ابوالهول .... قريبا في ميدان التحرير

الجمعة ٠٤ فبراير ٢٠١١ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

لم اتوانى لحظة في الكتابة عن مصر ، غير إن عدم انسجامي منذ الساعات الاولى للانتفاضة الشعبية المصرية مع الكثير من الطروحات الخرقاء للسلطة البالية التي تقبع في شرم الشيخ ، جعلني ابتعد قليلا وأتأخر في بت مقالتي التي طالب بها الكثير من الاصدقاء ، المفاجأة اني الآن اشد غضبا واكثر حقداً على النظام المصري ، ولم تعد الكتابة التقرير مع تزيين بعض الاراء الخاصة موضع جدال عندي ، فالآلة السلطوية المصرية الفكرية والحديدية والبشرية رغم قلتها باتت تستحق اللعنة .... والمزيد.

لم اتوانى لحظة في الكتابة عن مصر ، غير إن عدم انسجامي منذ الساعات الاولى للانتفاضة الشعبية المصرية مع الكثير من الطروحات الخرقاء للسلطة البالية التي تقبع في شرم الشيخ ، جعلني ابتعد قليلا وأتأخر في بت مقالتي التي طالب بها الكثير من الاصدقاء ، المفاجأة اني الآن اشد غضبا واكثر حقداً على النظام المصري ، ولم تعد الكتابة التقرير مع تزيين بعض الاراء الخاصة موضع جدال عندي ، فالآلة السلطوية المصرية الفكرية والحديدية والبشرية رغم قلتها باتت تستحق اللعنة .... والمزيد.

 

وكنتيجة فميدان التحرير الذي يزهو به المتظاهرين لم يعد ميدان تحرير فقط ، بل تجاوز الكثير من المسميات والشواهد الكبيرة حيث اضفت عليه احداث الاسبوع اوصاف اخرى كميدان الحرية والشهادة ، والتضحية ، والرسالة ... أن مصر لا تزال حية ينبض فيها دم الشباب والتغيير والصمت غار الى الزوال.

 

ومن خلال التغطية الـمستمرة لكثير من الفضائيات الاخبارية حللت ضيفا لدى شاشة قناة العالم الفضائية على رأس إحدى ساعاتها الاخبارية من مساء الجمعة , يوم الغضب ، والرفض ، ويوم التاريخ والحضارة الهائلة التي تسكن ارواح المصريين وتسمو بدمائهم ، كنت اراهن في حديثي ان مصر لن تركع مجددا ، وان المقولة الشهيرة عن النيل العظيم تتجسد الآن ، فبالرغم من هدوءه المعروف لكن لثورته حديث آخر ، ملتهب ، لا يهدأ الا بتحقيق مراده ، وان المصريون لا تصيبهم الفرقة ، ولن ينحدر الجيش الى متاهات الانخراط في مؤامرات السلطة الخبيثة التي تحاول زج الارادة الشعبية مع الجيش في بحيرات للدماء ، وان مصطلح (البلطجية) ماهو الا تضخيم لفتات المرتزقة الذين يبيعون مستقبل ابنائهم واخوتهم بحفنة من الجنيهات التي لن تكفيهم حتى انهيار مبارك ومغادرته هرم السلطة ذو القواعد الامريكية والاسرائيلية الواضحة.

 

والرهان ... سيتحقق ...

اليوم تحوّل مجرى ممارسات النظام المصري حين تفاجأ بموقف قوى الأمن والحضارية السلمية التي تعامل بها الجيش مع المتظاهرين ، فمال الى اخراج مرتزقته القلة للتصادم مع مئات الالاف من المحتجين في محاولة لتكوين صورة سيئة عن شعب مصر وعن حراكه الابي ومنطلقاته المبدئية ، وكالعادة .... فمالك السلطة لن يكون اقوى من مالك الارض.

 

محاولات اخرى على الجانب المخابراتي المصري بدعم غربي وذلك بالالتفاف على الثورة من خلال محاداث دعى لها مبارك عبر نائبة عمر سليمان مع قوى المعارضة ، وكل الاخبار والتقارير تشير ان لا طاولة حوار يجتمع عليها الطرفين وان النظام اقرب لاعلان بدائل خاصة ومحددة عبر فبركة سياسية خبيثة يتم فيها انتقال جزئي للسلطة بمشاركة قوى رأسمالية ليبرالية اقرب الى النظام تقف في مربع المعارضة ستساهم من ابقاء مصر ضمن معاهدات السلام مع اسرائيل وما تلاها من تواقيع على اوراق غير معروفة .

 

لكن ...

الشعب هو الشعب ، وكل التصريحات التي تنطلق بالفم المليان من ميدان التحرير تأكد ان لا ناطق باسم الثورة ولا قيادة لها غير الشعب نفسه.

اذن ...

مستمرون بالنداء .... (غور...).

عليه ...

 

فأن التصريح الذي خرج به رئيس الوزراء المصري الجديد باستعداد الحكومة للتحاور مع ممثلين عن المتظاهرين وان لا نية لنجل الرئيس المصري (جمال مبارك) الترشيح في سبتمبر هذا السنة ضمن انتخابات الرئاسة المصرية ما هو الا حراك لحفظ ماء وجه الرئيس المكروه.

 

كيف سيتصرف الثوار ، حين لايملكون غير اصواتهم ؟

اعتقد ان استمرار التظاهر والمطاولة في البقاء اكثر ما يمكن من الوقت تحت سماء القاهرة وباقي محافظات مصر سيكون الرد الافضل على محاولات اجهاض الثورة ، وسرقة دماء الشهداء لصالح أرصدة النظام المصري القمعية.

لن أكون وسطياً ....

غور يا مبارك.

*ابوطالب البوحيّة - abumaliki@hotmail.com