كيف دوت فضيحة مجلة التايم الأميركية بشأن لبنان؟

كيف دوت فضيحة مجلة التايم الأميركية بشأن لبنان؟
الثلاثاء ٣٠ أغسطس ٢٠١١ - ٠٨:٥٦ بتوقيت غرينتش

فضيحة من العيار الثقيل سقطت فيها إحدى أدوات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري . الأداة الأميركية التي تمثلت بمجلة "التايم" الصادرة في نيويورك وقعت في الفخ الذي نصبته . فكان وقع التواطؤ مدويا .

هذا الخبر كما بثته قناة "أم تي في" اللبنانية القريبة من حزب "القوات اللبنانية" المعادي لحزب الله انتهى بالكلام عن بلبلة في لبنان وهو ما كان بشر به موقع إيلاف السعودي في نفس اليوم في تنسيق يبدو واضحا بين الإعلام اللبناني المعارض لحزب الله والحكومة وإلاعلام السعودي .

  بدت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي غداة انفجار القنبلة الاعلامية المتمثلة في المقابلة التي قالت مجلة «التايم» الأميركية إنها أجرتها مع أحد المتهمين الأربعة في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري عند مشارف لحظة الحقيقة القاسية جداً التي ستواجه معها مضاعفات مبكرة للتناقض الذي ولد مع تأليف الحكومة في موقفها من المحكمة الخاصة بلبنان.
ذلك أن الأوساط المتتبعة لمجريات التفاعل الحاد الذي أثارته هذه المقابلة «الملتبسة» مع أحد المتهمين في «حزب الله» لفتت إلى أن من أولى مضاعفاتها أنها عجّلت في كشف الازدواجية التي تعانيها هذه الحكومة في ملف المحكمة الدولية ووضعتها أمام الاختبار القاسي في شكل لم تتحسب له .

 ونسب موقع "إيلاف" السعودي إلى مصادر في قوى 14 آذار المعارضة في لبنان قولها إن الحكومة برزت في موقع «المخدوع» او المتلاعب على المجتمع الدولي، وفي كلا الحالين انكشف واقعها عن عجز او ضعف تام بازاء موقف «حزب الله».

وبعد ساعات على نشر خبر "التايم" الأميركية سارعت صحيفة "النهار" اللبنانية المعارضة إلى تبنيه وزادت عليه معلومات قالت إنها موثوقة كشفت هوية أحد المتهمين الأربعة الذي أجريت معه المقابلة .

قد رجحت مصادر متابعة لتطورات قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري أن "يكون المتهم حسين العنيسي هو الذي قابل مراسل "تايم" نيكولاس بلانفورد"، مؤكدة لصحيفة "النهار" استناداً الى معلومات موثوق بها لديها أن "اللقاء حصل أواسط الاسبوع، الثلثاء أو الاربعاء، في حضور مترجم عربي غير لبناني". 

من جانبه تبنى رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري   خبر "التايم" بسرعة وقال في بيان مكتوب وزع على الإعلام المحلي .

هذا غيض من فيض مما قيل من جانب مؤيدي المحكمة الدولية عن خبر مجلة "التايم" الأميركية . ولكن لم تمض ساعات حتى تم نفيه من جانب حزب الله ومن مراسل مجلة التايم نفسه .

بعد نفي حزب الله صحة خبر التايم الأميركية سعت وسائل إعلامية لبنانية عدة للاتصال بمراسل المجلة الأميركية في لبنان غير أن الأخير رفض الإدلاء بأي تصريح وهو ما حصل مع قناة الجديد .

إذن مراسل التايم في لبنان رفض التعقيب على ما نشرته مجلته  ولكنه سرعان ما عاد لقول الحقيقة عندما نفى بشكل قاطع أنه هو من أجرى اللقاء مع أحد المتهمين بقضية الحريري منهيا بذلك قضية ملتبسة اثبتت تواطؤ المحكمة الدولية على حزب الله وعلى حكومة لبنان وعلى لبنان وشعبه .

أوضح الصحافي في مجلة الـ"تايم" الأميركية نيكولاس بلانفورد قضية المقابلة التي نشرت في المجلة مع أحد المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فقال: "كل ما في الأمر أنني تلقيت إتصالاً من إدارة تحرير المجلة في نيويورك لإبلاغي أن لقاءً أجري مع أحد المتهمين في جريمة اغتيال الحريري، وستتم إضافته إلى التحقيق الذي كنت كتبته بشأن القرار الإتهامي وموقف حزب الله منه".

 وعند سؤاله عمَّا إذا كان متأكداً من أن المقابلة أجريت فعلاً، أجاب بلانفورد أنَّه لا يستطيع "التأكيد"، وأوضح: "لأنني لم أكن هناك، إلا أني أجزم بأن الـ"تايم" صحيفة ذات مصداقية عالية، ويستحيل أن تلجأ إلى بدع مماثلة، وأنا واثق من أن اللقاء مع المتهم قد جرى، وإلا لما كانت إدارة التحرير وافقت على نشره"، نافياً أن يكون قد تلقى أي تهديدات، وقال: "لست خائفاً لأنَّ لا علاقة لي بالمقابلة ولم أتعرّض للتهديد ولم أتلقَّ أي إتصال من قبل حزب الله".

هذا النفي من جانب مراسل التايم كان له وقع الصدمة في الأوساط المعارضة لحزب الله التي اصيبت بالذهول السياسي والإعلامي وكان نصيب بلانفورد الإحالة إلى التحقيق .

أعلن المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا أنه سيتم استدعاء مراسل "التايم" في بيروت للتحقيق معه.

بعد كل هذه الضجة المفتعلة أحيل مراسل مجلة التايم الأميركية للتحقيق بتهمة فبركة مزاعم كادت تتسبب بمشكلة سياسية حقيقية في لبنان . صورة بدا واضحا من خلالها التسييس الذي تغرق به المحكمة الدولية والتي لا تهدف إلا لضرب قوة لبنان عبر مقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي .

كلمات دليلية :