كيف يستعبد العمال الآسيويون والافارقة في السعودية ؟

كيف يستعبد العمال الآسيويون والافارقة في السعودية ؟
الثلاثاء ٣٠ أغسطس ٢٠١١ - ٠٩:٤٧ بتوقيت غرينتش

إستعباد العمال العرب والآسيويين والأفارقة في المملكة العربية السعودية مصطلح بدأ يتردد في وسائل إعلام عالمية عكست واقع المعاملة السيئة لهؤلاء العمال في المملكة والتي وصلت في كثير من الأحيان إلى التعذيب والموت على يد أرباب العمل السعوديين .

هذه المشاهد التي لا تحتاج إلى تعليق بثها موقع هولندي إلكتروني على الشبكة العنكبوتية . وقد عوقب بحجبه من قبل السلطات السعودية عن مستخدمي الانترنت في المملكة .  

 فقد حجبت السلطات السعودية موقع "هنا أمستردام"، وجميع المواقع الأخرى التابعة لإذاعة هولندا العالمية عن مستخدمي الانترنت في المملكة السعودية.

سبب هذا الإجراء السعودي هو موضوع نشر على الموقع العربي لإذاعة هولندا العالمية (هنا أمستردام) حول إساءة معاملة العمال المهاجرين في السعودية وقد صاحب المقال شريط فيديو قصير يظهر فيه رجل يبدو سعوديا وهو يضرب عاملا آسيويا بعصاه. قامت "يوتيوب" بحذف الفيديو على موقعها فيما نشرت "هنا أمستردام" نسخة من الفيديو على موقعها في الخامس عشر من يوليو الماضي وحظي المقال بقراءة واسعة على الموقع .

وكانت إذاعة هولندا العالمية قد نشرت في وقت سابق من هذا العام مقالا حول المعاملة السيئة وشروط الخدمة المجحفة للخدم العاملين في السفارة السعودية في لاهاي، كما نشرت تقريراً عن بلاغ قدمته خادمة فلبينية إلى الشرطة الهولندية تتهم فيه السفير السعودي السابق في لاهاي السيد وليد الخريجي بإساءة معاملتها واستغلالها.

وفي تعليق على هذا الحظر المباشر لتبادل المعلومات تقول السيدة آردي باورز نائبة رئيس التحرير في الإذاعة:

"يبدو أن السلطات السعودية قد حجبت موقعنا لأنها انزعجت من نشر المعلومات حول إساءة معاملة خدم المنازل في المملكة."

 استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إصرار السلطات السعودية على استخدام سياسة حجب مواقع الإنترنت ولعب دور الوصي على الشعب السعودي وحرمانه من حقه في تداول المعلومات وحرية الرأي والتعبير

 وترى الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن ما حدث من السلطات السعودية هو اعتداء علي حقين في آن واحد فمن جهة انتهكت الحكومة حق مواطنيها في المعرفة وتداول المعلومات ومن جهة آخري انتهكت حق ناشر الموضوع في حرية التعبير عن الرأي, فبدلا من ان تحقق السلطات في واقعة اساءة معاملة العمال الأجانب والتحقق من صحة الفيديو قررت أن تحجب الموقع داخل المملكة من الأساس.

 وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان “ان السلطات السعودية مصرة علي المضي بخطوات ثابتة عكس رياح التغيير التي هبت علي المنطقة كنتيجة مباشرة للربيع العربي الذي بدأ في مطلع العام الجاري وأدى لتغيرات عديدة في دول مثل مصر وتونس وليبيا واليمن, فلم تكتفي بالمشاركة في قمع الإحتجاجات التي تشهدها البلدان العربية سواء بالدعم الدبلوماسي للديكتاتوريات او بالدعم العسكري مثلما فعلت لقمع احتجاجات البحرين, بل اصرت علي ان تظل في موقعها كأكثر الدول في المنطقة العربية عداءا للإنترنت وأسرعها حجبا للمواقع علي الشبكة العنكبوتية .

كثيرة هي الدلائل على سوء المعاملة التي يلقاها العمال الأجانب في المملكة السعودية . ومنها شهادة طبيب مصري عانى وعائلته كثيرا وقد وثق ذلك بمقالة نشرها في مواقع عدة .

