في حديث لبرنامج صباح جديد علی شاشة قناة العالم، أكد الأستاذ الجامعي محمد أمين بني تميم، على ضرورة وضع إطار مفاهيمي عام للقوة قبل الخوض في أساليب المقاومة، مشيراً إلى تصنيفات القوة الناعمة (Soft Power) والقوة الصلبة (Hard Power)، وصولاً إلى القوة الذكية (Smart Power) التي تمزج بينهما.
وفي سياق تصنيف المقاومة، ميز بني تميم بين المقاومة "التقليدية"، التي تستند إلى الأطر المؤسساتية أو العسكرية المسلحة، وبين المقاومة "الحديثة" التي أسماها المقاومة الإبداعية (Creative Resistance)، معتبراً إياها "سلاح العصر" لكونها تجمع بين قوة المبدأ وبراءة التكتيك.
وشدد الأستاذ على أن المقاومة الإبداعية ليست مجرد تلاعب بالأزمات، بل هي "علم لتغيير المعادلات"، تلعب دوراً أساسياً في تحويل الألم إلى إبداع، وتهدف إلى تغيير الواقع في مجال القوة الناعمة؛ حيث تسعى لمخاطبة العقول ومُلامسة القلوب والأرواح، على خلاف المقاومة الصلبة التي تواجه الأنظمة المستبدة بالقوة المباشرة.
واستشهد بني تميم بأحداث "طوفان الأقصى" كمثال بارز على تفعيل القوة الذكية، حيث نجحت في الجمع بين المقاومة العسكرية والتأثير الناعم، مما أدى إلى انتشار رسالة المقاومة عالمياً عبر منصات التواصل الاجتماعي، مسببة تفاعلاً واسعاً وتظاهرات داعمة في عواصم عربية وأوروبية عديدة.
وأكد الأستاذ أن الفن والثقافة والإعلام تمثل الساحات والأدوات الأبرز للمقاومة الناعمة أو الإبداعية، كونها تستطيع تجاوز الحواجز الجغرافية والزمنية بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى الأثر العميق لشخصيات كـ"حنظلة" للكاريكاتير الفلسطيني، وتأثير قصائد شعراء مثل محمود درويش ونجيب محفوظ ونزار قباني في توعية وتشكيل وجدان الجماهير حول العالم.