع المأساوي الذي وصل إليه الإصلاح في الجوف .. فلا بد لحفظ ماء الوجة قاموا بتشكيل لجنة من أحزاب اللقاء المشترك .. لتنزل إلى الحوثيين بسرعة قبل فوات الأوان لإقناعهم بوقف إطلاق النار فوراً ومن ثم يتم الحوار بين الطرفين .. وهم الأن في صعدة يبحثوا مع الحوثيون هذا الأمر ..
خابت الآمال التي كانت معلقة على الإصلاح في تنفيذ ما تريده السعودية والأمريكان .. فسرعان ما تشبث الأمريكيون بالجانب الأخر "من منظومات عسكرية في النظام اليمني "
فهكذا تدار المؤامرات ضد أبناء الشعب اليمني من قبل الأمريكان ودول الجوار

كلمات دليلية :