وجه الطبيب المصري د.أسامة أنور محمد نداء لتحرير من سماهم عبيدا في المملكة السعودية فكتب يقول: أكثر من ثمانية ملايين إنسان من أكثر من 50 دولة حول العالم يتعرضون لأبشع إضطهاد عرفه التاريخ أكثر من جرائم الصهيونية والنازية والفاشية باسم الإسلام والإسلام برئ منهم ومما يفعلونه!! ويتحدث بلسانهم طبيب مصري بسيط تعرض هو وزوجته الطبيبة وأطفاله الصغار لأبشع جريمة يمكن أن يتخيلها عقل حيث منعوا من العمل والسفر لأكثر من ثلاث سنوات وتم قطع الكهرباء عنهم قرابة عام كامل فى ظروف مناخية شديدة القسوة وكان من الممكن أن يلقوا حتفهم جميعاً فى أي لحظة ورغم الشكاوى والنداءات والاستغاثات إلى كافة المسؤولين بالمملكة فلم يستمع إليهم أحد ولم يأبه بهم أحد !!

ويتساءل الطبيب المصري: لماذا هذا السكوت عن الجرائم التى ترتكب فى حق العمالة الوافدة إلى المملكة السعودية والتى تقشعر منها الأبدان وليس لها أي مثيل فى العصر الحديث ؟!

هل النظام السعودى أقوى من العالم بكامله حتى يُخرج لسانه إلى العالم أجمع مستهيناً بكل القيم والتقاليد المعروفة والمتعارف عليها فى حق رعايا الدول الآخرى مثل اتفاقية فيينا وغيرها فى وجوب حسن معاملة المقيمين على أراضيها ؟ إن سجلات جماعات حقوق الإنسان العربية والدولية وصفحاتها قد إمتلأت وضاقت بجرائم هذا النظام التى تقشعر من هولها الأبدان.

قوانين العمل السعودية الإجرامية ليس لها مثيل فى أي مكان آخر فى العالم ولا فى التاريخ الحديث وإنما كانت موجودة فقط فى العصور الجاهلية منذ أكثر من ألف عام !!

وتابع الكاتب متسائلا هل أموال البترول السعودى التى يتم دفعها فى صورة منح وهبات إلى منظمات حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات العربية والدولية والهدايا التى تُقدم إلى رؤساء الدول والحكومات والدبلوماسيين ورجال الإعلام هى السبب فى هذا الصمت المريب ؟!

هل الأرصدة الضخمة التى تقدر بمئات المليارات من الدولارات والإستثمارات الطائلة فى الدول الغربية تدفع هذه الدول إلى السكوت وغض الطرف عن هذه الجرائم

هل تشجيع كرة القدم وغيرها فى هذه الدول والإنفاق على بعض الدببة والحيوانات الأخرى هو دليل على إنسانية نظام وشعب يتعامل بأقسى درجات الهمجية والوحشية ضد أكثر من ثمانية ملايين إنسان ؟!

هل الأموال الطائلة التى ينفقها السياح السعوديون على الدعارة  وشرب الخمر وعلى موائد القمار فى مختلف دول العالم هى السبب فى إخراس الألسنة وتكميم الأفواه ؟! إن هذه الأموال إنما هى أموال قذرة ولا يمكن من الناحية الأخلاقية والإنسانية أن تساهم فى نهضة هذه الدول !!

وختم الطبيب المصري أسامة أنور محمد قائلا : أدعو هذه العمالة إلى إستخدام كافة سبل المقاومة السلمية المشروعة كالتظاهر والإضراب عن العمل وغير ذلك لتغيير هذا الواقع الأليم وتحسين ظروفهم المعيشية داخل المملكة !!

 قد لا يبالغ هذا الطبيب المصري عندما يتحدث باسم ثمانية مليون عامل في المملكة السعودية عن سوء المعاملة وما يلاقيه كثيرون منهم من اضطهاد وتعذيب ، فوضعه ليس استثناء لكن قليلة هي الحالات التي تتسرب إلى الإعلام .

كلمات دليلية :